القدس - "الأيام": رصدت جمعية حقوقية إسرائيلية تصعيداً ملحوظاً في نشاط الشرطة وحرس الحدود شبه العسكري في الأحياء الفلسطينية بالقدس الشرقية المحتلة، منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
وأشارت إلى أنه "تُظهر حالة الطوارئ الحالية التمييز المنهجي الذي تواجهه القدس الشرقية".
وقالت جمعية "عير عميم" اليسارية الإسرائيلية المختصة بشؤون القدس: "في غضون أيام قليلة، وثّقنا سلسلة من الإجراءات العدوانية التي اتخذتها قوات الأمن الإسرائيلية: مداهمات ليلية في جبل المكبر، والعيساوية، والطور، ووادي الجوز، والولجة، وكفر عقب، واستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت داخل المباني السكنية".
وأضافت: "أُصيب سكان في عدة أحياء بالقدس الشرقية جراء قنابل الغاز وقنابل الصوت التي أطلقتها القوات الإسرائيلية. أدى استخدام الذخيرة الحية إلى إصابة شخصين في الطور، وفي حادثةٍ مأساويةٍ للغاية، قُتل معتز حجاجلة، أحد سكان الولجة، بالرصاص".
وتابعت: "وفي إجراءٍ آخر من إجراءات العقاب الجماعي، أغلقت الشرطة قسماً كبيراً من الطور عقب ورود تقارير عن رشق الحجارة".
وأردفت: "وكما حدث بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، اعتُقل فلسطينيون بناءً على نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي".
واستدركت: "في المقابل، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر مدنيين إسرائيليين يهتفون ويرددون (لتحترق قريتك) بينما كانت الصواريخ الإيرانية تضرب مدينة طمرة العربية شمال إسرائيل، لم يُعتقل أي شخص. وقد أسفر الهجوم الصاروخي الشهير عن مقتل أربع نساء فلسطينيات، جميعهن من عائلة واحدة".
وبحسب الجمعية، فإنه "يُظهر الوضع عند الحواجز التي تفصل هذه المناطق عن وسط القدس مزيداً من التمييز الهيكلي الذي يواجهه السكان الفلسطينيون".
وقالت: "فعندما تُسمع صافرات الإنذار، تُغلق الحواجز على الفور، وينسحب الجنود الإسرائيليون إلى مناطق محمية. في هذه الأثناء، يُترك المدنيون الفلسطينيون - الذين غالباً ما يُعلقون في منتصف الطريق - عالقين في المركبات، دون إمكانية الوصول إلى ملاجئ. ورغم ارتفاع عدد المعابر اليومية وهشاشة هذه المواقع أثناء الإنذارات، لم تُركّب أي بنية تحتية لحماية الفلسطينيين عند أي من الحواجز أو بالقرب منها".
وأضافت: "يتفاقم هذا الخطر بسبب سلوك القوات الإسرائيلية عند حاجز قلنديا، الذي يضطر حوالى 80,000 من سكان القدس الشرقية لعبوره يومياً. هناك، أدت التأخيرات المتعمدة إلى ازدحام مروري شديد. كما أن الأوضاع عند حاجز جبع محفوفة بالمخاطر، حيث تُسبب الإغلاقات المتقطعة مزيداً من الاضطراب. إلى جانب المخاطر والصعوبات الروتينية التي يفرضها ازدحام نقاط التفتيش، فإن الواقع الحالي يعني أنه خلال صافرات الإنذار، يُشلّ المدنيون الفلسطينيون ويُعرّضون بالكامل لشظايا الصواريخ وخطر الضربات الصاروخية المباشرة".
كما لفتت إلى أنه "في القدس الشرقية، هناك غياب شبه كامل للمساحات المحمية. ووفقاً للبيانات الرسمية للبلدية، فإن أقل من 10% من الملاجئ العامة في المدينة تقع في القدس الشرقية - على الرغم من أن حوالى 40% من سكان القدس يقيمون هناك".
وقالت: "جميع الملاجئ العامة، البالغ عددها 51 ملجأً، في القدس الشرقية تقع داخل المدارس، وهذه المرافق غير كافية بتاتاً لسكان يبلغ عددهم قرابة 400,000 نسمة، سواء من حيث السعة أو سهولة الوصول".
وأضافت: "الوضع أكثر خطورة في الأحياء الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، والتي يقطنها ما يقرب من ثلث سكان القدس الشرقية. في هذه المناطق المكتظة بالسكان، لم نعثر على ملجأ عام واحد. قد تؤدي إصابة مباشرة في مثل هذه الظروف إلى خسائر فادحة في الأرواح على نطاق يصعب تصوره".
0 تعليق