توفير حليب الأطفال مهمة شاقة جديدة تواجه الأسر في غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كتب عيسى سعد الله:


بات توفير حليب الأطفال المولودين حديثاً في قطاع غزة، استحقاقاً يؤرق الأسر، ويقض مضاجعهم، بعد نفاده من الأسواق بشكل شبه كامل، وارتفاع حاد في أسعار ما توفر منه.
ولم يعد بالإمكان الحصول على عبوة حليب واحدة بسهولة، وإن توفرت لا تقدر على شرائها معظم الأسر بعد أن تجاوز سعر العبوة الواحدة مائة شيكل.
وتفاقمت أزمة النقص الحاد في حليب الأطفال الرضع بسبب منع قوات الاحتلال إدخاله إلى قطاع غزة، منذ أربعة أشهر تقريباً منذ أن شددت حصارها على القطاع.
وبات الأطفال يواجهون مصيراً محتوماً بالموت أو التشوهات والإصابة بأمراض مزمنة، سجلت منها حالات كثيرة فيما تبقى من مستشفيات في القطاع سلمت من التدمير الإسرائيلي.
ويجوب أولياء الأمور قطاع غزة وبين أروقة المؤسسات بحثاً عن الحصول على الحليب كمساعدة دون جدوى في كثير من الأحيان، كما هو الحال مع المواطن حاتم مصلح الذي يواجه عجزاً مالياً يحد من قدرته على شراء الحليب بالأسعار الحالية.
وقال مصلح، في الثلاثينيات من عمره، إن طفله الرضيع من دون حليب منذ فترة، ما أدى إلى انخفاض وزنه بشكل كبير وإصابته بأمراض تنفسية حذره منها أطباء مختصون، مبيناً أن طفله معرض للموت الفجائي لا سيما أن زوجته لا تستطيع إشباعه من صدرها لأسباب صحية وغذائية.
وحسب أطباء، يعاني معظم الأطفال الرضع في قطاع غزة من سوء التغذية بسبب عدم حصولهم على الكميات اللازمة من الحليب والمغذيات الأخرى، نتيجة النقص الهائل فيها.
وحتى الحليب الجاف نفد من الأسواق، ولم يعد بالإمكان الحصول عليه كبديل عن عبوات الحليب المخصصة لتغذية الأطفال حسب أعمارهم، كما ذكر المواطن مالك سعد، الذي اشتكى من صعوبة توفير الحليب لطفلته بعد شهر من ميلادها.
وأشار سعد إلى أنه يقضي جزءاً كبيراً من وقته في البحث عن الحليب في الأسواق أو في المؤسسات، مؤكداً أن معظم القائمين على المؤسسات يعتذرون عن تقديم أي خدمات من هذا القبيل بسبب ارتفاع سعر المتوفر من عبوات الحليب.
ولم يُخفِ سعد قلقه الشديد على مصير ابنته التي لم تسجل الزيادة المطلوبة في وزنها منذ ولادتها.
وأوضح أن مشاكل كثيرة أصبحت تواجهه في تربية ابنته والحفاظ على صحتها وحياتها، إضافة إلى النقص في الحليب أيضاً، وأن هناك مشكلة كبيرة في توفر الحفاضات الصحية بعد أن ارتفع سعر الحفاضة الواحدة إلى أكثر من عشرة شواكل مقارنة بنصف شيكل قبل تشديد الاحتلال حصاره على القطاع.
وطالب سعد المؤسسات بالاهتمام الكبير في تنفيذ المشاريع المنقذة لحياة الأطفال، عبر توفير الحليب والحفاضات والمكملات الغذائية الأخرى.
وأكدت مديرة إحدى المؤسسات الإغاثية في غزة، رفقة الحملاوي، أن المؤسسات تواجه أزمات كثيرة على صعيد التمويل، إضافة إلى النقص الحاد في المواد الغذائية، وبشكل خاص حليب الأطفال، الذي يحد من قدرتها على تنفيذ المشاريع الإغاثية الخاصة.
وذكرت أن ارتفاع الأسعار ينعكس سلباً على توجه المانحين في تنفيذ مثل هذه المشاريع.
من جهته، قال رئيس قسم الأطفال والولادة في مستشفى ناصر الطبي أحمد الفرا، إنه منذ أربعة أشهر لم تدخل أي عبوة حليب أطفال إلى غزة سواء للقطاع الصحي أو الخاص أو المنظمات الدولية، ما أدى إلى نفاد المخزون.
وأوضح في تصريحات صحافية أنه في مجمع الحضانة بالمستشفى يوجد 25 طفلاً يعانون من نقص حاد في الحليب رقم واحد واثنين، مبيناً أن الأطفال الخدج بحاجة إلى حليب خاص وهو غير متوفر على الإطلاق، وقال، إن القطاع الطبي في هذا المجال وصل إلى نقطة الصفر، ولم تفلح المناشدات الكثيرة بالسماح بإدخال الحليب الخاص للأطفال.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق