طوكيو - د ب أ: ذكرت صحيفة "نيكي" اليابانية، أمس، أن المفاوضين الأميركيين في محادثات الرسوم الجمركية بدوا مترددين في خفض الرسوم على السيارات والصلب والألمنيوم خلال اجتماع عقدوه في الآونة الأخيرة مع نظرائهم اليابانيين، وهو موقف جعل الجانب الياباني يشعر بأن التعاون قد يكون صعبا، ملمحا لاستخدام سندات الخزينة الأميركية كورقة في المفاوضات.
وقالت الصحيفة، إن المفاوضين الأميركيين، بمن فيهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، التقوا كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين ريوسي أكازاوا ومسؤولين آخرين في واشنطن، أول من أمس، وقدموا إطارا مقترحا لاتفاقية تجارية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تحددها قولها، إن اليابان شرحت خلال الاجتماع الخطوط العريضة للتدابير التي ستتخذها لتقليص فائضها التجاري الضخم مع الولايات المتحدة مثل مراجعة الحواجز غير الجمركية على واردات السيارات وزيادة مشتريات السلع الزراعية الأميركية.
وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في مقابلة تلفزيونية أذيعت، أمس، "الرسوم الجمركية، وخاصة تلك المفروضة على السيارات، غير مقبولة إطلاقا".
وأضاف إيشيبا في المقابلة مع شبكة "فوجي نيوز"، "من المفترض أن يكون تقليص العجز التجاري (للولايات المتحدة) ممكنا... وسنبذل جهودا لخفضه، لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الوظائف في اليابان".
من جهته، صرح وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو، أمس، بأن سندات الخزانة الأميركية التي تمتلكها اليابان يمكن أن تكون إحدى أوراق التفاوض خلال المحادثات التجارية مع واشنطن.
وردا على سؤال هل موقف اليابان بشأن عدم بيع سندات الخزانة الأميركية يمكن أن يكون إحدى أوراق التفاوض، أجاب كاتو في تصريحات خلال برنامج تليفزيوني ياباني، "إنه إحدى أوراق التفاوض"، مضيفا، "ما إذا كنا سوف نستخدم ورقة التفاوض هذه أم لا، فذلك قرار مختلف".
ويذكر أن اليابان هي أكثر دولة أجنبية في العالم تمتلك سندات خزانة أميركية بواقع تريليون و79 مليار دولار، من أصل 8.5 تريليون دولار إجمالي الحيازات الأجنبية للسندات الأميركية، كما في نهاية كانون الثاني 2025.
وصرحت كاثي جونز، الخبيرة الاقتصادية لدى مؤسسة شارلز شواب للخدمات المالية، ومقرها في نيويورك، أن "مناقشة هذا الأمر بشكل علني هو تكتيك خطير للغاية".
وأضافت جونز في تصريحات، أوردتها وكالة "بلومبرغ"، إن "مجرد التهديد باتخاذ هذه الخطوة قد تكون له تداعيات في سوق سندات الخزانة، واعتقد أن المسؤولين اليابانيين أذكياء بما يكفي بحيث يعرفون أن المضي قدما في هذه الخطوة يمكن أن يكون ضارا باقتصادهم".
وفي وقت سابق، صرح مسؤول تجاري ياباني بأن بلاده تأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بحلول الشهر المقبل، وسط توقعات أن تكتسب المفاوضات الثنائية الجارية بين الطرفين الزخم خلال منتصف الشهر الجاري.
ونقلت "بلومبرغ" عن ريوسي أكازاوا، كبير مفاوضي اليابان التجاريين، قوله بعد انتهاء جولة المحادثات بين الطرفين في واشنطن، والتي أجريت بحضور وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جاميسون جرير، "لقد أجرينا محادثات ملموسة بشأن قضايا مثل توسيع التجارة الثنائية، واتخاذ إجراءات لا تتعلق بالرسوم الجمركية، والتعاون في مجال الأمن الاقتصادي".
وأضاف، "لقد اتفقنا على ترتيب موعد للاجتماع المقبل رفيع المستوى، بهدف تسريع وتيرة المحادثات اعتبارا من منتصف أيار".
وذكر أكازاوا أنه أكد موقف بلاده من أن حملة الرسوم الجمركية واسعة النطاق التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مؤسفة للغاية"، مع تأكيد دعوة طوكيو بشأن إعادة النظر في هذه الرسوم.
وذكرت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية أن وفد طوكيو كان يأمل في سماع المزيد من التفاصيل حول الأولويات الأميركية وتضييق نطاق محادثات التعريفات التي بدأت رسميا قبل أسبوعين.
وجاء الاجتماع في واشنطن بعد يومين من تخفيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تأثير تعريفاته الجديدة البالغة 25% على صناعة السيارات، من خلال السماح لصانعي السيارات الذين ينتجون مركبات في الولايات المتحدة بالمطالبة ببعض التعويضات.
وكان أكازاوا قد زار واشنطن آخر مرة في 16 نيسان الماضي والتقى ترامب في المكتب البيضاوي لمدة 50 دقيقة، قبل المشاركة في اجتماع مع وزير الخزانة بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري جاميسون جرير.
واشنطن مترددة في خفض الرسوم على اليابان وطوكيو تلمح باستخدام "ورقة" السندات - الكويت الاخباري

واشنطن مترددة في خفض الرسوم على اليابان وطوكيو تلمح باستخدام "ورقة" السندات - الكويت الاخباري

0 تعليق