جنين - وكالات: على طريق محفّرة قرب مخيم جنين، الذي كانت تعيش فيه، قالت سجى بواقنة، إنها "تحاول التشبّث بالأمل" بعدما اضطرت إلى النزوح مع بداية عدوان إسرائيلي في الضفة، قبل 102 يوم.
واضطر عشرات الآلاف من المواطنين في شمال الضفة المحتلة إلى النزوح جراء العملية التي أطلقها جيش الاحتلال تحت تسمية "السور الحديدي" في أواخر كانون الثاني، بعد يومين على دخول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ.
وأكدت بواقنة أنها تعاني الأمرّين منذ نزوحها القسري من مخيم جنين، وهو أحد المخيمات الثلاثة للاجئين في شمال الضفة، التي يستهدفها جيش الاحتلال إلى جانب مخيميّ طولكرم ونور شمس.
وأضافت بواقنة، "نحاول التشبّث بالأمل، لكن للأسف، الواقع لا يمدّنا بأي بصيص منه".
فبعد مرور مئة يوم على النزوح والعملية العسكرية الإسرائيلية، المستقبل مجهول بالنسبة للنازحين الممنوعين من دخول المخيم، ومصير بيوتهم وممتلكاتهم غير معلوم، حسب بواقنة.
وتابعت، "لا نعلم إن كانت بيوتنا قد تضررت أو دمرت كلياً وهل سيكون بإمكاننا الرجوع إليها أم لا.. لا أحد يعرف ماذا يحدث داخل المخيم".
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لأضرار، إما بشكل كامل أو جزئي، جراء العدوان المتواصل وعمليات التدمير المستمرة، فيما تشهد مدينة جنين كذلك أضرارًا كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف.
ولا تزال عائلات المخيم، إضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيطها، مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، حيث تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألف نازح.
ويزداد الوضع الاقتصادي في مدينة جنين تدهورًا، في ظل تسجيل خسائر تجارية فادحة نتيجة العدوان، ما أدى إلى إغلاقات كثيرة للمحال التجارية، وتراجع حركة التسوق القادمة إلى المدينة من خارجها، إلى جانب عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية والشوارع، وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية، خاصة في الأحياء الغربية، التي تشهد شللًا اقتصاديًا شبه كامل.
كما تواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية باتجاه المخيم ومحيطه، فيما تشهد المدينة انتشار فرق مشاة في عدة أحياء، وتُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم لدوريات وآليات الاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال في أواخر شباط الماضي توسيع عملياته في الضفة، وشمل ذلك نشر وحدة دبابات في جنين، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها دبابات في المنطقة منذ نهاية الانتفاضة الثانية العام 2005.
وفي أوائل آذار الماضي، أعلن الجيش توسيع عملياته إلى مناطق إضافية في جنين.
ووثّقت عدسة فرانس برس هذا الأسبوع مشاهد لتدليّ أسلاك أعمدة الكهرباء في شوارع مغلقة بحواجز ترابية، إضافة إلى تجمع مياه الصرف الصحي في الطريق المؤدي إلى مستشفى جنين الحكومي.
وأشارت عضو اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين فرحة أبو الهيجا، إلى أن قوات الاحتلال تخلي العائلات التي تعيش قرب المخيم من منازلها "بشكل يومي".
وأضافت أبو الهيجا، "بالنسبة للنازحين من مخيم جنين، فإن مئة يوم مرّوا كأنها مئة سنة". موضحة أن الأوضاع في تدهور مستمر والظروف قاسية، والأهالي يختبرون أصنافاً من الآلام لم يعرفوها من قبل.
استنكرت منظمة "أطباء بلا حدود" الخيرية في آذار "الوضع الخطير للغاية" الذي يمرّ به الفلسطينيون الذين هُجّروا جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي، وقالت، إنهم يعيشون "دون مأوى مناسب أو خدمات أساسية أو وصول إلى الرعاية الصحية".
وقالت المنظمة، إن حجم التهجير القسري والدمار اللاحق بالمخيمات "لم يشهد له مثيل منذ عقود" في الضفة.
وقالت الأمم المتحدة، إن نحو 40 ألف فلسطيني هجّروا قسرا من بيوتهم منذ 21 كانون الثاني.
وحسب وزارة الصحة، استشهد ما لا يقل عن 925 مواطناً، برصاص قوات الاحتلال أو مستوطنين في الضفة منذ بداية العدوان على غزة.
0 تعليق