في مشهد إنساني وانفعال قانوني نادر.. صبيحي يقتل خاله ويواجه حكم الإعدام قصاصًا بسلوك شجاع فريد من نوعه - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

أكد الصحفي ماجد الداعري أن أصعب حالة إعدام شهدها في حياته كانت صباح اليوم داخل ساحة تنفيذ الأحكام بمحافظة لحج، حيث تم تنفيذ حكم القصاص بحق الشاب "ع.ح" (23 عامًا) بعدما أدين بجريمة قتل خاله عمداً، في قضية هزت الرأي العام منذ بدايتها.

وقال الداعري : «لم أشهد في حياتي مشهدًا يمزج بين الحزن والشجاعة كهذا المشهد البليغ؛ فالشاب الذي اعترف أمام المحكمة بأنه المتورط في قتل خاله قبل أكثر من عامين بعد خلاف عائلي، ظهر على مدى الجلسة الأخيرة وبعد صدور الحكم النهائي عليه بالقصاص، أنه قد استسلم لقضاء الله وقدره».

وأضاف الداعري: «حاول أولياء الدم، وعلى مدى أشهر، إقناع ولي الدم الوحيد المُصرِّ على تنفيذ القصاص، بالعفو عن القاتل بعد أن تدخلت أعداد كبيرة من المشايخ والأعيان وأفراد العائلة للتوسط بهدف التخفيف أو تقبل الدية، لكن كل تلك المساعي باءت بالفشل، ما دفع المدان إلى موقف لم يسبق له مثيل».

وتابع: «في لحظات لا توصف، وفي محاولة لتسريع تنفيذ الحكم والحد من الاستعطاف المستمر لأهل المجني عليه، طلب الشاب من المسؤولين تنفيذ الحكم فورًا، بل ذهب حدًا لم يتصوره أحد، حين انبطح مرتين تلقائيًا على بطانية التنفيذ، مؤكدًا استعداده الكامل لتقبُّل المصير، وهو الموقف الذي لم يُشهَد سابقًا بمثل هذه الشجاعة والاستسلام الكامل».

واستطرد الصحفي: «وبمجرد أن بدأ الحديث حول ضرورة النهوض به لكي يرى وجه ولي الدم كما هو معمول به في بعض الحالات رمزيةً، حتى بدأ البعض يأمل أن يكون هذا اللحظة التي يظهر فيها تغيير في موقف الولي، لكن الأمور سارت وفق السيناريو المرسوم، واستدار الشاب بكل ثقة وإيمان نحو من طلب منه توجيه رسالة نصائح في آخر لحظات حياته، ليقول بوضوح: "كفى بالموت واعظًا"، ونصح الجميع بالصبر والعودة إلى الله والتواضع أمام الموت».

وأشار الداعري إلى أن الشاب، رغم تربيط يديه ووجود الحراسة الأمنية، انبطح بنفسه للمرة الثالثة، ليتم تنفيذ حكم القصاص بشكل رسمي، في جو مملوء بالدموع والعبرات من الحضور والمسؤولين على حد سواء.

ووصف مراقبون القضية بأنها واحدة من أبرز الحالات التي تجمع بين صرامة القانون ورحمة الدين، وتثير نقاشات مجتمعية حول مفهوم العفو والقصاص، ودور الضمير الإنساني في لحظات الحساب الأخير.

تجدر الإشارة إلى أن نظام القضاء اليمني يتيح للمحكوم عليه بالإعدام قصاصًا حق ولي الدم في التنازل أو قبول الدية، وهو ما حصلت فيه محاولات مستمرة في هذه القضية دون جدوى، مما وضع القاتل أمام مصيره بإرادة نادرة وبصورة تركت أثرًا كبيرًا في جميع من حضروا تنفيذ الحكم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق