عواصم - وكالات: تزايدت التحذيرات من أزمة طاقة عالمية إذا استمرت الحرب بين إسرائيل وإيران لفترة طويلة، قد تمتد إلى ضرب المنشآت النفطية وإغلاق مضيق هرمز.
فقد حذر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، "من أن توسع رقعة الحرب، لا سيما إذا وصل إلى إغلاق مضيق هرمز، قد يؤدي إلى أزمة عالمية في قطاع الطاقة ويلقي بظلاله السلبية على الاقتصاد العالمي".
بدوره، عبر الوزير الإيطالي عن قلق بلاده إزاء التطورات المتسارعة في الإقليم، مؤكدا الحرص على دعم أمن واستقرار العراق وتبادل المعلومات ووجهات النظر بشأن الحرب الجارية.
كما حذر من أن "استمرار التصعيد العسكري قد يفضي إلى عواقب خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي".
وفي ألمانيا، حذّر رئيس المصرف الفدرالي الألماني يواخيم ناغل، من مخاطر صدمة نفطية في سياق المواجهة القائمة بين إيران وإسرائيل، داعيا إلى عدم تليين السياسة النقدية في منطقة اليورو، بالرغم من عودة التضخّم إلى مستوى 2%.
وقال ناغل في خطاب ألقاه في فرانكفورت، إن تداعيات الهجمات المتبادلة بين البلدين والتي تصاعدت حدّتها في نهاية الأسبوع "ما زالت غير أكيدة"، في حين قد يتسبّب نزاع مطوّل في "ارتفاع شديد في (أسعار) النفط" و"ينسف توقّعاتنا" في مجال التضخّم والنموّ.
وفي أيار الماضي، تراجع التضخّم في منطقة اليورو إلى 1.9%، بحسب تقديرات "يوروستات"، ما ارتدّ إيجابا على قرار البنك المركزي الأوروبي خفض معدّلات الفائدة في حزيران للمرّة الثامنة في خلال سنة.
كذلك، خفّض معهد الإحصاءات الأوروبي توقّعات التضخّم للعامين 2025 إلى 2%، وفي 2026 إلى 1.6%، خصوصا في ظلّ تراجع أسعار الطاقة وارتفاع سعر صرف اليورو.
غير أن المخاطر المتنامية لاشتعال الوضع لفترة طويلة في الشرق الأوسط مقرونة بالتوتّرات التجارية التي ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، "تحتّم" على البنك المركزي الأوروبي التحلّي "بالمرونة" من دون الالتزام لا "بخفض جديد لأسعار الفائدة ولا بتوقّف مطوّل" على هذا الصعيد، بحسب يواخيم ناغل المعروف بخطّه النقدي المتشدّد.
وفي حزيران، خفض البنك المركزي الأوروبي نسبة الفائدة الرئيسية على الودائع إلى 2% التي لم تعد تعتبر تقييدية، بعد مستوى قياسي بلغ 4% في 2023 لاحتواء ارتفاع الأسعار الشديد في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشدّدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد على أن كلّ قرار بشأن معدّلات الفائدة سيّتخذ "في كلّ اجتماع على حدة" وفقا لتطوّر الأوضاع، غير أنها لمّحت أيضا إلى "نهاية دورة نقدية" ويتوقّع الخبراء وقفا لخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للمؤسسة في أواخر تموز.
بدوره، حذر وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز، أمس، من أن الغارات الجوية التي تنفذها إسرائيل على إيران، ورد إيران عليها، تمثل لحظة "بالغة الخطورة" بالنسبة للشرق الأوسط، مضيفا، إن ذلك، إلى جانب الاضطرابات في مناطق أخرى من العالم، يدفع الاقتصاد العالمي إلى "مرحلة شديدة الخطورة في الوقت الراهن".
وأشار تشالمرز إلى أن ارتفاع أسعار النفط منذ الغارات الجوية، الجمعة الماضي، دفع أسواق المال إلى زيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة في أستراليا، ما يدل على أن المتعاملين يركزون بشكل أكبر على تداعيات الأحداث على النمو الاقتصادي، أكثر من تركيزهم على تأثير التضخم في المدى القريب.
وقال تشالمرز في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة الأسترالية، إن "ارتفاع أسعار النفط يشكل خطرا على توقعات التضخم، لكنه يشكل أيضا خطرا على نمو الاقتصاد العالمي".
وأضاف، إن "ما تفعله عادة البنوك المركزية، وليس فقط البنك المركزي لدينا، أنها تحاول تجاهل الارتفاعات المؤقتة في الأسعار، والنظر في التداعيات الأوسع نطاقا".
وردا على سؤال بشأن ما تنصحه به وزارته حول التداعيات الاقتصادية للنزاع، قال تشالمرز، إن هذا النزاع يعد عنصرا رئيسيا في تفاقم حالة التقلبات العالمية، التي تعود إلى أسباب تتراوح بين التوترات الجمركية التي تثيرها الولايات المتحدة، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، وصولا إلى التباطؤ الاقتصادي في الصين، الشريك التجاري الأبرز لأستراليا.
وأضاف تشالمرز، "لذا يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة شديدة الخطورة في الوقت الراهن، وبرغم أن أستراليا في موقع قوي ومستعدة جيدا للتعامل مع هذا القدر من عدم اليقين والتقلبات، فإننا لن نكون بمنأى عن ذلك".
تحذيرات من أزمة طاقة عالمية بسبب حرب إسرائيل على إيران - الكويت الاخباري

تحذيرات من أزمة طاقة عالمية بسبب حرب إسرائيل على إيران - الكويت الاخباري
0 تعليق