عرف بدعوته إلى الله عز وجل على بصيرة، وعرف أيضا بغزارة العلم وفصاحة اللسان ونصاعة البيان، بيد أنه كان أيضا شاعرا ذا موهبة خصبة وقلم مطواع، وقد رأى أن الأدب مرآة الأمة ودقات قلبها.
هو الداعية المصري الراحل الشيخ محمد الغزالي الذي يقول عن نفسه: "كان والدي أحمد السقا يبجل الإمام أبا حامد الغزالي، صحاب كتاب إحياء علوم الدين، ولذلك عندما ولدت سماني باسمه تيمنا في أن أكون مثله، وهو في الحقيقة اسم مركب، ولقبنا هو السقا".
ولم يكن الغزالي قد بلغ العشرين من عمره وهو يطرق باب الشعر ويسهم فيه، وجمع قصائده في ديوان سماه "الحياة الأولى"، ويمثل حقيقة المرحلة الأولى من حياته. ويكشف الديوان العامر بالوجدان عن شخصية متوازنة ومتفائلة وتسير في طريقها نحو الآمال الكبيرة بنشاط دؤوب وكفاح مستمر.
عالج الغزالي فلسفة الغنى وانتهى إلى أن المال لا وزن له ما لم يقض حاجة بائس أو يعالج محنة مكلوم، ومن ثم فإن الغنى غنى النفس لا غنى الثراء. ويقول في هذا السياق:
وددت الغنى لو أن ذا المال مسعد سعادة ذي روح سعادة ذي عقل
حقرت ثراء يبتغي الذل موئلا يريد مقامي في مواطنه الغفل
وددت الغنى أقضي مطالب بائس أواسي جروحا أو أبدد من جهل
وفي مجال الطبيعة اجتهد الداعية المصري في أن يرسم لها صورة كما فعل شعراء الطبيعة السابقون، ويقول:
تلك المروج بهيجة يهتز في إيناعها سحر الحياة الخالد
خضراء يانعة كميسور المنى صفراء يابسة جناها الحاصد
إعلان
أمي الطبيعة كلما زدنا نؤى عنها فكل مزيف يتزايد
وكان الشيخ الغزالي أديب النفس قبل أن يكون أديب البيان.
كما تناولت حلقة (2025/5/6) من برنامج "ّتأملات" فقرات أخرى من بينها، "وقفات" وتضمنت: "لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم"، وقال عبد الله بن زكريا: "عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي".
وفي فقرة "قصة مثل"، قصة المثل القائل: سقط العشاء به على سرحان".
0 تعليق