جدعون ليفي: بن غفير خاطب البرغوثي كما يخاطب السيد عبده - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

قال الكاتب جدعون ليفي إن المشهد الذي جمع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والأسير الفلسطيني مروان البرغوثي اختصر مأساة فلسطين.

وأكد ليفي أنه عندما وقف الرجل السمين أمام النحيل تقابل القوي والضعيف، والظالم والمظلوم، والشر والخير، والغازي والمغزو، والمجرم وضحيته.

وأوضح ليفي -في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية- أن الفيديو الذي انتشر لهذا اللقاء لم يتجاوز 13 ثانية، وظهر فيه بن غفير متحدثا وحده، وعندما حاول البرغوثي الكلام قُطع المشهد.

وأكد أنه لم تكن لديه أدنى فكرة عن هوية الرجل الواقف أمام غفير -"أو بالأحرى عند قدميه"، وفق المقال- عندما شاهد الفيديو لأول مرة.

وأضاف أنه صُعق بعد أن تبين له أن الرجل المناضل الذي عرفه قبل عقود بات شبحا باهتا وجسدا هزيلا بملامح أنهكها التعذيب والحرمان الطويل.

و"انفطر قلب" الكاتب الإسرائيلي -وفق مقاله- عندما خاطب بن غفير البرغوثي بلهجة السيد تجاه عبده، وقال ليفي "وقفا متقابلين، وزير رفيع في حكومتي أمام زعيم الأمة المفترض أن تكون عدوتي، وقلبي بالكامل مع الأخير".

وأشار المقال إلى أن الوزير بدا فخورا بإذلال أحد رموز الحركة الوطنية الفلسطينية، لأن قاعدة بن غفير السياسية تعشق رؤية القادة الفلسطينيين منكسرين أو أمواتا.

وتوعد بن غفير بمحو كل من "يمس بالأمة الإسرائيلية"، في خطاب يعكس غطرسة حكومة يداها ملطختان بدماء آلاف النساء والأطفال، وفق ليفي.

وأكد المقال أن المفارقة تكمن في أن البرغوثي -رغم إدانته في جرائم قتل بإسرائيل- يظل رمزا للسلام والعدالة، إذ سعى إلى بناء جسر للتعايش قبل أن يلجأ إلى المقاومة المسلحة، وهو ابن دولة بلا جيش وأمة بلا حقوق.

أما بن غفير -يتابع ليفي- فهو يرفض أي فرصة للتسوية، ويصر على إبادة الفلسطينيين أو طردهم من أرضهم.

وذكر الكاتب قول البرغوثي له عام 1997 خلال جولة لهما في رام الله "إن أكبر مخاوفي أن نفقد الأمل".

إعلان

ويرى ليفي أن هذا الخوف تحقق، إذ سُجن آخر من يمثل قيادة فلسطينية تؤمن بتسوية سياسية، في حين حقق بن غفير نصرا كاملا بمشروعه المتطرف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق