عاجل

على أي عمر تظهر متلازمة تكيس المبايض؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

ما هي متلازمة تكيّس المبايض؟ وكيف تحدث؟ وما أسبابها؟ وما هي العلاجات؟ هذه الأسئلة وغيرها تناولناها في عيادة الجزيرة، مع الدكتورة بثينة علي الملا اختصاصي أمراض النساء والولادة مع الاختصاص الدقيق في المسالك البولية النسائية وطب قاع الحوض في مؤسسة حمد الطبية في قطر.

ما متلازمة تكيس المبايض؟

نعرف المتلازمة على أنها مجموعة من الأعراض المرضية التي تكون موجودة لدى المريض، فهي ليست عرضت واحدت، بل مجموعة من الأعراض. وتحدث نتيجة اضطراب في الهرمونات الأنثوية والذكورية لدى المرأة في سن الإنجاب.

يحتوي جسم المرأة على هرمونات ذكورية ويحتوي جسم الرجل على هرمونات ذكورية، ولكن تتفاوت النسب. حدوث اضطراب في هذه النسب يؤدي إلى هذه الحالة.

هل هناك أسباب واضحة لحدوث هذه المتلازمة؟

لا يوجد سبب واحد أو سبب واضح، ولكن هناك عوامل ممكن أن تؤدي إلى التكيّس، ممكن أن تكون عوامل وراثية، إذا وجد تاريخ عائلي (إصابة قريبة من الدرجة الأولى بالمرض) تزيد احتمالية الإصابة بتكيس المبايض.

عامل الآخر قد يكون زيادة الوزن، حيث يمكن أن تسبب اضطراب في الهرمونات، وبعض العوامل ممكن أن تزيد من نسبة الإصابة بتكيّس المبايض وهي مرتبطة بمشكلات صحية أخرى مثل مقاومة الانسولين ومرض السكري من النوع الثاني.

أعراض تكيس المبايض مبيض عقم صحة المرأة إنفوغراف

 

ما أعراض تكيس المبايض؟

تشمل الأعراض عدم انتظام الدورة الشهرية في أكثر الحالات وتأخرها، وقد تشتكي النساء المتزوجات من صعوبة في حدوث الحمل، وممكن أن تشتكي بعض النساء من الشعر الزائد، حيث ينمو شعر سميك في الوجه والجسم ولا تحل هذه المشكلة بطرق إزالة الشعر التقليدية وذلك لأن أصل المشكلة هو خلل في الهرمونات.

يمكن أن يؤدي اضطراب الهرمونات إلى ارتفاع الكوليسترول، أيضا قد تحدث زيادة في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وممكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. إذن فهي متلازمة أعراضها كثيرة وتسبب إلى مشاكل كثيرة، ولا تقتصر فقط على الخصوبة أو على الناحية الجمالية.

كيف يتم تشخيص المرض؟

نبدأ أولا بأخذ التاريخ المرضي والتاريخ العائلي للمريضة، يوجد مشاكل صحية كثيرة ممكن أن تؤدي إلى أعراض تكيس المبايض، عدم انتظام الدورة مثلا لا تعني بالضرورة الإصابة بتكيّس المبايض، لذلك من الضروري أن نستبعد الأمراض الأخرى قبل أن نحكم. ويوجد معايير نقوم باستخدامها لتشخيص المرض اسمها "معايير روتيردام" (Rotterdam criteria). وبعد ذلك يتم تصوير المبايض لتأكد من وجود أكياس صغيرة حول المبيض.

ما آثار هذه متلازمة على الصحة النفسية للمرأة المصابة؟

يؤثر تكيّس المبايض على المرأة من الناحية النفسية بشكل كبير جدا. مثلا وجود شعر زائد في الجسم أمر يضايق المرأة من ناحية نفسية، بغض النظر عن العلاجات السطحية التي قد تستخدمها المرأة لتقليل نمو الشعر غير المرغوب فيه، إذا لم نعالج المشكلة الأساسية، ستبقى تعاني هذه المشكلة التي تؤثر على نفسيتها.

إعلان

وإذا كانت السيدة متزوجة، وكان لديها صعوبة في الإنجاب، فقد تعاني من ضغط نفسي من تفكيرها بالأمر ومن الضغط الاجتماعي من حولها، كما أن أن عدم انتظام الدورة الشهرية يعكر من مزاج السيدة.

هل هناك عمر معين لتظهر أو تبدأ أعراض هذه المتلازمة بالظهور عنده؟

تصاب السيدات بهذا المتلازمة في سن الإنجاب. أما بعد انقطاع الدورة الشهرية فلا تشخص السيدات بتكيّس المبايض.

هل هناك علاقة ما بين الغذاء والمتلازمة؟

لا يوجد علاقة مباشرة، ولكن نحن دائما نقول نمط الحياة غير الصحي ممكن أنه يؤدي إلى تكيّس المبايض. الأكل غير الصحي يؤدي إلى سمنة، والسمنة تزيد الدهون بالجسم وتسبب مقاومة الانسولين. السمنة هي نقطة أساسية واضحة في هذه الحالة.

ولكن يجب أن نلاحظ أنه لن تعاني كل سيدة سمينة من تكيس المبايض وليس بالضرورة أن تكون المرأة سمينة لتعاني من تكيس المبايض، أي أنه من الممكن أن تكون السيدة نحيلة وتعاني من تكيس المبايض. ولكن احتمالية الإصابة تزيد عند النساء اللواتي يعانين من السمنة.

اضطرابات الحيض، مثل عدم انتظام أو انعدام الحيض أو غزارة الحيض، تنذر بمتلازمة تكيس المبايض، التي تهدد المرأة بالعقم. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: Christin Klose/dpa-tmn/dpa Credit: Christin Klose / dpa-tmn / Christin Klose/dpa-tmn/dpa
من أعراض تكيس المبايض، عدم انتظام الدورة الشهرية (الألمانية)

هل للرياضة علاقة بهذه المتلازمة؟

نعم، بالتأكيد. من الأمور التي ننصح بها السيدات دائما الحفاظ على نمط حياة صحي نقلل فيه من السكريات والنشويات والدهون ونتبع نظام غذائي صحي متكامل، أيضا ننصح بممارسة الرياضة. الرياضة تساعد في رفع معدلات الأيض وتساعد على تقليل الوزن. وممكن أنها تساعد في علاج المرض. يمكن لكثير من السيدات إذا قللن من 5% إلى 10% من وزنهن أن تنتظم الدورة لديهن.

التوازن بين الاستروجين والبروجسترون

في جسم المرأة لدينا هرمونات أساسية هي الأستروجين والبروجسترون التوازن بينهم هو الذي يسبب زيادة في البطانة الرحم، ولو لم يحدث حمل تنزل على شكل الدورة الشهرية، وعندما تزيد نسبة الاستروجين في الجسم يحدث خلل في الجسم كله وتحدث مقاومة الانسولين، وعدم انتظام في الدورة، وأمور أخرى كثيرة.

يساعد التوازن بين الاستروجين والبروجسترون في الجسم على بناء بطانة الرحم، وظيفة بطانة الرحم ان تكون بطانة سرير يحتضن البويضة عندما يتم تخصيبها بالحيوان المنوي ويكون هناك احتمال حمل، تنغرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. وإذا لم يحدث حمل، تسقط بطانة الرحم. عند عدم حدوث حمل ترتفع نسبة البروجستيرون في الجسم. البروجستيرون، يعاكس الإستروجين، وهو الذي يساعد على تساقط بطانة الرحم وخروجها على شكل دورة شهرية. وعندما يكون هرمون الإستروجين عالي جدا، ولا يوجد مقاومة من الهرمون الآخر، تبقى بطانة الرحم سميكة لفترة طويلة تزيد من نسبة تغيّر هذه الخلايا وتكوّن خلايا سرطانية أو خلايا غير حميدة. السيدة التي تعاني من تكيّس المبايض تزيد عندها نسبة الإصابة بسرطان بطانة الرحم من ضعفين إلى ست أضعاف. ومن الضروري عندما تعاني سيدة من عدم انتظام في الدورة أن تأخذ على الأقل كل ثلاثة شهور العلاجات اللازمة حتى تتخلص من هذه البطانة الموجودة، والتي قد تكوّن خلايا غير حميدة في المستقبل.

كيف يتم علاج هذه المتلازمة؟

في البداية، من الضروري أن يتم تشخيص الحالة بشكل صحيح، ثم نبدأ العلاج حسب الحالة، وكل سيدة سيكون لديها هدف من علاج تكيس المبايض. كل خطة علاجية يجب أن تكون موازية لهذا الهدف.

لا يكون لدى النساء بالضرورة جميع الأعراض، والتي هي عدم انتظام الدورة الشهرية والشعر الزائد وعدم الإنجاب، وعندما تعاني السيدة عندم انتظام الدورة يمكن أن نعطيها علاجات تساعد في انتظامها، وفي كل الأحوال ضروري أن نؤكد على ضرورة اتباع نمط حياة صحي والحفاظ على التغذية السليمة وممارسة الرياضة حتى يقل وزن المريضة.

إعلان

لو لم تحل المشكلة بنزول الوزن ممكن أن نلجأ للعلاج بحبوب منع الحمل، حبوب منع الحمل أنواع وفيها الهرمونين الذين ذكرناهم الأستروجين والبروجستيرون بنسب مختلفة على حسب مدتها في الدورة الشهرية، وتحتوي هذه الحبوب على نسب متفاوتة من الهرمونين. قد تستنكر الفتيات غير المتزوجات عند اعطائهن حبوب منع حمل لحل المشكلة، ولكن نقول أن هذه الحبوب اسمها المتداول هو حبوب منع الحمل، ولكن المادة الموجودة فيها هي هرمونات تساعدنا على أن نوازن من الهرمونات المضطربة في الجسم. لو السيدة قالت أنا عندي تكيّس وعندي صعوبة في الحمل ممكن نبدأ لفترة بهذه الهرمونات حتى تنتظم الدورة الشهرية. ولكن لا نستطيع أن نعطيها هرمونات لفترة طويلة لأنها تريد أن تحمل.

يوجد أيضا أدوية تنشيطية تساعد على زيادة نشاط المبيض، لزيادة احتمالية حدوث الحمل، إذا لم يحدث ممكن نلجأ إلى الخيار الأخير وهو التدخل الجراحي.

هل العلاجات تقدم شفاء نهائي أم أن السيدة التي أصيبت بهذه الحالة يجب أن تستمر على تناول هذه الأدوية لفترة طويلة أو لآخر حياتها؟

ليس بالضرورة، يمكن أن يكون التكيس في مرحلة عمرية معينة، ويمكن أن يكون التكيّس لفترة مؤقتة، وممكن أن يستمر إذا لم يتم السيطرة على الأسباب.

إذا استمرت المريضة على نمط حياة صحي، وعاد التوازن للجسم يمكن أن تزول أعراض التكيّس وتكون الدورة منتظمة وألا ينمو الشعر غير المرغوب فيه، عندها بإمكانها أن توقف هذا العلاج تحت الإشراف طبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق