يعدّ مرور الفنانات المشهورات على السجادة الحمراء في الفعاليات الهامة بتصميمات من توقيع إحدى دور الأزياء حلمًا كبيرا للعاملين في قطاع الموضة، إذ تُسلط الأنظار على إطلالات النجمات طوال الوقت لتصبح حديث الصحف العالمية والمحلية ومنصات التواصل الاجتماعي.
لذلك فإن بعض هذه الإطلالات تتخطى أهمية اللوحات الإعلانية بأهم ميادين العالم، مما يجعل المصممين يتصارعون على الوصول إلى منسقي إطلالات النجمات لضمان الشهرة، وزيادة قيمة العلامة التجارية، فضلا عن ارتفاع نسب المبيعات.
وعلى الرغم من هذه الأهمية، فإن عددا من المصممين رفضوا ظهور بعض المشاهير بتصميماتهم لأسباب مختلفة، نعرض أبرزها في السطور التالية.
أزمات وشروط كارل لاغيرفيلد
ارتبط المصمم الألماني الراحل كارل لاغيرفيلد بعلاقات وثيقة مع أسماء لامعة في عالم الشهرة، مثل المذيعة والكاتبة الأميركية كريس جينر ومواطنتها الممثلة والمخرجة كريستين ستيوارت، وعارضة الأزياء البريطانية كيت موس ومواطنتها كارا ديليفين، خلال مسيرته المهنية التي تجاوزت نصف قرن، خاصة خلال فترة رئاسته الإدارة الإبداعية في كلٍ من "شانيل" و"فندي" و"كلوي"، إلا أن بعض الخلافات نشبت بينه وبعض المشاهير.

كان لاغيرفيلد يُعرف بانتقاداته اللاذعة التي وصلت أحيانا إلى حد التنمر، كما في حالة المغنية البريطانية أديل. ففي تصريح أثار ضجة عام 2012، قال لاغيرفيلد إنه يرغب في التعاون مع أديل بسبب جمال وجهها وصوتها، لكنه لا يراها مناسبة لتصميماته بسبب وزنها الزائد. حينها، ردّت أديل قائلة إنها فخورة بجسدها وإنها تمثل النساء الممتلئات في العالم.
هذا التصريح أثار موجة غضب كبيرة واعتُبر تنمرا خصوصا في وقت كانت فيه صناعة الموضة تسعى لتحسين صورتها وتجاوز الانتقادات المتعلقة بفرض معايير جمال صارمة. لاحقا، اعتذر لاغيرفيلد موضحا أن تصريحه أسيء فهمه، وأرسل لأديل قطعة إكسسوار من "شانيل"، إلا أنه لم يتعاون معها لاحقا ولم تظهر أديل بأي تصميم من "شانيل" حتى بعد خسارتها للوزن ووفاته عام 2019.
إعلان
أما الجدل الأكبر، فكان مع النجمة ميريل ستريب عام 2017، حين أطلت بفستان من توقيع إيلي صعب في حفل الأوسكار. لاغيرفيلد خرج حينها بزعم مفاده أن ستريب كانت قد اتفقت على ارتداء تصميم من "شانيل" تم العمل عليه، لكنها تراجعت بعد تلقيها مبلغا ماليا من دار إيلي صعب، في حين أن "شانيل" لا تدفع للمشاهير مقابل ارتداء تصميماتها. نفت ستريب ذلك تماما في بيان رسمي، وكان هذا سببا في رفض لاغيرفيلد التعاون معها لاحقا، رغم العلاقة الطيبة التي جمعتها بالدار في السابق.
كما رفض لاغيرفيلد التعاون مع السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما، رغم حماس قطاع الموضة للعمل معها لما أضفته من عصرية على الأزياء الرسمية. وصرّح لقناة "كانال بلس" الفرنسية عام 2012 بأن ذوقها بعيد عن الطابع الفخم الذي يفضّله، كما انتقد قصة شعرها واصفا إياها بـ"الكارثية".
من جهة أخرى، رفض لاغيرفيلد التعاون مع المغنية الكندية سيلين ديون، رغم اعتمادها تصميماته على مدى سنوات. الخلاف نشب حين تعاقدت معه على تصميم خط أزياء خاص بها، لكنه انسحب بسبب خلافات في التوجه والرؤية الفنية، وأسندت المهمة لاحقا للمصمم ريتشارد كوين.
دور أزياء تغلق أبوابها في وجه كارداشيان وزيندايا
ربما يصدم البعض حين يعلم أن كيم كارداشيان كانت مرفوضة من قبل أبرز دور الأزياء في بداياتها. كان منسق الأزياء نيكولا فورميشي قد كُلّف من مجلة "إيلي" الفرنسية عام 2013 بالإشراف على جلسة تصوير لكارداشيان، لكنه تلقى رسائل متكررة بالرفض من بيوت مثل "غوتشي" و"ديور" و"فندي" خشية تأثيرها السلبي على صورة العلامات بسبب الفضائح الأخلاقية المرتبطة بها آنذاك. لكن فورميشي استطاع إقناع ثلاث علامات، أبرزها "توم فورد" و"أوسكار دي لا رينتا" و"ديفيد يورمان".
يُذكر أن مغني الراب كانييه ويست كان له دور رئيسي في تغيير صورة كارداشيان وإدماجها في عالم الأزياء الفاخرة خلال فترة زواجهما.

من جهتها، استعانت الممثلة والمغنية زيندايا بمنسق الأزياء لوروتش لتحويلها إلى أيقونة للموضة. ورغم محاولاته المتكررة، قوبل بالرفض من دور أزياء كبرى مثل "شانيل" و"ديور" و"سان لوران" و"غوتشي" و"فالنتينو" بدعوى أنها ليست مشهورة بما يكفي. لكن لوروتش حذّرهم بأنها سترفض لاحقا ارتداء تصميماتهم بعد صعودها، وهو ما حدث فعلا باستثناء ظهورها بفستان من أرشيف "سان لوران" في 2021، وتعاقدها مع "فالنتينو" في 2020 كسفيرة للدار.
أما المصمم الفرنسي جان بول غوتييه، فرفض في بداية مشوار ليدي غاغا الفني التعاون معها، معتبرا أن أسلوبها الجريء قريب جدا من أسلوبه، وبالتالي لا تحتاج إلى تصميماته. إلا أنه "سمح لها" لاحقا بارتداء بعض قطعه.
النجمات "البدينات" في مأزق
رغم الجهود المبذولة داخل صناعة الأزياء لكسر الصورة النمطية للجمال، فإن الواقع يظهر عكس ذلك في كثير من الحالات. النجمة بيونسيه قالت، أثناء استلامها جائزة "أيقونة الموضة" من مجلس مصممي الأزياء في أميركا عام 2016، إن معظم المصممين رفضوا تصميم أزياء لها ولزميلاتها في فرقة "ديستني تشايلد" بسبب لون بشرتهن وأجسامهن الممتلئة.
إعلان
أما الممثلة ميليسا مكارثي، فقد رُفض طلبها من ستة مصممين لتصميم فستان لحضور حفل جوائز "إيمي" عام 2012 بسبب وزنها الزائد "بحسب مقاييسهم"، مما دفعها لتأسيس خط أزياء خاص بها.

كما انتقدت المغنية بيبي ريكسا علنا ضيق معايير الجمال بعد أن رفض عدد من المصممين تصميم فستان لها لحفل "غرامي" عام 2019 كونها ترتدي مقاس 40 (أوروبي). في النهاية، ارتدت فستانا من دار "منصوري" البحرينية، وصفه خبراء الموضة بأنه من أفضل إطلالات الحفل.
0 تعليق