على النقيض تمامًا من مقال “ألعاب قصصية رائعة كادت أن تصيب اللاعبين بالملل في بدايتها” الذي قدمناه في الفترة الماضية، سنركز اليوم على التجارب التي تأسر انتباهك من اللحظة الأولى ولا تستغرق وقتًا طويلًا لتندمج معها، تلك التي لا تضيع وقتًا في إظهار أعلى مستوياتها وأفضل لحظاتها، بل تُجبرك على حبس أنفاسك منذ اللحظة التي تبدأ فيها أحداثها.

Silent Hill 2

بعد أن  تحدثنا عن ريميك Dead Space في المقال السابق، فإن النسخة الأحدث من Silent Hill 2 تستحق مكانًا في هذه القائمة لنفس الأسباب تقريبًا. فالنسخة الأصلية التي صدرت عام 2001 مازالت تُعد تحفة فنية، لكن إعادة الإنتاج التي قدمتها Bloober Team تجاوزت كل التوقعات. إذ تتميز بسرد قصصي آسر، ورسوم مذهلة، وأجواء مشؤومة تظهر فورًا، وتصميم قوي منذ اللحظة الأولى، ما يجعل اللعبة تعمل بأقصى طاقتها من البداية حتى النهاية.

Resident Evil

إعادة إنتاج لعبة Resident Evil الأصلية تُعد مثالًا مثاليًا للعبة لا تضيع وقتًا في التعلق بك، على الرغم من كونها تجربة بطيئة الإيقاع عمدًا، وليست معتمدة بالضرورة على الأكشن.

الأجواء الملموسة في قصر Spencer، وبنية الألغاز والاستكشاف الجذاب، والرسوم الخلابة والخالدة، كل شيء ينسجم منذ اللحظة الأولى ويضعك في مغامرة رعب غير مألوفة ستتعلق بها من الوهلة الأولى.

Super Mario Odyssey

لعبة Super Mario Odyssey، كحال معظم ألعاب Super Mario، تُولي أهمية كبرى للدقة في القفزات والتحكم اللحظي في الحركة، وتُتقن ذلك بشكل مذهل. بعد ذلك، تُقدم اللعبة شخصية Cappy وآلية السيطرة على الأعداء كعنصر أساسي، مما يجعل التجربة أكثر متعة، وفي حين أن تصميم المراحل الرائع كالمعتاد يُضفي لمسة نهائية متقنة على هذه الحزمة المميزة، إلا أن اللعبة قدمت شيئًا جديدًا ومبتكرًا في كل مرحلة تقريبًا، مما يجعلها ممتعة من البداية للنهاية.

Marvel’s Spider-Man

من اللحظة التي تبدأ فيها بالتأرجح في أرجاء مدينة نيويورك في لعبة Marvel’s Spider-Man، ستشعر بأن اللعبة أسرتك على الفور. ولحسن الحظ، هذه اللحظة لا تستغرق سوى دقائق قليلة (إن لم تكن ثوانٍ) بعد بداية اللعبة.

من التأرجح الفيزيائي الواقعي إلى القتال السريع والحيوي، ومن رؤية اللعبة الخاصة لعالم Spider-Man إلى افتتاحها بمواجهة رائعة ضد Wilson Fisk، المعروف بلقب Kingpin، تبذل Marvel’s Spider-Man كل ما بوسعها لتقدم أفضل ما لديها منذ اللحظة الأولى.

Bioshock

تبدأ لعبة Bioshock بطريقة لا تُنسى، حيث يجد اللاعب نفسه في عام 1960 داخل طائرة تسقط في المحيط الأطلسي. بعد نجاته، يعثر على منارة غامضة تؤدي إلى عالم تحت الماء يُدعى Rapture. هذه البداية وحدها تثير الفضول، لكن ما يجعل اللعبة تجذب اللاعب من اللحظة الأولى هو الجو العام المشحون بالغموض والرهبة، والموسيقى التصويرية التي تضفي طابعًا سينمائيًا مشوقًا.

عند دخول Rapture، يُدهش اللاعب بجمال التصميم المستوحى من فن الآرت ديكو، مقابل أجواء مظلمة ومقلقة تكشف تدهور المدينة. التناقض بين فكرة المدينة المثالية التي أسسها أندرو رايان، والانهيار الأخلاقي والفوضى التي تسودها، يخلق شعورًا دائمًا بعدم الأمان والتشويق.

كما تستخدم اللعبة طريقة السرد غير المباشر عبر التسجيلات الصوتية التي يجدها اللاعب، ما يدفعه للاستكشاف وفهم ما حدث. تُقدم Bioshock كذلك خيارات أخلاقية مؤثرة تتعلق بكائنات صغيرة تُدعى Little Sisters، ما يجعل كل قرار ذا وزن.