ليس سرًا أن تاريخ ألعاب الفيديو مليء بالعناوين التي كانت متوسطة عند الإطلاق، وذلك بسبب تجارب مليئة بالأخطاء المدمرة، أو نقص واضح في المحتوى، أو تصورات خاطئة أدت إلى الحكم السلبي على اللعبة حتى قبل وصولها إلى المتاجر.

رغم كل ما سبق، أصبح من الشائع في العصر الحديث إصدار تحديثات لاحقة لتحقيق الوعود التي قُدّمت قبل الإطلاق، ورغم أن هذا الأسلوب لا يُعد مبرَّرًا، إلا أنه أتاح الفرصة لبعض الألعاب التي خيّبت الآمال في البداية لأن تستحق فرصة ثانية، وإليك بعض أبرز النماذج على هذا الأمر.

Assassin’s Creed Unity

لعبة طُمست تحت وطأة طموحها الزائد، فقد تسبب إصدار Unity عام 2014 في تدهور سمعة سلسلة Assassin’s Creed، وجاءت اللعبة التالية Syndicate بعد عام لتتحمل تبعات الإحباط الناتج عن إخفاقات Unity التقنية، من أعطال تؤدي إلى انهيار اللعبة إلى رسوم غريبة تمحو ملامح الوجوه.

لحسن الحظ، تم تصحيح Assassin’s Creed Unity بشكل مكثف، وبفضل العتاد الحديث أصبحت مغامرة التجوال الحر في شوارع باريس تُعد اليوم واحدة من أفضل الأجزاء في هذه السلسلة الطويلة من ألعاب التسلل، بل يطمح اللاعبين لعودة السلسلة لأسلوبها القديم مرة أخرى وتقديم نفس نظام الباركور الذي ظهر في هذا الجزء، وكثافة الشخصيات غير القابلة للعب.

Grand Theft Auto: The Trilogy – The Definitive Edition

ثلاثية من الألعاب الكلاسيكية رُوِج لها لتكون شبيهة بلعبة Grand Theft Auto V الناجحة من Rockstar، لكنها قُدمت بأسلوب لعب أسوأ من النسخ الأصلية التي صدرت في أوائل الألفينات، مما جعل خيبة الأمل واسعة النطاق أمرًا متوقعًا.

لم تكن هذه الثلاثية “النسخة النهائية” كما وُعِد بها، ومن أبرز ما أثار الجدل كان غياب الأجواء الضبابية في GTA III: San Andreas، لذا لم يكن غريبًا أن تعود طبقة الضباب البرتقالي التي تغمر الساحل الغربي بشكل بارز في تحديث أواخر عام 2024، وإذا لم تكن تملك النسخ الأصلية، فقد جعل هذا التحديث The Definitive Edition جديرة بالاقتناء.

Star Wars Outlaws

الحديث الدائر حول Star Wars Outlaws يبدو غريبًا، فقد أشار النقاد بعد الإطلاق إلى أن اللعبة كانت تفتقر إلى الصقل فعليًا، مع ذكاء اصطناعي ضعيف ومبيعات منخفضة زادت من تدهور سمعتها، ورغم أنها ليست لعبة عظيمة بمعايير هذا النوع، فإن تنوع المواقع والتفاصيل الحضرية التي تحتويها يعكس أجواء Star Wars الأصيلة، وتُروى القصة بطريقة مقبولة من منظور شخصية لا يتحدد مصيرها من خلال القوة، لذا، إذا كنت من محبي Star Wars، فلا تتجاهل الانتقادات، لكنها تجربة تستحق المحاولة من جديد.

Sea of Thieves

من المواضيع المتكررة في هذه القائمة هي الألعاب التي عانت من نقص في المحتوى عند الإطلاق، وتُعد Sea of Thieves المثال الأبرز على ذلك، فبالرغم من الإشادة بمشاهدها البحرية الخلابة، ظل عنصر الاستكشاف واعدًا لكن بلا عمق فعلي؛ تبحر هنا، وتنهب كنزًا، وتُعيد الكرة إلى ما لا نهاية.

لحسن الحظ، فالتحديثات المستمرة والمحتوى المجاني قد غيّرا اللعبة تمامًا، وأصبحت Sea of Thieves الآن تقدم تجربة غنية يجد فيها اللاعب ما يثير اهتمامه أينما ألقت سفينته مرساتها.

Fallout 76

كان من غير المعقول، بالنظر إلى الاستقبال الأولي، أن تنجح محاولة Bethesda في تقديم لعبة Fallout جماعية وتكسب قاعدة جماهيرية بالملايين، لكن بفضل سلسلة من الإصلاحات بعد الإطلاق، شملت نظام التقدّم العشوائي، والأخطاء التقنية المدمرة، والغياب الغريب للشخصيات غير القابلة للعب (NPCs)، أصبحت Fallout 76 في حالة ممتازة.

إضافة إلى ما سبق، ومع التخلي عن البطل صاحب الصوت الموحد والحوارات السطحية في الجزء الرابع، لصالح استكشاف عالم مفتوح أكثر انغماسًا وعمقًا، تُعد Fallout 76 أقرب ما تكون إلى جوهر Fallout الفكري وأجواء نهاية العالم المثيرة.