ليس سرًا أن تاريخ ألعاب الفيديو مليء بالعناوين التي كانت متوسطة عند الإطلاق، وذلك بسبب تجارب مليئة بالأخطاء المدمرة، أو نقص واضح في المحتوى، أو تصورات خاطئة أدت إلى الحكم السلبي على اللعبة حتى قبل وصولها إلى المتاجر.

رغم كل ما سبق، أصبح من الشائع في العصر الحديث إصدار تحديثات لاحقة لتحقيق الوعود التي قُدّمت قبل الإطلاق، ورغم أن هذا الأسلوب لا يُعد مبرَّرًا، إلا أنه أتاح الفرصة لبعض الألعاب التي خيّبت الآمال في البداية لأن تستحق فرصة ثانية، وإليك بعض أبرز النماذج على هذا الأمر.

Battlefield 2042

كان هناك قلق قبل أن يخوض أي شخص المعركة في Battlefield 2042، وذلك بسبب قرار EA بالتخلي عن طور القصة الفردي ونظام الفئات، وعند الإطلاق، أدت مشاكل التوازن السيئة، ومشكلات الخوادم، ونقص المحتوى إلى جعل Battlefield 2042 لعبة لا تستحق وقتك.

لحسن الحظ، فإن عددًا كبيرًا من التحديثات بعد الإطلاق قد غيّر اللعبة تمامًا، مع إعادة تقديم نظام الفئات، وإصلاحات تقنية، ووفرة من المحتوى، مما منح Battlefield 2042 حياةً ثانية.

Days Gone

من الناحية النقدية، كانت Days Gone فاشلة، حيث أشار النقاد إلى تصميم المهام وعدد من المشاكل التقنية كمصادر للقلق. لكن لاعبي Days Gone كانوا دائمًا أكثر لطفًا، إذ كانت ولاية أوريغون الخلابة والمليئة بالزومبي ميدانًا مثاليًا لدفع جحافل ضخمة من كائنات Freakers نحو هلاك مؤكد ومرضي.

تم حل معظم المشكلات التقنية تقريبًا، ورغم ذلك مازالت سمعة Days Gone متأثرة. ومع إصدار نسخة محسّنة، فإن الوقت مناسب الآن لمنح Days Gone فرصة إذا كنت قد صرفت النظر عنها بسبب تقييماتها النقدية في السابق.

Tom Clancy’s Rainbow Six Siege

لقد أصبحت Tom Clancy’s Rainbow Six Siege واحدة من أكثر ألعاب التصويب الجماعية لعبًا في التاريخ، وعنوانًا كبيرًا في عالم الرياضات الإلكترونية أيضًا. وبسبب ذلك، أصبح من السهل نسيان الجدل الذي كان يحيط بأيام اللعبة الأولى.

تعرضت اللعبة للانتقاد بسبب غياب طور القصة الفردي، لكن النقص في الخرائط كان هو ما جذب أكبر قدر من الانتقادات، ومع إعادة تصميم أسلوب اللعب، وتوسيع قائمة الشخصيات، ووفرة الخرائط المصممة بشكل رائع، تم إنقاذ Siege عندما كان المطور يفكر في إيقافها تمامًا على غرار ما حدث مع Concord.

Tom Clancy’s Ghost Recon Breakpoint

كانت Tom Clancy’s Ghost Recon Breakpoint تراجعًا كبيرًا مقارنة بسابقتها Wildlands، فقد بدت مذهلة من الناحية البصرية، لكنها عانت عند الإطلاق من آليات لعب معطلة وتصميم مهام ضعيف، وكان نظام جمع العتاد الممل والمزعج بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

لكن – تمامًا كما حدث مع Rainbow Six Siege – جاءت التحديثات وفيرة مع أوضاع لعب غامرة تتخلى عن الطابع الشبيه بألعاب تقمص الأدوار، وخيارات تخصيص عديدة تعزز الانغماس، وحملة ثانية مركزة بشكل أكبر تُدعى Operation Motherland، ساهمت جميعها في جعل Breakpoint تتفوق على Wildlands في جميع الجوانب تقريبًا.

Destiny 2

تحت وطأة التوقعات العالية، كانت السنوات الأولى من Destiny 2 مليئة بالتحديات. فقد ترك نقص المحتوى، والقصة المتوسطة – خاصة في محتوى الموسم الأول – ونهاية اللعبة غير المثيرة الكثير من العمل لشركة Bungie لضمان استمرارية لعبتهم ذات الطابع الخيالي العلمي.

كانت أسس طريقة اللعب القتالية دائمًا رائعة، لذا كان من المؤكد أن Destiny 2 ستتحول في النهاية إلى لعبة التصويب المهيمنة التي هي عليها اليوم، وبدءًا من Forsaken بعد عام من الإطلاق، أصبحت القصص المعقدة، والحكايات المثيرة، والمشاهد المدهشة جزءًا من المعالم الأساسية في Destiny 2.