عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


دخل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مراحل جديدة أكثر خطورة منذ بداية الأسبوع الجاري، حيث اتسعت أوامر النزوح، وتعمقت سيطرة جيش الاحتلال على مناطق جديدة في غزة، بينما بدأت إجراءات عملية على الأرض تُمهّد لفصل القطاع، وتقسيمه إلى مناطق منفصلة.
"الأيام" رصدت مشاهد جديدة من العدوان المُتصاعد على القطاع، منها مشهد يرصد تصاعد الهجوم على مستشفيات شمال قطاع غزة، ومشهد آخر يوثق تدمير المنازل بواسطة الطائرات، ومشهد ثالث يُسلّط الضوء على بدء الاحتلال بإقامة محاور فصل جديدة، تهدف إلى تقسيم القطاع وتجزئته.

 

تصاعد الهجوم على المستشفيات
عادت مشاهد الهجوم على شمال قطاع غزة إلى صورة مشابهة لما كانت عليه خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، حيث يضغط جيش الاحتلال بقوة على سكان بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، ومخيم وبلدة جباليا، من أجل إخلاء مناطق سكناهم والنزوح جنوباً، بهدف إفراغ شمال القطاع من السكان.
وخلال اليومين الماضيين، صعّد جيش الاحتلال هجومه على مستشفيات شمال قطاع غزة، خاصة مستشفيات الإندونيسي، والعودة، وكمال عدوان، وأخرج الأخير عن الخدمة، وواصل استهداف منشآته، ما جعل مناطق شمال القطاع بلا خدمات صحية تقريباً، وحال دون تقديم العلاج للجرحى والمرضى.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد تعمّد الاحتلال خلال اليومين الماضيين استهداف المولدات الكهربائية للمستشفيات، ما يُفاقم الوضع الكارثي في المستشفيات.
وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال يهدف من تدمير الأنظمة الكهروميكانيكية إلى إخراج المزيد من المستشفيات عن الخدمة، مؤكدة تعرض 3 مولدات كهربائية في المستشفى الإندونيسي للقصف، إضافة إلى خزانات الوقود.
وبينت أن الوضع الصحي في شمال قطاع غزة كارثي بعد خروج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة، في حين تُعاني كافة المستشفيات في قطاع غزة من عدم توفر الزيوت وقطع الغيار اللازم للمولدات الكهربائية، وما بقي من مستشفيات تعمل وفق أرصدة محدودة من الوقود، ما يُهدد استمرار تقديم الرعاية الطبية الطارئة للجرحى والمرضى.
وفي وقت سابق، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، صخر حمد، خروج المستشفى عن الخدمة بسبب محاصرة المستشفى وإطلاق النار المتكرر من الطائرات المسيّرة من نوع "كواد كابتر" الذي يستهدف الكوادر الطبية المتواجدة داخل المستشفى ومحيطه، وتواصل طائرات الاحتلال قصف المنازل في محيط المستشفى، ما يُعرّض حياة المرضى والمصابين والطواقم الطبية للخطر المباشر.
وناشدت وزارة الصحة في غزة الجهات المعنية الضغط على الاحتلال لإدخال المولدات الكهربائية وتعزيز إمدادات الوقود، ووقف استهداف المستشفيات.

 

تدمير عشرات المنازل
بعد ساعات قليلة على إصدار الاحتلال أوامر نزوح جديدة شملت مناطق وسط وشرق وجنوب وشمال محافظة خان يونس، جنوب القطاع، بدأ الاحتلال حملة تدمير واسعة طالت عشرات المنازل، عبر قصفها من الجو، بإسقاط قنابل كبيرة باتجاهها.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن قوات الاحتلال نفذت عدداً كبيراً من الغارات الجوية، تركزت على مناطق: عبسان الجديدة، والمنارة، وبني سهيلا، والمنارة، وقيزان النجار، والبطن السمين، ومعن، والشيخ ناصر، وجميعها تقع شرق ووسط وجنوب محافظة خان يونس، ومعظمها أخلاها سكانها في وقت سابق، حيث جرى التركيز على المنازل متعددة الطوابق، بالتزامن مع عمليات قصف وتدمير مماثلة شمال القطاع، في مناطق سبق أن أصدر الاحتلال أوامر نزوح فيها.
وتسببت الغارات المذكورة في إجبار من تبقى من مواطنين على إخلاء منازلهم، خشية تكرار سيناريو ما حدث في منطقة الفخاري، جنوب شرقي المحافظة، حيث قصفت الطائرات منازل مأهولة، لم يستجب سكانها لأوامر الإخلاء، ما تسبب بحدوث مجازر كبيرة، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وذكر مواطنون عاشوا سابقاً تجارب نزوح من مناطق عمليات عسكرية، أن هذه السياسة باتت معروفة لدى الجميع، وهي تسبق تنفيذ عمليات برية في مناطق يتم إنذارها بالإخلاء، وهذا السلوك الإسرائيلي له هدفان، الأول إجبار مَن تبقى من مواطنين في تلك المناطق على النزوح، وبالتالي تفريغ هذه المناطق من السكان، والأمر الثاني وفق المواطنين، يهدف إلى تدمير المنازل المرتفعة، التي تخشى قوات الاحتلال استخدامها من قبل مقاتلين، سواء في مراقبة الآليات، أو نصب كمائن فيها، وبالتالي تأمين مُسبق للقوات التي تنوي دخول تلك المناطق.
وأشار المواطن محمد سلامة، إلى أن الاحتلال قصف ودمر عدداً كبيراً من المنازل في خان يونس، وعلى مدار اليوم تُسمع انفجارات، وتُشاهد سُحب الدخان الرمادي تتصاعد من قلب المناطق التي جرى إخلاؤها.
وبيّن سلامة، وهو في الأصل نازح من مدينة رفح، وقد نزح مرة أخرى من وسط خان يونس، أنه يشعر بأن ما يحدث في خان يونس مشابه تماماً لما حدث في رفح قبل أكثر من شهرين، فقد استهل الاحتلال سيطرته على المدينة بغارات جوية مُكثفة، ثم تبعت ذلك مرحلة أكثر خطورة، عبر تدمير ما تبقى من منازل، من خلال جرافات، وتفخيخ، وتفجير "روبوتات"، حتى تحولت رفح إلى أرض قاحلة، لا شجر فيها ولا حجر، ويبدو أن الاحتلال يستعد لتنفيذ هذا السيناريو في خان يونس.

 

تقسيم القطاع
يُواصل جيش الاحتلال فرض وقائع جديدة على الأرض في قلب قطاع غزة، مع تعميق العمليات البرية مؤخراً. ومن خلال خرائط الإخلاء الجديدة، التي بدأ الاحتلال بتعميمها مؤخراً، تتضح نية جيش الاحتلال إنشاء محاور فصل جديدة بين محافظات القطاع.
وصدرت مؤخراً أوامر نزوح جديدة، طالب الاحتلال من خلالها المواطنين القاطنين في 17 مربعاً سكنياً شمال القطاع بإخلاء منازلهم على الفور، والنزوح جنوباً.
ووفق خارطة الإخلاء الجديدة، يظهر أن الاحتلال بدأ فعلياً بتطويق شمال قطاع غزة، وإعادة إقامة محور فصل جديد "ميفلاسيم"، يفصل مناطق شمال القطاع عن جنوبه.
في حين تتقدم قوات الاحتلال في محور جديد يقع بين محافظتي خان يونس، ووسط القطاع، وكان قديما يُسمى "محور كيسوفيم"، حيث وصلت الدبابات على مقربة من شارع صلاح الدين، وفي حال أكملت سيرها باتجاه "ميناء القرارة"، يكون قد حدث فصل شامل بين وسط القطاع وجنوبه، وهو ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الجيش يخطط للسيطرة على محور "كيسوفيم"، وسط القطاع.
بينما ما زالت قوات الاحتلال تُسيطر على القاطع الشرقي من محور "نتساريم"، وتمنع المواطنين من التحرك على شارع صلاح الدين، ولا يفصل الدبابات عن شاطئ البحر سوى بضعة كيلومترات، وفي حال وصلت تكون أعادت سيطرتها على محور "نتساريم"، بالكامل، وفصلت بشكل فعلي شمال القطاع عن وسطه وجنوبه.
ووفق محللين وخبراء، فإن الاحتلال يُخطط لإقامة 5 محاور فصل في قطاع غزة ضمن خطة موازية لعملية "مركبات جدعون"، تسمى "خطة الأصابع الخمس"، وتهدف إلى إقامة 5 محاور فصل في القطاع، تبدأ من الجنوب بمحور "فيلادلفيا"، الذي يفصل القطاع عن مصر والعالم، ثم محور "موراغ"، ويفصل محافظة رفح عن جارتها خان يونس، ومحور "كيسوفيم"، ويفصل خان يونس عن محافظة وسط القطاع، يليه محور رابع "نتساريم"، ويفصل جنوب ووسط القطاع عن شماله، ومحور فصل أخير يُسمى "ميفلاسيم"، ويفصل محافظة شمال القطاع عن مدينة غزة.
ولفت مُحللون إلى أن إقامة هذه المحاور جزء من خطة إسرائيل الكبرى، لتحويل قطاع غزة إلى "كانتونات" منفصلة ومعزولة، ما يُسهّل السيطرة الأمنية عليه، والوصول إلى كافة المناطق داخل القطاع بسهولة وسرعة، كما هو الحال في الضفة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق