كتب عيسى سعد الله:

قبل أن تجف الدموع سالت الدماء من سبعة من أفراد عائلة المصري كانوا يستقبلون المعزين باستشهاد ثلاثة من أبنائهم، عندما غدرتهم قوات الاحتلال بقصف مدفعي استهدف بيت العزاء، الذي أقيم بعد ساعات من المجزرة الأولى، لينتج عنها مجزرة ثانية راح ضحيتها سبعة مواطنين.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بقتل ثلاثة من أبناء العائلة في غارة سابقة على بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، أول من أمس.
وفي تفاصيل المجزرة المروّعة التي راح ضحيتها سبعة مواطنين، ليصل عدد شهداء العائلة خلال الساعات الـ48 الماضية الى عشرة شهداء، أفاد العبد المصري الذي تواجد في بيت العزاء ذاته، بأن قوات الاحتلال قصفت بقذيفة مدفعية أرضاً تبعد عن المنزل الذي يتواجد فيه بيت العزاء بنحو خمسة أمتار فقط، ما دفع المعزين من خارج العائلة الى التفرق ومغادرة المنزل فوراً، وبقاء أفراد العائلة فيه.
وأضاف المصري لـ"الأيام"، أنه وبعد أقل من دقيقتين فقط، عاد الاحتلال ليقصف المنزل بعدة قذائف في وقت واحد، ما أدى الى استشهاد سبعة من سكانه وهم اشقاء وأبناء اخوة الشهداء الثلاثة الذين استشهدوا قبل المجزرة بيوم واحد خلال قصف مدفعي على البلدة.
وأوضح أن القدر حال دون استشهاد أكثر من خمسين مواطناً كانوا في المنزل خلال سقوط القذيفة الأولى خارج المنزل، مبيناً أن الجميع من خارج أصحاب المنزل المستهدف غادروا المنزل على وجه السرعة، وفروا من المكان قبل استهدافه بلحظات.
وأشار المصري إلى أن القصف استهدف المنزل بشكل مباشر، ما أدى الى استشهاد المواطنين السبعة فوراً، وقبل أن تصل سيارات الإسعاف والدفاع المدني، التي باشرت بانتشال جثامين الشهداء، ونقل عدد من الجرحى إلى المستشفى الاندونيسي القريب من المكان.
وبيّن أن الحادث وقع في حي المنشية الرئيسي وسط بلدة بيت لاهيا، الذي تعرّض خلال العدوان الأخير على شمال قطاع غزة، والذي سبق التهدئة الأخيرة، لدمار هائل طال معظم مبانيها ومرافقها.
وأشار المصري الى تعرض الحي خلال الأيام الأخيرة لقصف شديد أدى الى استشهاد عدد كبير من المواطنين. والشهداء هم: عدنان المصري، وساري المصري، وبلال نبيل المصري، ومحمد عدنان المصري، وسامح وائل المصري، وسامي عبد الرؤوف المصري.
ووصف المصري المشهد في بيت لاهيا بالمأساوي والخطير جداً بسبب ارتفاع وتيرة القصف واستهداف المواطنين، مبيناً أن أبناء البلدة سجلوا ارتكاب الاحتلال أربع مجازر خلال الساعات الأخيرة، أدت الى استشهاد العديد من المواطنين.
وأكد أن الخطر أصبح يتربص بكل مواطن يسكن بلدة بيت لاهيا، أو يحاول الدخول الى أراضٍ مزروعة.