المجاعة في غزة تكشر عن أنيابها - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب عيسى سعد الله:


تستعد عشرات المطابخ و"التكايا" المجتمعية والأهلية للتوقف عن العمل بشكل نهائي، في الأول من أيار المقبل على أبعد تقدير، بعد توقف برنامج الأغذية العالمي عن تزويدها بالمواد الغذائية اللازمة للطبخ، حسبما أعلن البرنامج، أول من أمس.
وبدأ القائمون على هذه المطابخ و"التكايا" بالاستعداد لهذه المرحلة من خلال تقليص عدد العاملين بشكل كبير، وكذلك الاستعداد لتسليم المخازن و"البركسات" لأصحابها، كما ذكر رائد أبو رياض أحد العاملين في أحد المطابخ التي تستفيد من برنامج الأغذية العالمي، موضحاً أن الكمية الاحتياطية المتبقية من المواد الغذائية بالكاد ستكفي حتى الأول من الشهر المقبل.
وقال: إن عمليات الطبخ بدأت في الانخفاض منذ أسابيع، ولكنها وصلت إلى ذروتها الآن مع قرب نفاد آخر كمية من المواد الغذائية الجافة، التي اعتاد برنامج الأغذية العالمي على تزويد المطابخ بها.
وأوضح أنه من أصل نحو عشرين ألف وجبة ساخنة كان يقدمها بشكل يومي، أصبح ومنذ عشرة أيام يقدم خمسة آلاف فقط، وستتوقف هذه الكمية بشكل نهائي مطلع الشهر المقبل.
وأكد أبو رياض أن المطبخ لا يستطيع تقديم وجبة واحدة في ظل توقف الإمدادات، ونفاد المواد الغذائية الأساسية، وعدم توفر التمويل اللازم.
من جهته، قال محمود حسنين أحد الطهاة في مطبخ آخر يعتمد على تمويل برنامج الأغذية العالمي: إن جميع النازحين في مدينة غزة سيتعرضون لمجاعة حقيقية مطلع الشهر المقبل، بعد توقف المطابخ و"التكايا" عن العمل بشكل كامل.
وأشار حسنين إلى أن المطابخ المجتمعية كانت تلبي حاجة مئات آلاف المواطنين من الغذاء الأساسي منذ الأشهر الأولى للعدوان، مبيناً أن مصير وحياة هؤلاء أصبحت في مهب الريح إذا لم يتم فتح المعابر وإدخال المساعدات على عَجل.
وبيّن أن قدرات المؤسسات الأخرى تظل محدودة جداً مقارنة بإمكانيات برنامج الأغذية العالمي، ولذلك سيشعر المواطنون بتأثير الحصار بشكل كبير جداً مطلع أيار المقبل.
ومن المتوقع أن يُلهب توقف المطابخ عن العمل الأسعار بشكل جنوني، بسبب اضطرار المواطنين إلى الاعتماد على أنفسهم في إعداد وتوفير الطعام.
ويتوقع قائمون وعاملون في مؤسسات إغاثية أن قدرة المواطنين على توفير الطعام بشكل ذاتي تكاد تكون معدومة، بسبب ارتفاع الأسعار، وتدهور أوضاعهم المادية.
وأوضحت رفقة الحملاوي، مديرة مؤسسة ملتقى النجد التنموي، أن قطاع غزة سيدخل في مجاعة مميتة مطلع الشهر المقبل، ستؤدي حتماً إلى تصاعد وتيرة الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية، كما ستتسبب في نفاد المواد الغذائية من الأسواق.
وأكدت الحملاوي أن معظم المؤسسات والجمعيات المحلية تعتمد بشكل أساسي، بشكل أو بآخر، على ما يقدمه برنامج الأغذية العالمي من دعم متنوع، على صعيد صناعة وتوفير الخبز والطعام عبر عشرات المطابخ و"التكايا"، وكذلك التشغيل.
وشددت على أن الحل الوحيد لهذه الكارثة القادمة هو فتح المعابر فوراً أمام جميع أنواع المساعدات، محذرة من مغبة استمرار الحصار خلال الأيام القادمة.
ولفتت إلى أن التدخل المحلي للمؤسسات لن يحل الأزمة، ولن يؤدي إلى التخفيف من وطأة المجاعة المقبلة، بسبب شح المواد الغذائية.
وسلّم برنامج الأغذية العالمي آخر شحنة من المواد الغذائية لشركائه المحليين، قبل عدة أيام، وأبلغهم بنفاد ما لديه من مواد غذائية.
وأعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي عن إرسال البرنامج آخر شاحنة من مخزون الغذاء لديها في غزة ولم يتبق شيء، مؤكدة أن الظروف في قطاع غزة مأساوية، وأن المواطنين يتضورون جوعاً، والمزيد سيدخل على خط المجاعة.
وطالبت بوقف إطلاق النار والسماح للعاملين في المجال الإغاثي بالدخول إلى غزة، مشددة على أن الغذاء ليس أمراً سياسياً وجعله كذلك في غزة أمر غير مقبول، ولا ينبغي أن يحدث.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق