رام الله - "الأيام الإلكترونية": أقام مستوطنون، مساء الأربعاء، بؤرة استيطانية جديدة على أراضٍ تابعة لقرية عرب المليحات، شمال غرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة، في حين أقدم آخرون على نصب خيمة جديدة على جبل قرقفا الواقع في الجهة الغربية من أراضي بلدة عقربا، جنوب نابلس، وذلك في خطوة أولى لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة.

وأفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن المستوطنين نصبوا خيمتين وأقاموا حظيرة للمواشي، كما أدخلوا قطعانهم إلى الموقع وأحضروا فرشاً وأغطية للنوم، في مؤشر واضح على بدء تدشين بؤرة استيطانية تهدد المنطقة وتستهدف مضايقة السكان الأصليين. وأوضح مليحات أن الموقع المستهدف لا يبعد سوى نحو 150 متراً شرق مدرسة عرب الكعابنة الأساسية، ما يجعله قريباً من التجمعات السكانية البدوية التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة والرعي.

ويأتي هذا التحرك في إطار سياسة توسع استيطاني ممنهج يستهدف السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية الزراعية بغطاء كامل من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، حاول مستوطنون إقامة 15 بؤرة استيطانية خلال مايو/ أيار الماضي، "غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي". وخلال مايو، وثقت الهيئة تنفيذ المستوطنين 415 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، تراوحت بين هجمات مسلّحة وتخريب أراضٍ وتجريفها واقتلاع أشجار.

وفي سياق متصل، أقدمت مجموعات أخرى من المستوطنين، يوم أمس الأربعاء، على نصب خيمة جديدة على جبل قرقفا الواقع في الجهة الغربية من أراضي بلدة عقربا جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، وذلك في خطوة أولى لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة، وفق مليحات، مؤكدًا أن قوات الاحتلال وفرت الغطاء والحماية للمستوطنين، ومنعت أصحاب الأراضي الفلسطينيين من الاقتراب أو الاعتراض على عملية الاستيلاء.

وحذر مليحات من أن نصب خيمة في جبل قرقفا يُعد تصعيداً خطيراً يهدف إلى فرض وقائع استيطانية جديدة في منطقة حساسة لطالما كانت عرضة لهجمات واعتداءات متكررة من قبل المستوطنين الذين يسعون للسيطرة على أراضٍ زراعية خاصة، ما ينذر بمزيد من التضييق على الفلسطينيين في محيط بلدات نابلس الجنوبية.

على صعيد متصل، أفادت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة بأن عشرات المستوطنين نفذوا، مساء الأربعاء، هجوماً عنيفاً ضد قرية عرب المليحات شمال مدينة أريحا، استولوا خلاله على منزل أحد المواطنين الفلسطينيين تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال. ووفق "البيدر"، فإنه خلال الاقتحام، سُرق نحو 60 رأساً من مواشي المواطنين.

إلى ذلك، أقدمت مجموعة من المستوطنين، وبحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، على اقتحام وتخريب منزل المواطن سليمان موسى في قرية عرب المليحات، شمال غرب مدينة أريحا، ما اضطره إلى الرحيل القسري عن منزله، وفق ما أكده مليحات. كما اقتلع مستوطنون عدداً من أشتال الزيتون من أرض زراعية تعود ملكيتها لفلسطينيين شمال بلدة كفر الديك غرب سلفيت، فيما وفر جنود الاحتلال الغطاء لهم طوال العملية، في مشهد يتكرر في عدة مناطق زراعية مستهدفة.