هيئة تنشيط السياحة الأردنية: استراتيجية وطنية لتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في حوار خاص مع صحيفة "الوطن" السعودية، تحدث مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية، الدكتور عبدالرزاق عربيات، عن أبرز الجهود والمبادرات التي تنفذها الهيئة لتعزيز السياحة في المملكة، وأهم التسهيلات المقدمة، بالإضافة إلى الحديث عن السياحة الثقافية والعلاجية، ودور الهيئة في دعم المجتمعات المحلية وتطوير تجربة الزائر، وسط التحديات الإقليمية والدولية التي يواجهها القطاع.

حدثنا بداية عن هيئة تنشيط السياحة، وما هي أبرز التسهيلات التي تقدمونها؟

تأسست هيئة تنشيط السياحة الأردنية في عام 1998، لتكون الجهة الرسمية المسؤولة عن الترويج للمملكة كوجهة سياحية متميزة في الأسواق الإقليمية والعالمية. وتعمل الهيئة بشكل وثيق مع وزارة السياحة والآثار والقطاعين العام والخاص، في إطار منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز مكانة الأردن على خارطة السياحة العالمية.

ومن خلال مسؤوليتها في إعداد وتنفيذ الحملات الترويجية داخلياً وخارجياً، وتنظيم الفعاليات والمعارض، وإدارة العلاقات الإعلامية والسياحية الدولية، تقدم الهيئة عدداً من التسهيلات المهمة، منها دعم مكاتب السياحة والفنادق الأردنية في حملات الترويج الخارجي، ومبادرة الرحلات الجوية منخفضة التكاليف بالتعاون مع شركات عالمية، إضافة إلى منصة "EnjoyJordan" التي توفر خصومات على الإقامة والمطاعم والمواصلات، وبرنامج "أردننا جنة" لدعم السياحة الداخلية، إلى جانب التذكرة الموحدة التي تتيح دخول أكثر من 40 موقعاً أثرياً برسوم موحدة، وغيرها من التسهيلات التي تعزز من جاذبية الأردن كوجهة سياحية متنوعة وسهلة الوصول.

ما أهمية السياحة الثقافية في الأردن؟ وكيف تعمل الهيئة على الترويج لها؟

السياحة الثقافية في الأردن تُعد إحدى الركائز الأساسية في استراتيجية الترويج السياحي، وذلك لما تحمله من قيمة اقتصادية وثقافية تعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية. فهي لا تساهم فقط في دعم الاقتصاد الوطني من خلال استقطاب الزوار المهتمين بالتراث والحضارات، بل تسهم أيضاً في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الإرث الحضاري المتنوع الذي يتميز به الأردن.

الهيئة تولي اهتماماً كبيراً لهذا النوع من السياحة من خلال تطوير المواقع الأثرية، وتنظيم فعاليات ومهرجانات ثقافية، بالإضافة إلى إشراك المجتمعات المحلية في تقديم الخدمات ذات الطابع التراثي والثقافي، والعمل على استضافة صحفيين ومؤثرين من مختلف الدول لتعريفهم بالموروث الأردني ونقله بلغاتهم إلى جمهورهم.

كيف تعملون على تقديم تجربة استثنائية للزائر منذ لحظة وصوله إلى المملكة وحتى مغادرته؟

الاهتمام بتجربة الزائر هو من أولويات الهيئة، وقد حرصنا على تطوير هذه التجربة عبر مجموعة من المبادرات التي تشمل تسهيل إجراءات الدخول والخروج في المنافذ الحدودية والمطارات، إلى جانب إطلاق "Jordan Pass" التي تمنح الزائر دخولاً موحداً لعشرات المواقع السياحية، مع إعفاء من رسوم التأشيرة بشروط محددة.

كما تبنت الهيئة استراتيجية التحول الرقمي عبر منصات إلكترونية وتطبيقات ذكية تساعد الزائر على التخطيط لتجربته السياحية والتفاعل معها. إلى جانب ذلك، يتم العمل على تطوير مهارات العاملين في القطاع السياحي من خلال برامج تدريبية في مجالات الضيافة والإرشاد وخدمة العملاء، بما يضمن تقديم مستوى عالٍ من الخدمة. ولا تغيب الاستدامة عن هذه الجهود، حيث نحرص على تبني ممارسات تحافظ على البيئة والموارد الثقافية، وتقديم تجارب متنوعة تمزج بين الطبيعة والتاريخ والحداثة.

ما هو الدور الذي تلعبه الهيئة في الترويج للسياحة العلاجية؟

الأردن يحتل مكانة متقدمة في مجال السياحة العلاجية على مستوى المنطقة، والهيئة تسعى إلى تعزيز هذه المكانة من خلال تنفيذ خطة تسويقية متكاملة بالتعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة. وقد تم إعداد حزم علاجية وتسويقية تستهدف مختلف الأسواق الإقليمية والدولية، تشمل الإقامة والنقل والخدمات الطبية، ما يسهّل على المرضى الدوليين اختيار الأردن كوجهة مفضلة للعلاج.

كما تشارك الهيئة في المؤتمرات والمعارض المتخصصة للترويج لقدرات الأردن الطبية، وتعمل على تعزيز ثقة المرضى بالخدمات المقدمة. ويُعد اعتراف منظمة السياحة العالمية بالأردن كمركز علاجي واستشفائي في الشرق الأوسط دليلاً على ريادتنا في هذا المجال، خاصة مع وجود أكثر من 120 مستشفى تقدم خدمات متقدمة تغطي كافة التخصصات.

كيف تدعمون المجتمعات المحلية في المناطق السياحية؟

نحن نؤمن بأن السياحة المستدامة تبدأ من المجتمعات المحلية، ولهذا نعمل بشكل مستمر على إدماج هذه المجتمعات في النشاط السياحي بما يعود عليهم بالفائدة الاقتصادية والاجتماعية.

برنامج "أردننا جنة" هو أحد أبرز المبادرات التي تساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، من خلال إشراك الشركات المحلية والمرشدين السياحيين والمطاعم والمخيمات. كما يدعم مشروع "درب الأردن" المجتمعات الريفية الممتدة على طول المسار، ويوفر فرصاً اقتصادية للعائلات التي تقدم خدمات الإقامة والطعام والإرشاد.

إلى جانب ذلك، تدعم الهيئة المبادرات البيئية والمجتمعية، وتشجع على إطلاق مشاريع صغيرة ومتوسطة في القرى والبلدات السياحية، كما نطلق حملات إقليمية مثل "الهوى جنوبي" التي تربط بين السياحة والثقافة وتُسهم في تحريك السوق المحلي.

ما هي أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي الأردني؟

رغم النجاحات التي نحققها، يواجه القطاع السياحي الأردني تحديات متعددة، أبرزها تأثره بالأوضاع السياسية في المنطقة، والتي تؤثر أحياناً على صورة الأردن رغم استقراره وأمنه. كما أن ضعف المخصصات المالية للترويج مقارنة ببعض الدول المنافسة يحدّ من قدرتنا على التوسع في الأسواق العالمية.

من التحديات الأخرى، محدودية الربط الجوي المباشر مع بعض الأسواق المستهدفة، إضافة إلى الحاجة لرفع كفاءة الكوادر العاملة في بعض التخصصات السياحية. لمواجهة هذه التحديات، أطلقت الهيئة حملات رقمية متقدمة، وسعت إلى التوسع في برنامج الرحلات منخفضة التكاليف، وأعدّت برامج تدريبية مهنية، إلى جانب التعاون مع الجهات الحكومية لتوجيه الاستثمارات نحو المناطق الأقل خدمة سياحياً.

هل لديكم استراتيجيات قصيرة وطويلة المدى لتنشيط القطاع السياحي؟

بكل تأكيد، فالهيئة تعمل ضمن إطار استراتيجي واضح يشمل خططاً قصيرة وطويلة المدى. الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2021–2025 تركز على استعادة مستويات السياحة لما قبل الجائحة، من حيث أعداد الزوار والعائدات وفرص العمل، وذلك من خلال تطوير المنتجات السياحية، والموارد البشرية، والتسويق، والحفاظ على التراث، وتحديث الإطار التشريعي.

أما على المدى البعيد، فنتحرك ضمن رؤية التحديث الاقتصادي 2023–2033، والتي تستهدف توفير 99 ألف فرصة عمل جديدة، واستقطاب استثمارات تزيد عن 2.7 مليار دينار أردني في القطاع، وتعزيز مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي. وتعتمد هذه الرؤية على تمكين المجتمعات المحلية، وتطوير البنية التحتية، وتحسين تجربة الزوار، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص.


أخبار ذات صلة

0 تعليق