سرايا - انطلاقاً من التزامها بالمسؤولية المجتمعية وتعزيز حقوق الطلبة من ذوي الإعاقة، أبرمت جامعة عمان العربية مذكرة تفاهم مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف تقديم الدعم الفني لتيسير إمكانية إلتحاق الطلبة ذوي الإعاقة في جامعة عمان العربية، بحضور سمو الأمير مرعد بن رعد كبير الأمناء رئيس المجلس، والدكتور عمر مشهور الجازي رئيس مجلس أمناء الجامعة، حيث وقع المذكرة عن المجلس الأعلى سمو الأمير مرعد بن رعد، وعن جامعة عمان العربية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الوديان، كما حضر التوقيع من الجامعة كل من: والسيدة نادية القديمات مساعد الرئيس للشؤون المالية والإدارية، والدكتورة وفاء العيد عميد كلية العلوم التربوية والنفسية ، والدكتورة نسيبة الصوا رئيس قسم الإدارة والمناهج وطرق التدريس ، والدكتور نبيل حميدان رئيس قسم التربية الخاصة ، والسيد وضاح مسمار مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة، ومن المجلس الدكتور مهند العزة الأمين العام للمجلس.

وبهذه المناسبة أكد سمو الأمير مرعد أن المجلس يسعى من خلال هذه الشراكات مع مؤسسات التعليم العالي لتقديم الدعم الفني اللازم لتلك المؤسسات لتقديم الدعم الفني والمعرفي المستمر لكوادرها لتحقيق هذه الغاية، وتعزيز دمج الطلبة ذوي الإعاقة في التعليم العالي، بالإضافة إلى رفع نسبة تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة فيها.

وتأتي مذكرة التفاهم إنفاذاً للالتزام القانوني الواقع على مؤسسات التعليم العالي الوارد في المادتين (21) و(22) وانطلاقاً من المبادئ الواردة في المادة (4) من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم (20) لسنة 2017 المتعلقة بضمان توفير الترتيبات التيسيرية المعقولة والأشكال الميسـرة وإمكانية الوصول والتصميم الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارها من المتطلبات الأساسية لتمكينهم من ممارسة حقهم في التعليم على أساس من المساواة مع الآخرين، والحد من العوائق المادية والحواجز السلوكية في مؤسسات التعليم العالي ، كما يأتي توقيع مذكرة التفاهم كجزء من الخطة التنفيذية للالتزامات التي قدمتها جامعة عمان العربية في القمة العالمية الثالثة للإعاقة التي ترأسها جلالة الملك عبدالله الثاني والمستشار الألماني مطلع نيسان 2025 في برلين.

وأشار الدكتور الجازي رئيس مجلس أمناء الجامعة إلى أن هذه المذكرة تشكّل خطوة استراتيجية ضمن رؤية الجامعة لتعزيز العدالة والمساواة وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان داخل الحرم الجامعي، مؤكدًا أن دعم الطلبة من ذوي الإعاقة يُعد ضرورة وطنية وتنموية، وبيّن بأن التوجه نحو الدمج الشامل يحظى باهتمام المملكة الأردنية الهاشمية على أعلى المستويات حيث تم تضمين عدد من المبادئ الداعمة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعديلات الدستورية الأخيرة التي أُقرّت ضمن مخرجات لجنة التحديث السياسي وهو ما يعكس التزاماً وطنياً راسخاً في تمكين هذه الفئة وضمان مشاركتها الفاعلة في مختلف مناحي الحياة، وعلى رأسها التعليم ، كما ثمّن الدكتور الجازي رعاية سمو الأمير مرعد بن رعد لهذا التعاون مشيداً بدور المجلس الأعلى في دعم المؤسسات التعليمية وتزويدها بالأدوات والمعرفة اللازمة لتطوير بيئة تعليمية دامجة.

بدوره بيّن الدكتور الوديان رئيس الجامعة بأن توقيع مذكرة التفاهم مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة برعاية وحضور سمو الأمير مرعد بن رعد يأتي تأكيدًا على التزام جامعة عمان العربية بتجسيد قيم العدالة والدمج والتكافؤ في الفرص داخل بيئتها الأكاديمية، مُشيداً بالدور الريادي الذي يقوم به سمو الأمير مرعد في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وبجهود المجلس في تطوير السياسات والممارسات الداعمة لحقوقهم في التعليم والعمل، كما أكد أن الجامعة ماضية في تطوير بنيتها التحتية وخدماتها التعليمية لتكون أكثر شمولاً، وستسعى من خلال هذه المذكرة إلى تحويل المبادئ الحقوقية إلى واقع ملموس ينعكس إيجابًا على حياة الطلبة ذوي الإعاقة وتمكينهم من النجاح والاندماج الكامل في الحياة الجامعية.

من جانبها أكدت السيدة القديمات مساعد رئيس الجامعة للشؤون المالية والإدارية بأن جامعة عمان العربية تعمل ومن خلال مشروع البناء الحالي والقائم على تهيئة المباني والمرافق لتكون ميسّرة ومراعية لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، بما يتوافق مع كودة البناء الوطني الخاصة بهم وبما يعزز من استقلاليتهم وقدرتهم على التنقل داخل الحرم الجامعي ، فيما أوضحت الدكتورة وفاء العيد عميد كلية العلوم التربوية والنفسية في جامعة عمان العربية أن الكلية تولي اهتمامًا بالغًا بدمج مفاهيم التعليم الدامج ضمن خططها الدراسية من خلال مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة وتضمين أساليب واستراتيجيات تعليمية تتناسب مع احتياجات الطلبة من ذوي الإعاقة، بما يضمن بيئة تعلم شاملة وعادلة.

وبموجب مذكرة التفاهم سيقدم المجلس الدعم الفني والمعرفي لجامعة عمان العربية في عدة محاور، تشمل تهيئة البنية التحتية بما يتوافق مع كودة البناء الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتضمين مفاهيم التعليم الدامج، وأساليب التواصل الصحيح مع الأشخاص ذوي الإعاقة، والمنهجية الحقوقية ضمن الخطط الدراسية والمساقات الجامعية، وتهيئة المنصات الإلكترونية لتكون ميسّرة ومتاحة للطلبة ذوي الإعاقة خلال مساقات التعليم المدمج.

كما شملت المذكرة بنودا ترتبط بالعمل على توفير المواد التعليمية بأشكال ميسّرة مثل طريقة بريل، والحروف الكبيرة، وبالنسخ الإلكترونية المبسطة، ولغة الإشارة، وتضمين لغة الإشارة في المواد التعليمية الإلكترونية، بالإضافة الى أتمتة الخدمات المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة لتسهيل وصولهم إليها.

وشملت المذكرة استحداث مركز متخصص للوصول للطلبة ذوي الإعاقة (Access Centers) داخل جامعة عمان العربية لتقديم الدعم الأكاديمي والنفسي والإداري للطلبة ذوي الإعاقة، ومنح خصم على الرسوم الدراسية للطلبة ذوي الإعاقة الملتحقين في الجامعة.

ويعكس هذا التعاون التزام مؤسسات التعليم العالي بتجسيد المبادئ الحقوقية في البيئة الجامعية، وتحقيق العدالة والشمولية في الوصول إلى التعليم، بما ينسجم مع المعايير الوطنية والدولية ذات الصلة.