قبيل وصول ترامب.. مفاوضات غزة تسابق الزمن - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في سباق محموم مع الزمن، تتكثف التحركات السياسية والدبلوماسية قبيل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، وسط رهان كبير على أن تساهم زيارته المرتقبة في إحداث اختراق ملموس في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

الرئيس الأميركي أبدى تفاؤله بقرار الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وهو ما يراه بعض المحللين "خطوة ذكية من حماس"، وفق ما أكده الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الذي صرّح لـ"سكاي نيوز عربية" بأن "حماس وافقت على إطلاق سراح عيدان كبادرة حسن نية تجاه الجهود الأميركية"، مشيرا إلى أن "الوسطاء يحاولون بالفعل أن يسبقوا الزمن لتحقيق اتفاق قبل وصول ترامب".

وتسعى حركة حماس، بحسب مصادر نقلتها "الشرق الأوسط"، إلى التوصل لاتفاق شامل يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياء وأموات، مقابل انسحاب إسرائيلي وإدخال فوري للمساعدات، مع تهدئة لا تقل عن 5 سنوات، بينما يفضل الجانب الأميركي اتفاقًا جزئيًا.

مرحلة حاسمة للوساطة الدولية

وفي السياق ذاته، أكد كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، الدكتور يوحنان تسوريف، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "الولايات المتحدة تدفع نحو اتفاق يمهد لإعادة ترتيب الوضع في غزة بما لا يتيح لحماس التهديد مستقبلاً"، لافتًا إلى أن "المطلب الإسرائيلي الواضح يتمثل في ضمانات بعدم استمرار حماس كقوة مسلحة داخل القطاع".

ويرى تسوريف أن "واشنطن غيرت سلم أولوياتها، وتدرك أن استمرار الحرب في غزة يعيق مشروعها الأكبر لتطبيع العلاقات مع السعودية"، ما يدفعها للضغط باتجاه اتفاق ينهي الحرب.

الهدنة المقترحة والرهانات الكبرى

وسط هذه التحركات، هناك حديث عن "هدنة قصيرة قد تمتد لسبعة أسابيع"، وفقًا للدكتور الرقب، يتم خلالها إطلاق سراح عدد من الجنود الإسرائيليين، في وقت تتفاوض فيه الأطراف على المرحلة النهائية من الصفقة، التي قد تشمل نزع سلاح حماس مقابل انسحاب إسرائيلي كامل وضمانات دولية.

ويقول الرقب: "حماس تحدثت بوضوح عن استعدادها للتخلي عن الحكم لصالح لجنة إسناد دولية، لكنها تشترط انسحابا كاملا وضمانات تحول دون عودة الاحتلال".

الضفة الغربية.. ملف موازٍ للملف الغزّي

بعيدًا عن غزة، كشفت تصريحات إسرائيلية عن موافقة مبدئية على تسجيل أراضٍ مصنفة "سي" في الضفة الغربية ضمن السجل الإسرائيلي، ما اعتبره الرقب "أزمة كبيرة تزيد من تعقيد المشهد السياسي"، مؤكدًا أن "الحكومة الحالية في إسرائيل غير قادرة على تقديم تسويات جريئة، وهو ما يعزز القناعة باستمرار الصراع ما لم تتوفر قيادة مختلفة".

الداخل الإسرائيلي والمأزق السياسي

من جانبه، أشار الدكتور تسوريف إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية تعاني من قيود ائتلافية تحول دون اتخاذ قرارات حاسمة"، مضيفًا أن "القوى المتشددة داخل الحكومة تؤثر بشكل مباشر على اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلى تفكيك الوضع القائم في غزة أو تقديم تنازلات حقيقية".

لكن رغم كل هذه التحديات، لا يزال هناك أمل، بحسب تسوريف، في أن "تشكل زيارة ترامب محفزا لإطلاق مبادرة إقليمية تدفع الأطراف إلى التهدئة وإنهاء الحرب"، مؤكدا أن "نجاح مثل هذا التحرك يتطلب ضغطا أميركيا وعربيا منسقا، ورسائل واضحة لحماس بعدم وجود مفر سوى القبول بالتسوية".

المشهد الإنساني.. الجوع يحاصر غزة

بعيدًا عن الحسابات السياسية، يعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية حقيقية، حيث تحدث الدكتور الرقب عن "نصف مليون شخص يعانون المجاعة، وبعضهم يأكل طعامًا مختلطًا بالرمال"، واصفًا الوضع بأنه "غير مسبوق في التاريخ الحديث".

ويضيف أن "إدخال المساعدات يتم عبر مناطق عازلة، ما يعني فعليًا نقل الكتلة السكانية إلى مناطق محددة مثل رفح وبيت حانون"، محذرًا من أن "ذلك قد يشكل نوعًا من الاعتقال الجماعي الطوعي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق