أطلق علماء الأزهر الشريف في فلسطين وأعضاء المجلس الإسلامي الصوفي الأعلى في بيت المقدس والديار الفلسطينية، نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى المجتمع الدولي وكل من تبقى في قلبه ذرة ضمير، مطالبين بالتدخل الفوري لإنقاذ قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
البيان، أعلنه الشيخ محمد الهادي مصطفى السعافين، أحد علماء الأزهر الشريف ومدير الأكاديمية العالمية لعلماء الوسطية – فرع دولة فلسطين، وعضو المجلس الإسلامي الصوفي الأعلى، حمل عنوانًا: “أنقذوا غزة قبل أن تُطفأ آخر شمعة فيها”، وجّه خلاله النداء إلى رؤساء وملوك العالم، وإلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وكل أحرار العالم.
قال البيان إن قطاع غزة يواجه مأساة إنسانية هي الأشد في تاريخه، حيث يعيش أكثر من 2.3 مليون إنسان في حصار شامل، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء والمأوى، وانهيار تام لكل مقومات الحياة الأساسية.
وأشار إلى أن المجاعة لم تعد خطرًا مستقبليًا، بل أصبحت واقعًا يوميًا مؤلمًا ينهش حياة السكان في كل بيت وخيمة وشارع، حيث يموت الأطفال من الجوع ونقص الرعاية الصحية، وتعيش آلاف العائلات منذ أكثر من عام ونصف دون طعام كافٍ أو أدنى مقومات العيش الكريم.
وسلط البيان الضوء على الانهيار الكامل للقطاع الصحي في غزة، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعمل في ظروف قاهرة، بلا أدوية أو تجهيزات طبية أو طواقم كافية، وتُجرى فيها العمليات الجراحية في بعض الأحيان على ضوء الهواتف المحمولة.
وأضاف أن مراكز الإيواء التي تؤوي آلاف النازحين باتت بؤرًا لتفشي الأمراض والأوبئة، في ظل انعدام شروط النظافة وغياب الرقابة الصحية، مما يهدد بكارثة صحية شاملة قد تفتك بالآلاف خلال وقت قصير.
وحمّل البيان المجتمع الدولي كامل المسؤولية عن الوضع الكارثي في غزة، مطالبًا بتحركات فورية على الأرض، تشمل: وقفًا تامًا وفوريًا لإطلاق النار وإنهاء الحرب التي أحرقت البشر والحجر، فتح المعابر بشكل عاجل ودون قيد أو شرط، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إدخال المساعدات الغذائية والطبية فورًا لإنقاذ الأرواح المهددة، توفير حماية دائمة للمدنيين والمرافق الحيوية من مستشفيات ومدارس ودور عبادة.
وأكد البيان أن كل ساعة تأخير تُزهق فيها أرواح جديدة، وكل يوم صمتٍ دولي يضاعف من حجم الكارثة.
0 تعليق