الكويت الاخباري

الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جديدا للأدب العربي - الكويت الاخباري

نظّمت مكتبة كتارا للرواية العربية ندوة بعنوان "الثقافة العربية في الترجمات الهندية" وذلك ضمن أنشطة المكتبة الهادفة إلى إيجاد جسور من التواصل المثمر والحوار الفعال بين الآداب والثقافات المتنوعة. وشارك في الندوة المترجمون الأكاديميون محمد عابد يو. بي، عبد الجليل يم، عباس كي. بي، والثلاثة يمثلون جامعة كاليكوت بولاية كيرالا، وأدار الندوة القصصي القطري جمال فايز.

وركزت الندوة بالدرجة الأولى على نماذج من الأعمال الأدبية القطرية في الترجمات الهندية، وقال محمد عابد إن لدولة قطر حضورا كبيرا في الثقافة، ولها إصدارات متنوعة في الرواية والقصة والشعر بأنواعه وأدب الطفل ضمن الترجمات الهندية، مشيرا في الوقت ذاته إلى ما تقدمه الدوحة من دعم المبادرات والمشروعات الهادفة إلى الحفاظ على الأدب العربي.

وأضاف أن شداة الأدب في الهند تعرفوا إلى عدد من الأسماء القطرية المعاصرة، وأنه أسهم في إثراء المشهد الثقافي الهندي بترجمة بعض الأعمال العربية، منها قصة "يوم العيد" لجمال فايز، وقصة "وشم هارب من الطين" لسميرة عبيد، ورواية "غزلان" لحصة العوضي، وأنه بصدد ترجمة بعض كتابات أحمد عبد الملك، وهدى النعيمي، وكلثم جبر.

وبخصوص ترجمة الشعر العربي إلى الهندية، قال الدكتور عباس كي. بي. إن الترجمة ليست مجرد نقل لغوي، بل عملية ثقافية تسهم في التقريب بين الحضارات، ونقل القيم والأفكار والتجارب الإنسانية المشتركة. وعرّج على مسألة خصوصية الشعر وصعوبته في الترجمة، وذلك لما يحتويه من صور بلاغية وإيقاع وشحنات عاطفية، مما يجعل ترجمة الشعر تحديا خاصا يتطلب مهارة أدبية وثقافية عالية.

 

ولفت الأكاديمي الهندي إلى أن الترجمة أداة فعالة في الحوار الثقافي، وتعزز من التفاهم بين الشعوب، وتفتح آفاقًا رحبة للتلاقي الحضاري عبر الأدب، ومن ثم كان اهتمامه بترجمة عدد من القصائد العربية لأحمد مطر وفاروق جويدة ونزار قباني وبدر شاكر السياب ومحمود درويش وعدد من الشعراء المعاصرين.

إعلان

وفي السياق، ركز الدكتور عبد الجليل يم على دور النقد في إثراء المشهد الأدبي والثقافي، وتناولت مداخلته قضية نقل الثقافة في الترجمة الأدبية، وركز على التجارب الثنائية بين العربية والهندية في الاتجاهين معا، وذلك عبر نماذج محددة، مثل ترجمة رواية "شمين" من اللغة الماليالامية إلى العربية، موضحًا ما تنطوي عليه من تحديات تأويلية وثقافية، إذ تصوّر الرواية حياة الصيادين البسطاء في ولاية كيرالا بأسلوب مليء بالعاطفة والصدق الإنساني.

وأكد عبد الجليل أن الترجمة الأدبية -بخلاف العلمية- لا يمكن أن تكون كاملة أو مطابقة، لأنها تنطوي على هجرة للنص إلى فضاء ثقافي جديد، مما يستدعي إبداعًا من المترجم لا مجرد نقل آلي، ومن هنا جاء التعبير الذائع "خيانة المترجم" بما فيه من حمولات لا تخلو من تحامل وسلبية.

وقد حضر الندوة عدد من المهتمين بلغة الضاد من العرب والجالية الهندية المقيمة في قطر، وعبروا عن امتنانهم لمكتبة كتارا للرواية العربية والحي الثقافي (كتارا) وطالب بعضهم بإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الفعاليات ذات الصلة، بما يسمح للتواصل الثقافي والمعرفي، وهو ما ينعكس على التناغم المجتمعي وإثراء الأدب في شتى مناحي الحياة.

ومن جانبه قال خالد المهندي مدير مكتبة كتارا للرواية العربية إنهم بصدد إطلاق عدد من الفعاليات المنوعة التي تخدم جمهور الثقافة العربية، لا سيما بالتزامن مع جائزة الرواية العربية التي تنطلق في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتخدم هذه الفعاليات الأدباء والقراء والنقاد وجمهرة المهتمين بالثقافة العربية.

أخبار متعلقة :