أكد الكابتن محمد الدلابيح، أمين عام نقابة الملاحة البحرية، في حديث لبرنامج "أخبار السابعة والنصف" على قناة رؤيا، أن الملاحة في المنطقة تسير بشكل طبيعي حتى الآن، رغم التوترات المتصاعدة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، محذرًا من أن إغلاق مضيق هرمز سيشكّل كارثة اقتصادية عالمية في حال تطورت الأحداث نحو مواجهة شاملة.
وأوضح الدلابيح أن مضيق هرمز، الذي يبلغ طوله نحو 33 كيلومترًا ويقع بين إيران وسلطنة عُمان، يُعد أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ تمر عبره سنويًا أكثر من 33 ألف باخرة، منها ناقلات تنقل يوميًا نحو 17 مليون برميل نفط، ما يعادل 845 مليون طن سنويًا، أو 6.2 مليار برميل.
وأضاف أن شركات التأمين العالمية لم تصدر قرارات جديدة حتى اللحظة، إلا أن أي إغلاق فعلي للمضيق سيوقف الحركة الملاحية بشكل شبه كامل، لعدم وجود بدائل حقيقية لعبور ناقلات النفط، باستثناء جزء محدود من الاستيراد عبر البحر الأحمر.
وأشار إلى أن الوضع الملاحي حاليًا لا يزال مستقرًا، حيث لا تزال السفن تسلك مساراتها المعتادة عبر المضيق، دون تسجيل أي تعطّل أو تأخير. ولفت إلى أن "المضيق لا يزال مفتوحًا، والبواخر مستمرة في حركتها الاعتيادية، ولا توجد مؤشرات فنية على وجود اضطرابات بحرية".
وفي هذا السياق، شدد الدلابيح على أن كل دولة تمتلك خطط طوارئ واستراتيجيات احتياطية للتعامل مع أي تطورات محتملة، مشيرًا إلى أن التحوط اللوجستي والاقتصادي يجب أن يكون حاضرًا في مثل هذه الظروف.
وفيما يخص تأثير هذه التطورات على الأردن، أشار إلى أن المملكة تستورد النفط من رأس تنورة في الخليج العربي، وأحيانًا من ميناء ينبع على البحر الأحمر، ما يعني أن الإمدادات اللوجستية لن تتأثر بشكل مباشر، لكن الارتفاع العالمي في الأسعار سيكون له أثر اقتصادي واضح على السوق المحلي.
أما عن تأثير التوترات على ميناء العقبة وحركة التجارة الأردنية، أوضح أن الميناء يقع على البحر الأحمر خارج مسار مضيق هرمز، ولا يتأثر مباشرة بالأحداث الجارية في الخليج، مؤكدًا أن معظم واردات الأردن من البضائع تأتي عبر البحر الأحمر من موانئ في آسيا وإفريقيا وأوروبا.
ومع ذلك، حذّر من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين عالميًا، ما ينعكس على الأسعار النهائية للسلع والخدمات في السوق الأردني.
وختم بالقول إن المشهد الحالي يتطلب مراقبة دقيقة، لكن الاستعداد المسبق والهدوء في التعامل مع أي تطور محتمل هو الخيار الأمثل، مشددًا على أن أي تصعيد كبير في مضيق هرمز ستكون له انعكاسات تتجاوز المنطقة إلى الاقتصاد العالمي بأسره.
أخبار متعلقة :