يقول الله تعالي "لقد خلقنا الإنسان في كبَد".. فما هو ارتباط الجواب بالقسم؟.. وما هي دلالة كبَد؟.
يقول د.فاضل السامرائي: "الكبَد له أكثر من دلالتين فهو يعني الشدة والمشقة: يكابد مشاق الدنيا والآخرة. ولم يقل خلقنا الإنسان مكابدًا".
"في كبَد" تعني أنه مغمور في الشدائد والمشقات منذ قطع سرّته.. والمشاق تحيط به وهو منغمر فيها إلي أن يقتحم العقبة فإمّا أن ينجو أو أن يكون في النار.
كما تعني القوة والصلابة والشدة: والكبدة هي القطعة من الأرض الصلبة يقال: "أرض كبداء" لأن الذي خُلق للمشاقّ ينبغي أن يكون متحملاً للشدائد فهي من لوازم المعني الأول.
أما ارتباط الجواب بالقسم» فالسورة كلها مبنية علي هذا الأمر. أي الكبَد وكل تعبير مبني علي ذلك "لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد".
وهناك عدة معاني لكلمة "حِل"» فإذا كان المعني الأول أي بمعني "حالّ" فهو يلقي من قومه ما يلقاه من العنت فهو في كبَد ممّا يلاقيه من المشقة وهو يلقاها بقوة وثبات وتحمّل.
وإذا كان بمعني "مستحَل" لا تراعي حرمته فهو دليل علي أنه في كبَد يُحارَب من قومه ويحاولون قتله.
وإذا كان المقصود المعني الثالث وهو "حلال في البلد" أي ضد الحرام فهو صلّي الله عليه وسلّم يحلّ له أن يقتل ويأسر.
إذًا فالكفار هم في كبَد ومشقة وعنت أمّا المسلمون ففي قوة. وهكذا ارتبط الجواب بالقسم فمن كل ناحية وفي كل معني من المعاني.
وكذلك ارتباط "ووالد وما ولد" فالولادة مشقة وعنت وتحتاج إلي مثابرة وقوة للتربية. كما هي مرتبطة بما بعدها من اقتحام العقبة ومشاقّ الجوع في يوم ذي مسغبة.
أخطاء لغوية شائعة
لا تقُل: شيء مُلفِت للنظر.
قُل: شيء لافتى للنظر.
لَفْتُ الشيء أي صرْفُه علي غير جهته. ومنه "اللافتة" التي تُعلَّق علي المحالِّ ونحوها لـ"لَفْت" نظر المارَّة. ومنه كذلك "لفت النظر" في العمل لتنبيه العامل إذا أخطأ.
أما "مُلفِت" فاسم فاعل من الفعل "ألْفَتَ/يُلفِت" علي وزن "أفعَلَ/يُفعِل". ومصدره "إلفات". وهو غير مستعمل في العربية. وقياسًا فهو يعني أن تجعل غيرك يلفت نظر غيره. نقول مثلاً: "ألفَتَ الأبُ ابنَه أخاه إلي الطريق الصحيح". بمعني "جعل الأب ابنَه يَلفِت أخاه إلي الطريق الصحيح".
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق