قالت أستاذة العلوم السياسية، الدكتورة أريج جبر، في تصريحات لـ"أخبار السابعة" عبر قناة رؤيا، إن قمة بغداد المزمع عقدها السبت، تنعقد في توقيت حساس لمناقشة قضايا طارئة ومتشعبة تعصف بالمنطقة العربية، مؤكدة الحاجة الملحة إلى توحيد المواقف والتحول من الخطابات إلى الأفعال.
وأضافت جبر أن التحديات الإقليمية المتفاقمة، بدءًا من العدوان على غزة والضفة الغربية، مرورًا إلى لبنان، والتطورات المستمرة في سوريا، ووصولًا إلى الأوضاع المعقدة في ليبيا واليمن، تفرض على الدول العربية حتمية التوافق ووضع برامج وسيناريوهات للتحرك المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.
وشددت على أن ما يواجه العالم العربي اليوم هو "خطر وجودي حقيقي"، يتطلب تجاوز التصريحات الرمزية إلى بلورة حلول عملية، تنطلق أولًا من الإيمان الجماعي بضرورة التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر الاستقرار في المنطقة.
وفي الشأن الاقتصادي، أوضحت جبر أن الأزمات السياسية والاقتصادية في المنطقة متشابكة، وأن استمرار التبعية الاقتصادية للغرب يشكل أحد أبرز أوجه الخطر، ما يستدعي تطوير رؤية عربية مستقلة ترتكز على التكامل والازدهار المشترك.
وأشارت إلى أن تحقيق نجاح فعلي في هذه القمة يستلزم التقاء وجهات النظر حول القضايا الجوهرية، لا سيما في ظل تنوع الملفات المطروحة، مثل الحرب على غزة، مكافحة الإرهاب، التغير المناخي، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتنامية.
وتطرقت جبر إلى غياب الرئيس السوري أحمد الشرع عن القمة، موضحة أن هذا الغياب جاء نتيجة أزمة سياسية داخلية عراقية وتباين في وجهات النظر حول دعوته، مشيرة إلى أن غياب أي رئيس عن القمة لا يجب أن يؤثر على جدول الأعمال خاصة مع وجود مناديب يمثلون الدول الغائبة.
وفي السياق ذاته، قالت إن سوريا كانت لفترة بعيدة عن المحيط العربي، لكنها عادت مؤخرًا إلى هذا الحاضن، ما يشكل فرصة لإعادة بناء العلاقات على أسس جديدة.
وختمت جبر حديثها بالتأكيد على ضرورة أن يصدر عن القمة بيان فاعل لا يقتصر على الخطابات، بل يحمل مواقف واضحة تلزم الكيان المحتل بوقف عدوانه على غزة، معتبرة أن الاحتلال ينظر إلى القمم العربية كحالة من "الإفلاس السياسي"، وهو ما يتطلب تغيير الصورة عبر قرارات عملية ومؤثرة.
0 تعليق