انتشر مؤخرا تسجيل صوتي نادر على منصات التواصل الاجتماعي يُنسب إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقد أثار هذا التسجيل حالة من الجدل والاستغراب بسبب توقيت نشره وطبيعة مضمونه، إذ يعود تاريخه إلى الثامن من أغسطس/آب 1970.
ففي التسجيل، يقول الرئيس جمال عبد الناصر -وهو يوجه انتقادا لمن يزايد على مصر بشأن الحرب- إنه لن يحارب، "ومن يريد أن يحارب فليأتِ ويحارب، وحلُّوا عنّا بقى".
هذا التسجيل أثار موجة واسعة من النقاش بين النشطاء، حيث انقسمت الآراء بين أولئك الذين يرون فيه محاولة للتلاعب بالتاريخ، وآخرين يتساءلون عن الجهة التي تقف خلف نشره. كذلك أشار بعضهم إلى أن التوقيت والشكل الذي ظهر فيه التسجيل يزيد من الريبة حول وجود أهداف سياسية مريبة وراء تسريبه.
وعبّر مغردون عن استغرابهم من ظهور هذا التسجيل في هذا الوقت تحديدا، خاصة مع اقتراب زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة، ويتوقع أن تحمل معها إملاءات جديدة على الحكومات العربية بخصوص القضية الفلسطينية.
وقد تساءل بعض المدونين عن الغاية من نشر التسجيل في هذا التوقيت، وكتب أحدهم:
"هل تسعى الجهة التي تقف وراء هذا التسريب إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي، تمهيدا لتقديم تنازلات خطيرة، عبر الإيحاء بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نفسه كان مستعدًا لقبول مثل هذه التنازلات؟".
إعلان
وأشار عدد من الناشطين إلى أن استحضار مواقف رمزية لزعامات قومية في ظروف سياسية حساسة يُعتبر أسلوبا معروفا في "هندسة الوعي الجمعي".
واعتبروا أن الهدف من نشر هذا التسجيل قد يكون تبرير خطوات سياسية حالية، مثل التطبيع أو تقديم تنازلات حول القضية الفلسطينية، من خلال تشويه صورة زعيم مثل جمال عبد الناصر، الذي كان رمزا للمقاومة والقومية العربية.
وكتب أحد الناشطين: "اليوم يعاد استحضار جمال عبد الناصر عبر تسجيل لا نعرف مدى صحته، ليُراد لنا أن نراه بصورة جديدة: رجل انهزام واستسلام وقبول بالحلول الانبطاحية. وإن ما يجري خطير للغاية: سحق صورة عبد الناصر القومية في ذهن الأمة، تمهيدا لقبول تنازلات كارثية تجهز على ما تبقى من كرامة العرب".
وعلى إثر الجدل الذي اشتعل على منصات التواصل الاجتماعي، أصدرت مكتبة الإسكندرية بيانًا تنفي فيه مسؤوليتها عن التسريب أو تبنيه، مؤكدة أن المواد الخاصة بالرئيس جمال عبد الناصر المُتاحة عبر موقعها الرسمي هي الوحيدة المعتمدة.
وجاء في البيان: "تُعلن مكتبة الإسكندرية أنها غير مسؤولة عن أي مواد متداولة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخلاف الموقع الرسمي للرئيس جمال عبد الناصر".
إعلان
وأضاف "كما تؤكد المكتبة أن موقع الرئيس جمال عبد الناصر المنشأ من قبل مكتبة الإسكندرية ليست لديه أي صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تخصه".
0 تعليق