أثار خبر وفاة القاضي الأمريكي المتقاعد فرانك كابريو، الملقب بـ "القاضي الأكثر لطفًا في العالم"، حالة واسعة من الحزن على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن رحل عن عمر ناهز 88 عامًا إثر صراع مع سرطان البنكرياس.
وجاءت وفاته بعد أيام قليلة من نشره مقطع فيديو مؤثر من المستشفى طالب فيه الجميع بالدعاء له عقب تعرضه لانتكاسة صحية.
القاضي الرحيم الذي كسب قلوب الملايين
حظي كابريو بشعبية استثنائية جعلته رمزًا للعدالة الرحيمة، حيث كان يرى أن قاعة المحكمة ليست مكانًا للعقاب فقط، بل ساحة يمكن أن تُدار فيها القضايا بالرحمة والإنسانية.
وقد رفض العديد من المخالفات المرورية الصغيرة مراعاة لظروف المتهمين، ما أكسبه احترامًا وحبًا عالميًا.
شهرة عالمية عبر برنامج "Caught in Providence"
انتشرت مقاطع من جلساته القضائية بشكل واسع بعد تحويلها إلى برنامج تلفزيوني بعنوان "Caught in Providence"، الذي عُرض لسنوات طويلة وحصدت مقاطعه أكثر من مليار مشاهدة عبر المنصات الرقمية، بفضل روحه المرحة وأحكامه الممزوجة بالرحمة.
أسلوب إنساني مختلف عن قضاة التلفزيون
ذكرت شبكة "سي إن إن" أن كابريو تميز بشخصية متفردة عن باقي قضاة البرامج القضائية، حيث جمع بين التعاطف والعدالة بعيدًا عن التصادم والحدة المعتادة في قاعات المحاكم.
وكان يستعين بروح الدعابة حتى مع أصعب القضايا، واعتاد إشراك الأطفال في بعض جلساته، في محاولة لإضفاء طابع إنساني على إجراءات التقاضي.
رسالة إصلاحية تتجاوز المحاكم
استثمر كابريو شهرته في تسليط الضوء على عدم المساواة في الوصول إلى العدالة داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن نحو 90% من أصحاب الدخل المحدود يضطرون لخوض قضايا مدنية بمفردهم دون دعم قانوني.
أيقونة للعدالة الرحيمة حتى آخر لحظة
وخلال مسيرته، ترأس كابريو آلاف القضايا في مسقط رأسه بروفيدنس بولاية رود آيلاند، ليصبح رمزًا عالميًا للعدل الممزوج بالإنسانية.
وقد وصلت شعبيته إلى حد أن مقطعًا بسيطًا نشره على "تيك توك" لروتينه الصباحي، من تنظيف الأسنان وتوقيع كتابه ومشاهدة مقاطع برنامجه، حقق أكثر من 5 ملايين مشاهدة، ليؤكد أن إنسانيته كانت مصدر إلهام حتى خارج قاعة المحكمة.
0 تعليق