لماذا اعتبرت إسرائيل احتلال غزة مرحلة ثانية من "عربات جدعون"؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

يمثل الهجوم العسكري الإسرائيلي المتوقع لاحتلال مدينة غزة مرحلة ثانية من عملية "عربات جدعون" وليست عملية منفصلة، في تصنيف يهدف إلى تجنب تحميل رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير مسؤولية "فشل محتمل".

كما يعكس هذا التوجه، وفقا للخبير العسكري والإستراتيجي العقيد نضال أبو زيد، محاولة للهروب من الفشل المركب الذي شهدته العمليات السابقة، إذ لم يجرؤ زامير على إطلاق اسم عملية جديدة تحمل مخاطر الفشل.

وأعلن زامير أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ قريبا عملية السيطرة على مدينة غزة بعد إقرار خطة المرحلة التالية من الحرب، مشيرا إلى أن الجيش سينتقل إلى المرحلة التالية من عملية "عربات جدعون".

وأوضح أن المعركة الحالية تهدف إلى "تعميق الضربات ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة"، لافتا إلى أنها غير محدودة وضمن خطة طويلة المدى.

ويشير هذا النهج الحذر في التسمية -حسب أبو زيد- إلى تحول في التفكير العسكري الإسرائيلي نحو تجنب المسؤوليات المباشرة عن النتائج، مما يؤكد تراجعا في الثقة العسكرية الإسرائيلية وخشية من تكرار إخفاقات العمليات السابقة التي لم تحقق أهدافها المعلنة.

قدرات المقاومة

ووفق الخبير العسكري، فإن المقاومة نجحت في تعويض فارق الإمكانيات العسكرية من خلال ارتفاع المعنويات وحركة عناصرها السريعة، كما أثبتت قدرتها على التكيف مع ظروف القتال وابتكار تكتيكات تناسب إمكانياتها المتاحة.

ويتجلى هذا التعويض النوعي في استخدام مختلف أنواع الأسلحة وتنويع المديات القتالية واستخدام قذائف الهاون، مما يخلق تحديا معقدا للقوات الإسرائيلية التي تعتمد على التفوق التقني التقليدي، ويظهر مؤشرا تكتيكيا يدل على طبيعة المواجهات المباشرة.

ويعني هذا القرب الجغرافي أن المقاومة تمكنت من جذب القوات الإسرائيلية إلى نطاق قتالي يناسب قدراتها ويقلل من فعالية التفوق التقني الإسرائيلي، خاصة في البيئة الحضرية المعقدة.

إعلان

كما تدرك المقاومة أهمية المعركة النفسية والمعنوية، وتستثمر نجاحاتها الميدانية لتعزيز موقفها الإعلامي والسياسي، مما يخلق تأثيرا مضاعفا يتجاوز القيمة العسكرية المباشرة للعمليات.

ويرى أبو زيد أن النجاح في استهداف الآليات الإسرائيلية يمثل نقطة ضعف حقيقية في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، حيث تتكبد قوات الاحتلال خسائر كبيرة في المعدات الثقيلة، فضلا عن أبعاد اقتصادية ونفسية تؤثر على معنويات الجنود وتكلفة الحرب الإجمالية.

كما تظهر المقاومة فهما عميقا لأنماط حركة وتكتيكات قوات الاحتلال، مما يمكنها من توقع تحركاتها واستهدافها في نقاط ضعفها، ويترجم هذا الفهم التكتيكي المتقدم إلى إصابات مباشرة ويعكس تطورا نوعيا في قدرات المقاومة الاستخبارية والعملياتية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق