صواريخ إيران تُربك الاحتلال.. وتل أبيب تترقب تدخلًا أمريكيًا غائبًا - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
هل فقد الاحتلال الإسرائيلي زمام المبادرة في المواجهة مع إيران؟ 

مع مرور أسبوع على اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، تشير المعطيات إلى أن مسار الحرب لا يسير وفق ما خطط له الطرف المُبادر، إذ بدأ الاحتلال الإسرائيلي يفقد زمام المبادرة والسيطرة على مجريات العمليات العسكرية وقدرته على توجيه نتائجها المتوقعة، ما قد يدفعه إلى البحث عن استراتيجية خروج بمساعدة خارجية.

ورغم أن هذا التقدير قد يبدو متسرعًا أو يخالف التصورات الشائعة حول تفوق كيان الاحتلال في المنطقة، إلا أن المعطيات الميدانية والمؤشرات المتوفرة تدعمه.

ولم يُخفِ الاحتلال الإسرائيلي أهدافه منذ بداية الهجوم، حيث أعلن صراحة سعيه لتدمير البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، إلى جانب إسقاط النظام الإيراني، سواء كهدف نهائي أو عملياتي للحرب.

واعتمد الاحتلال الإسرائيلي في تحركاته العسكرية على تقديرات مسبقة وفّرتها أجهزته الاستخباراتية، كان أبرزها أن نجاح الضربة الأولى، التي شملت استهداف الدفاعات الجوية والصواريخ الباليستية والمواقع النووية، وتصفية قيادات ميدانية، سيقود إلى انهيار داخلي في النظام الإيراني، ومن ثم اندلاع انتفاضة شعبية.

كما اتخذ الاحتلال تدابير لتعميق الفوضى داخل إيران، من خلال تدريب مجموعات متعاونة وتزويدها بالمسيّرات والأدوات التقنية، والتنسيق مع أطراف معارضة داخلية. ورغم مؤشرات أولية بدت لصالح الاحتلال، إلا أن إيران تمكنت من احتواء الضربة الأولى بسرعة، وأطلقت حملات أمنية لكشف وتفكيك الشبكات المتعاونة، ونجحت في تعويض القيادات المصفّاة وإعادة توزيع القدرات العسكرية بما يتناسب مع التفوق الجوي للخصم.

وساعد إيران في ذلك اعتمادها على عقيدة "الحرب غير المتكافئة" القائمة على افتراض تفوق العدو تقنيًا واستخباراتيًا، ما مكّنها من التعامل بمرونة مع الهجمات.

واعتمد الاحتلال أيضًا على تقدير آخر مفاده أن القصف الإيراني للمدن المحتلة سيجبر الإدارة الأمريكية على الانخراط المباشر في المعركة، وسيدفع الرئيس ترمب إلى استثمار الوضع لإسقاط النظام الإيراني. لكن الإدارة الأمريكية ما زالت مترددة، وتُفضّل استخدام التلويح بالحرب كأداة ضغط ضمن مسار المفاوضات، خشية فشل الضربات في تحييد البرنامج النووي الإيراني وتوسيع رقعة المواجهة، إلى جانب حسابات اقتصادية تتعلق بأسواق الطاقة.

وتزايد هذا التردد بعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في تدمير منشآت نووية حساسة مثل "فردو"، رغم الضربات المركزة، وسط حديث أمريكي عن صعوبة تنفيذ عمليات كوماندوز داخل إيران.


وتُشير المعطيات إلى أن الاحتلال بات يواجه ضغوطًا يومية جراء تصاعد الضربات الصاروخية الإيرانية الدقيقة، ما يعمّق القلق داخل تل أبيب من إطالة أمد المواجهة.

كما كشفت مصادر محايدة أن الاحتلال الإسرائيلي بالغ في تقاريره بشأن تحييد منصات إطلاق الصواريخ، حيث استخدم صورًا متكررة من زوايا مختلفة للإيحاء بضرب ثلاث منصات. ورغم ادعاءاته، فإن إيران تواصل إطلاق صواريخ نوعية تحقق إصابات دقيقة، وتستهدف منشآت اقتصادية مهمة.

في المقابل، بدأت القيادات الإيرانية بإظهار ثقة متزايدة. فقد أكد وزير الخارجية عباس عراقجي رفض بلاده التفاوض مع أمريكا، نافيًا وجود أي تواصل مع واشنطن، وأوضح أن المحادثات الجارية تقتصر على الملفين النووي والإقليمي مع الأوروبيين.

ونفى محسن رضائي وجود أي نقاش حول هدنة، مؤكدًا أن الرد الصاروخي على كيان الاحتلال يجب أن يضمن عدم تكرار الهجوم. كما شدد خطيب جمعة طهران على أن لا أحد سيجرؤ على التفاوض مع الأمريكيين.

وفي السياق نفسه، قالت المعارضة الإيرانية مسيح علي نجاد إن الاحتلال الإسرائيلي أفشل خطة كانت تعتمد على اندلاع احتجاجات داخلية قبل بدء الهجوم.

وتبقى المخاوف من لجوء الاحتلال إلى استهداف المدنيين الإيرانيين قائمة، في محاولة لفرض ضغوط سياسية واقتصادية، كما فعل في غزة ولبنان، بينما يتجه الموقف الإيراني إلى مزيد من التشدُّد، ما قد يعرقل أي مسار تفاوضي.

ورغم أن الولايات المتحدة لا ترغب بخروج إيران منتصرة من هذه المواجهة، إلا أن بعض الأصوات داخل الإدارة الأمريكية ترى في ما حدث فرصة لتوجيه رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي بعدم اتخاذ قرارات أحادية دون تنسيق مع واشنطن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق