فضل صيام أيام ذي الحجة.. بيّن الشرع الشريف فضل العشر الأوائل من ذي الحجة فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بها في قرآنه الكريم "والفجر وليالٍ عشر"، والله تعالى لا يقسم إلا بعظيم، كما بينت السنة المباركة فضل صيام أيام ذي الحجة، حيث حث الرسول صلى الله عليه وسلم على القيام بأفضل الأعمال الصالحة في الحديث الشريف "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، فقال الصحابة: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فأجاب النبي ﷺ: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
فضل صيام أيام ذي الحجة
وصيام الأيام التسعة من ذي الحجة جاء في فضله أحاديث كثيرة تبيَن أن له فضل عظيم وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يداوم عليه، وذلك لما ورد في مسند أحمد وسنن النسائي عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة".
وكما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن العشر من ذي الحجة العمل الصالح فيها أحب إلى الله والأجر والثواب فيها مضاعف، ولا شك أن صيام التسع من ذي الحجة يأتي على رأس أفضل الأعمال الصالحة في هذه الأيام.
وقد يجد المسلم خاصة إذا كان من كبار السن مشقة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، لذا نعرض إليكم أهم الأعمال الصالحة اليسيرة والتي يسهل القيام بها تقربا إلى الله سبحانه وتعالى..
قيام الليل
قد يغفل كثيرون عن أداء ركعتين في جوف الليل يأخذ منها ثواب قيام الليل، وقد بينت السُنة المباركة عظيم أجر وثواب قيام الليل.
وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" رواه أبو داود والترمذي، لذا يجب على كل مسلم أداء لو ركعتين قصيرتين بعد صلاة العشاء لأخذ الأجر.
قراءة القرآن وتدبر معانيه
قراءة القرآن بتدبر لها فضل عظيم فعلى كل حرف يقرأه المسلم له به حسنة، لذا من الأفضل أن يتسابق المسلمون في العشر من ذي الحجة من أجل ختم القرآن لأن الأجر فيها مضاعفًا، فلو قرأ الشخص كل يوم منها ٣ أجزاء سيتم الثلاثين جزءا في العشر من ذي الحجة.
ويمكن لغير القادر أو من لديه عمل يشغله أن يقرأ ما تيسر له من القرآن، وأن يفتح المصحف كل يوم من هذه الأيام المباركة.
إخراج الصدقة
إخراج الصدقات من الأمور المستحبة ولكن في الأيام الأولى لذي الحجة يكون الأجر فيها مضاعفا، لذا يستحب على كل مستطيع أن يخرج صدقة لو مرة واحدة في هذه الأيام خاصة إذا ساهم في إطعام المساكين.
وثواب الصدقة ورد عنها أحاديث كثيرة في السنة النبوية المباركة، فهي سبب في دفع أنواع البلاء، وبركة المال، وانشراح الصدر وراحة القلب، ومطهرة للمال.
كثرة الدعاء
الدعاء من الأفضل العبادات التي يتقرب بها إلى ربه وهو وسيلة لحل المشكلات ودفع البلاء، كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء ووعدنا وذلك في قوله "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".
كما أن الدعاء سبب في جلب النفع ودفع البلاء، وهو سبب في تغيير القضاء أيضًا فلا تنسَ أن تغتنم هذه العبادة العظيمة في العشر من ذي الحجة.
ترديد الأذكار
ترديد الأذكار أمر لابد منه لكل مسلم أن يجعل له وردا يوميا للأذكار فهي حصن يحمي الإنسان من كل سوء، وأفضل وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل.
والأذكار عبادة يمكن استغلال ثوابها في الأيام الأول من شهر ذي الحجة وقد حث الشرع الشريف على ترديد الأذكار وجاء فضل ذلك في قول الله سبحانه وتعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ".
الحفاظ على السُنن بعد صلاة الفريضة
تعد صلاة النوافل والسنن بعد الفريضة وهي صلاة 12 ركعة سُنة في اليوم الواحد من أفضل ما يستطيع المسلم القيام به واغتنامه في أيام ذي الحج الأولى.
صلاة النوافل من فضلها أنها تجبر النقص الذي قد يحصل في الفرائض، كما أن أجره وثوابها يتضاعف في هذه الأيام المباركة.
التوبة والرجوع إلى الله
لا شك أن أفضل ما يفعله العبد في العشر من ذي الحجة هو إعلان التوبة من المعاصي والرجوع إلى الله إظهار الندم عليها، كما أن الله سبحانه وتعالى يحب التوّابين الأوابين، فاغتنم هذه الأيام المباركة في إعلان توبتك.
وقد حدد الفقهاء عددا من الشروط لقبول التوبة ومنها
الإخلاص عدم العودة للذنب الندم على ارتكاب المعصية العزم على عدم الرجوع إلى الذنب أن تكون التوبة قبل الموت
0 تعليق