هناك عدد من الألعاب التي اعتُقد أنها انتهت تمامًا لكنها عادت للحياة فجأة، إذ أن هناك ألعاب تم العثور على كودها المفقود بفضل مجهودات محللي البيانات، وأخرى كانت على وشك أن تُنسى قبل أن تنجح في الوصول إلى رفوف المتاجر في اللحظة الأخيرة.
Goldeneye 007

ظهرت لعبة Goldeneye 007 كواحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا في تاريخ الصناعة، ويبدو من غير المنطقي تمامًا التفكير في أن Nintendo كانت مترددة يومًا ما بشأن إصدار أشهر لعبة تصويب على جهاز N64. لكن في وقتٍ ما، شعرت الشركة التي تتخذ من كيوتو مقرًا لها بقلق شديد من ربط علامتها التجارية بأكثر شخصية قاتلة وأناقة في تاريخ السينما.
اعترضت Nintendo في البداية على مستوى العنف الذي تضمنته Goldeneye. وبحسب الصحفي المتخصص Simon Parkin، كانت هناك مناقشات جادة داخل Nintendo لإلغاء اللعبة بالكامل بسبب مخاوف حقيقية من ربط هذا النوع من المحتوى بجهاز N64.
لكن لحسن الحظ تغلّبت الرؤية الهادئة على التردد، وانطلقت Goldeneye لتصنع التاريخ وتُدر أرباحًا ضخمة على Nintendo. والمثير أنها فعلت كل ذلك دون الأخذ بنصيحة المصمم الأسطوري Shigeru Miyamoto مبتكر Mario، الذي اقترح أن تنتهي اللعبة بمشهد يظهر فيه James Bond وهو يزور جميع ضحاياه في المستشفى ويصافحهم ليؤكد أنه لا يحمل أي ضغينة تجاههم.
وهذا الطرح يبدو غريبًا بعض الشيء، فمتى كانت آخر مرة انتهت فيها لعبة Mario بمشهد يعتذر فيه السباك للكائنات التي سحقها، أو يعيد الأصداف إلى Koopa Troopas الذين جرّدهم منها أثناء رحلته لمواجهة Bowser؟
Titanfall 2
جاءت قصة Titanfall 2 بشكل مختلف عن المعتاد.
بحلول نهاية عام 2021، كانت حالة Titanfall 2 سيئة للغاية. تعرضت اللعبة لهجمات DDoS عنيفة من قِبل مخترقين عديمي الضمير جعلت خوادم اللعبة الرسمية شبه معطلة بالكامل، مما شكل حكمًا بالإعدام على لعبة تعتمد في جوهرها على الطور الجماعي. صحيح أن طور القصة في Titanfall 2 كان رائعًا، لكنه لم يكن السبب الذي يجعل اللاعبين يعودون إليها باستمرار للاستمتاع بالمعارك الآلية وحركات الباركور السريعة.
لكن الأمل لم ينته. ففي ديسمبر من نفس العام، قام مجموعة من المعدّلين الشجعان بإطلاق متصفح خوادم جديد باسم Northstar، مما أتاح للاعبين تجاوز الخوادم الرسمية المتضررة والانضمام إلى خوادم يديرها اللاعبون أنفسهم. لم يقتصر الأمر على إعادة إحياء القتال المثير بين الآلات في اللعبة دون القلق من توقف الخوادم، بل فتح أيضًا المجال أمام اللاعبين لإنشاء قواعدهم وتعديلاتهم الخاصة داخل هذه الخوادم.
لا زال مشروع Northstar مستمرًا حتى اليوم، ويُعد من النقاط المضيئة النادرة في تاريخ واحدة من أكثر السلاسل حظًا سيئًا في عالم الألعاب.
Lego Island
أحدثت لعبة LEGO Star Wars في عام 2005 تحولًا كبيرًا عندما أرست القاعدة التي ستُبنى عليها ألعاب LEGO خلال العقدين التاليين: دمج LEGO مع سلسلة معروفة وإضافة حس فكاهي خفيف = نجاح تجاري ضخم. لكن قبل ذلك بكثير، استطاعت لعبة LEGO Island أن تحجز مكانًا خاصًا في قلوب أطفال التسعينيات.
قدّمت اللعبة يوميات عامل توصيل البيتزا Pepper Roni، ورغم غرابة الاسم، منحت LEGO Island اللاعبين تجربة ممتعة وعفوية ومليئة بالمواقف الطريفة، وظلت مثالًا محببًا وغريب الأطوار على بدايات ألعاب العالم المفتوح.
لكن كود اللعبة الأصلية ظل مفقودًا لما يقارب ثلاثين عامًا، حيث تعاملت LEGO مع أرشيفها الرقمي بنفس اللامبالاة التي اشتهرت بها Konami تجاه إرثها الرقمي القديم. ومع ذلك، لم يستسلم مجموعة من محبي اللعبة المخلصين، بل قضوا عامين كاملين في مشروع لفك وتجميع اللعبة من جديد، مستخرجين كودها خطوة بخطوة بطريقة دقيقة ومؤلمة.
جهود هؤلاء المعجبين لم تمر مرور الكرام، إذ ألهموا شركة LEGO نفسها للبحث عن مواد تخص LEGO Island على الإنترنت بمساعدتهم.
وفي تلك اللحظة، اكتشفت LEGO أنها كانت تحتفظ بنسخة من الكود الأصلي طوال الوقت، مخزنة في أرشيفها الرقمي ومغطى بطبقات من الإهمال.
لكن للأسف، تصرّفت الشركة كما تفعل الشركات الكبرى دائمًا، واحتفظت بالكود لنفسها بدلًا من مشاركتها مع المعجبين الذين أعادوا اكتشافها في البداية.
Resident Evil
لم تكن Resident Evil هي أول من ابتكر نوع ألعاب رعب البقاء، لكنها بلا شك كانت من أهم الأسباب التي جعلت هذا النوع من الألعاب يلقى انتشارًا واسعًا. جمعت Capcom بين مؤثرات صوتية مبهرة وتصميم مرعب للكائنات، وتمثيل صوتي سيئ لدرجة أنه أصبح مميزًا، وقصور مليئة بالألغاز، وكلها شكلت وصفة ناجحة أطلقت سلسلة عملاقة أنقذت الشركة من الإفلاس.
وهذا يجعل من المدهش أن Capcom كادت أن تجهض مشروعها الذهبي قبل أن يحقق لها أول نجاح يُذكر.
لم تكن رحلة Resident Evil إلى الأسواق سهلة أبدًا. فقد كان أغلب المطورين الذين عملوا عليها قليلي الخبرة في تطوير الألعاب ثلاثية الأبعاد، مما تسبب في استقالات متكررة زادت العبء على من تبقّى من الفريق. تفاقم الوضع لدرجة أن Capcom استعانت بشركة استشارية لتقييم المشروع، وأوصى المستشارون بإلغاءه بالكامل لأنهم لم يروا أي أمل في أن يتمكن الفريق من إنتاج لعبة مرضية.
لكن لحسن الحظ، تدخل Tokuro Fujiwara نجم Capcom في اللحظة الأخيرة وأقنع الإدارة بالسماح للفريق بإكمال عمله.
وهكذا نجت واحدة من أعظم سلاسل الألعاب في التاريخ من أن تُرمى في سلة المهملات.
اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.
0 تعليق