كتب سائد أبو فرحة:
أعلن رئيس الوزراء محمد مصطفى، أمس، عن قطاع غزة منطقة مجاعة، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي عليه، وإدخال المساعدات الإنسانية إليه دون إبطاء، ورفع الحصار المفروض عليه.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله، للحديث عن الوضع الإنساني المتدهور في القطاع: "التقارير الموثقة والصادرة عن المؤسسات الدولية والأممية، والمؤشرات الميدانية ومظاهر الجوع والعطش، والمشاهد اليومية لأجساد الأطفال النحيلة، وصرخات الأنين من الألم التي تخرج من خيام النازحين، وبين ركام المنازل والمستشفيات، كلها تدل على حقيقة صارخة واحدة هي أن غزة الآن أصبحت منطقة مجاعة".
وبين أنه في ظل استمرار إسرائيل في حصارها على القطاع، وإعاقة إدخال المساعدات، وانهيار كافة منظومات سلاسل الإمداد والتوريد، والانقطاع شبه الكامل للكهرباء ...الخ، فإن 100% من أهالي القطاع باتوا يعانون من حالة انعدام حاد للأمن الغذائي، محملاً دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية القائمة في القطاع.
كما طالب بتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تمنع استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، ما يستدعي تدخلاً فورياً من قبل مجلس الأمن، والأمين العام للهيئة الأممية، وتطبيق المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة، تحت الفصل السابع له، داعياً الدول الأعضاء فيها إلى التحرك، والاعتراف بالكارثة والمجاعة والعمل على توفير الدعم السياسي واللوجستي لإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وضمان وصول المساعدات، وتفعيل آليات المساءلة والمحاسبة الدولية.
وأكد أهمية قيام المنظمات الأممية مثل برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وغيرهما، بتفعيل آلياتها فوراً والتعامل مع القطاع كمنطقة مجاعة، بما يستتبع ذلك من تدخل دولي عاجل، ورفع فوري لكافة القيود التي تمنع الإغاثة.
وحث على حماية الولاية القانونية لوكالة الغوث الدولية "الأونروا"، ودعم برامجها وتمكينها من ممارسة مهامها، مثنياً على كافة الجهات الدولية التي ترفض أي آليات مقترحة للتحكم في توزيع المساعدات.
وأثنى على كافة المواقف العربية والدولية المعارضة للتهجير تحت أي مسمى، مؤكدا بالمقابل أن الحكومة ستواصل فعل كل ما في وسعها لمواجهة العدوان والمجاعة، والعمل مع المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح، وصولاً إلى التعافي وإعادة الإعمار.
وقال: نرفع صوتنا عاليا في وجه الصمت، وغياب الفعل الدولي، ونخاطب ضمير الإنسانية الحر في كل مكان، لا تتركوا أطفال غزة المحاصرين يموتون جوعا، ولا تسمحوا باستخدام الماء والغذاء كأدوات للحرب والسيطرة، وإن هذه المجاعة ليست كارثة إنسانية طبيعية، بل جريمة إنسانية متعمدة، والصمت تجاهها، شراكة في هذه الجريمة، وقد آن أوان التحرك، ووقف الكارثة، وإنقاذ الأرواح.
وتخلل المؤتمر الصحافي، وعقد في غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة لمحافظات القطاع، استعراض جانب من معاناة أهالي القطاع، وأوجه التدخل الحكومي، وذلك من قبل عدد من الموظفين العموميين العاملين هناك.
أخبار متعلقة :