كتب خليل الشيخ:
"بعد دقائق من نزولهم إلى البحر أطلقت زوارق الاحتلال الحربية عليهم قذائف، منها ما سقط بمياه البحر وواحدة أصابت قاربهم"، هكذا قال الصياد "أبو عزيز" الذي تواجد عند بحر الزوايدة وسط قطاع غزة، مشيراً إلى أنه اضطر إلى تعليق عمله والامتناع عن دخول البحر.
وأضاف: "حاول أحدهم قيادة القارب والرجوع، وبعد شوي أجت سيارة الإسعاف ونقلتهم للمستشفى".
يشار إلى أن ستة من الصيادين استقلوا قارباً صغيراً وأبحروا لمسافة لم تتعد 400 متر في بحر الزوايدة، عندما تعرضوا لقصف من بحرية الاحتلال، أمس.
وأوضح "أبو عزير" في الأربعينيات من عمره، أنه وبعد سلسلة انفجارات في البحر تبيّن إصابة الصيادين الستة الذين نقلوا إلى عيادة قريبة، ثم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ووصفت جروحهم بأنها متفاوتة، باستثناء واحدة صنفت بأنها خطيرة.
في نفس الوقت هاجمت مسيّرة من طراز "كواد كابتر" الصياديَن: محمود محفوظ ومحمد الزنط في بحر جباليا، شمال القطاع، وفتحت باتجاههما نيران أسلحتها ما تسبب بإصابتهما.
كما قتلت قوات الاحتلال الصياد محمد السلطان بعدة أعيرة نارية بينما كان يحاول الاسترزاق بصيد الأسماك من بحر بيت لاهيا، الأسبوع الماضي.
وارتفع عدد الشهداء من الصيادين إلى 41 منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023.
وتحول صيد الأسماك إلى مهنة خطيرة إلى حد الموت، بسبب تعمد الاحتلال إطلاق النار على الصيادين الذين ينزلون البحر.
"لا يقوم هؤلاء الصيادون بالإبحار لمسافات كبيرة"، حسب الصياد نادر العطار (40 عاماً)، الذي أشار إلى أنه أحجم عن ممارسة المهنة بسبب الأخطار التي صارت محدقة بهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل نحو عام ونصف العام، ليكون واحداً من الآلاف الذين حرمتهم قوات الاحتلال من مصادر رزقهم.
أضاف:" كل واحد بنزل البحر حتى مسافة تزيد عن 400 متر بطلقوا النار عليه والغالبية بيحاولوا صيد الأسماك القليلة نسبياً في المساحات البحرية القريبة من اليابسة"
ولا تقل مهنة جمع الحطب من المناطق الشرقية لقطاع غزة، خطورة عن مهنة الصيد بل تزيد، بحسب الشاب أحمد مرجان (32عاماً) الذي يقطن في جباليا.
وقال: "الاحتلال يقتل كل جامعي الحطب الذين يحاولون الوصول إلى المناطق الشرقية سواء في غزة أو جباليا أو بيت حانون".
وأوضح مرجان أن المقصود بالمناطق الشرقية ليس المناطق الحدودية العازلة بل حتى عشرات الأمتار شرق طريق صلاح الدين.
واستشهد نحو 17 مواطناً، بينهم فتية، بحوادث استهداف جوي بينما كانوا يجمعون الحطب خلال الشهرين الماضيين.
وأكدت مصادر محلية أن الاحتلال لا يستهدف الذين يقتربون من الحدود فقط، بل يقوم بقصف تجمعات هؤلاء بالقرب من طريق صلاح الدين، لا سيما في منطقة الزيتون، شرق قطاع غزة.
وأوضح سكان محليون في أحاديث متفرقة لـ"الأيام"، أن تلك المناطق باتت خطيرة، وقد تكون مسرحاً لموت المتجولين، سواء لجمع الحطب أو تفقد البيوت والحقول الزراعية.
أخبار متعلقة :