الكويت الاخباري

الأحياء الشرقية لمدينة غزة تتحول إلى مناطق أشباح - الكويت الاخباري

غزة - "الأيام": "نستقبل مناشدات المواطنين ونستعد للتوجه، لكن حمم النيران تقلل من اندفاعنا نحو الهدف، ورغم ذلك نواصل ونغامر حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه"، هكذا قال المسعف "أبو نضال" وهو يصف حجم الخطر الذي يواجهه المسعفون ورجال الدفاع المدني في كل مرة تسقط الصواريخ على المنازل والخيام.
وأضاف، "لم يكن الوضع في منطقة التفاح الواقعة شرق مدينة غزة، أمس، آمناً، عندما تلقينا مناشدات عائلتي الشرباصي والجليس اللتين دُفن أفرادهما أحياء وأمواتا تحت ركام منزليهما".
وتابع، "أهداف الاحتلال تشمل كافة مناطق قطاع غزة لكنها تتركز حالياً في الأحياء الشرقية لمدينة غزة، التي تحولت إلى مناطق أشباح، والموت يسكن كل متر مربع فيها".
وذكر مسعفون آخرون أنهم ينجون من الموت في كل ساعة وكل يوم أثناء عملهم في نقل وإخلاء الشهداء والجرحى من أماكن القصف الذي تنفذه قوات الاحتلال.
وأصدرت مديرية الدفاع المدني بياناً قالت فيه، إنها استقبلت نداءات استغاثة لمواطنين محاصرين في شارع النخيل شرق حي التفاح، موضحة أن طواقم الدفاع المدني لم تكن قادرة على الوصول إليهم بسبب تصنيفها مناطق خطيرة.
لم تتوقف تلك الطواقم عن المحاولات بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل الوصول لإنقاذ حياة الجرحى.
وبعد محاولات متعددة قرر المسعفون التوجه نحو المربع السكني في حي التفاح، الذي تعرض للقصف، حيث تواردت مناشدات المواطنين تباعاً من أجل انتشال الجرحى من تحت أنقاض المنازل، وفقاً لبيان الدفاع المدني.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني ومصادر محلية، عن استشهاد ستة أشخاص جراء قصف منزلي عائلتي الشرباصي والجليس في حي التفاح، فضلاً عن استشهاد ثلاثة من عائلة حجازي في نفس المربع السكني، وإصابة عشرات المواطنين.
ونظراً لأكوام الركام والأنقاض لم تستطع تلك الطواقم انتشال باقي الشهداء، والذين أدرجت أسماؤهم ضمن الشهداء المفقودين.
لم تكن حادثة قتل طاقم الدفاع المدني والمسعفين في مدينة رفح قبل نحو شهر، والتي راح ضحيتها نحو 15 مسعفاً ورجل دفاع مدني، غائبة عن أذهان هؤلاء الذين يواجهون الموت يومياً، حسب المسعف "أبو نضال" الذي قال، إنه يتوقع أن يستشهد في أي وقت، لكنه لا يأبه إلا بالالتزام بأداء واجبه المهني والوطني.
واعتبر أن وقفة التضامن والتأييد التي نفذها زملاء المهنة قبالة مقر جمعية الهلال الأحمر في مدينة نابلس، هي وقفة إسناد ودعم لهم والتي جاءت للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في قضة استهدف المسعفين أثناء عملهم.
وتحولت جميع الأحياء الشرقية لمدينة غزة إلى مناطق أشباح، حسب شهود عيان وإفادات من النازحين الذين تحدثوا لـ"الأيام"، مشيرين إلى أن تلك المناطق هي أحياء الشجاعية، والزيتون، والتفاح، والدرج، والشعف.
وبينوا أن جميع تلك المناطق تتعرض على مدار الساعة لعمليات القصف الإسرائيلي من الطائرات المقاتلة ومسيّرات "كواد كابتر"، والمدفعية والطائرات المروحية، إضافة إلى إطلاق نار ثقيل من الآليات المتمركزة عند الأطراف الشرقية منها.
وأوضحوا أن غالبية سكان تلك المناطق غادروها ونزحوا إلى قلب مدينة غزة وضواحيها الغربية، باستثناء بعض الأسر التي لا تزال ترفض النزوح، لكنها تعاني من ويلات القصف المستمر على مدار الساعة.

 

أخبار متعلقة :