"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بصورة أكثر شمولية وعنفاً، وتتصاعد حدة المجازر والجرائم الإسرائيلية، في وقت يشتد فيه الحصار، ويتصاعد استهداف المؤسسات الصحية.
"الأيام" نقلت مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُتواصل على قطاع غزة، منها مشهد يرصد تصاعد الهجوم على المستشفيات، ومشهد آخر تحت عنوان: "مرضى الكلى يموتون تباعاً"، ومشهد ثالث يرصد بحث النازحين عن السلاحف البحرية لصيدها وأكل لحومها في ظل المجاعة المُستشرية.

 

تصاعد الهجوم على المستشفيات
صعّد الاحتلال في الآونة الأخيرة من استهداف المستشفيات في قطاع غزة، سواء عبر القصف المباشر، كما حدث مؤخراً في المستشفى العربي المعمداني في مدينة غزة، أو مستشفى ناصر بمحافظة خان يونس، أو من خلال تقييد دخول الأدوية، ومنع الوقود، ما بات يُهدد المستشفيات بالتوقف، والمرضى بالموت.
ومؤخراً صعّدت قوات الاحتلال هجومها على المستشفيات، عبر تعمد قصف مستشفى "الدرة"، شرق مدينة غزة، وتدمير بعض محتوياته، وتضرر مبانيه، وتوقف الخدمات الطبية في المستشفى.
وقال مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، إن الهجوم على مستشفى الشهيد محمد الدرة شرق مدينة غزة، يعدّ جريمة حرب جديدة، وإمعاناً في استهداف المنشآت الصحية، ويأتي ضمن خطط الاحتلال الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من خلال تدمير مرافقه الصحية والحيوية، واستهداف مختلف القطاعات المهمة في القطاع.
وأشار البرش إلى أن المستشفى يُعد من أبرز المنشآت الصحية في مدينة غزة، حيث يقدم خدماته الطبية للأطفال في مناطق شرق مدينة غزة، ويختص في علاج الأمراض الطارئة والمزمنة والجراحية للأطفال.
وبيّن أن الهجوم على مستشفى الدرة يُضاعف من معاناة المدنيين، خاصة الأطفال الذين هم الأكثر تأثراً بحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
واستهدف الاحتلال خلال هجومه على المستشفى عدداً من أقسامه، من بينها غُرف المرضى للأطفال، وألواح الطاقة الشمسية، وخزانات المياه، وهو ما سيؤدي إلى حدوث أزمة في الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المستشفى، وانقطاع المياه عن مرافقها، في خطوة يتعمد من خلالها تعطيل الخدمة الطبية في المستشفى.
ويأتي الهجوم في وقت يُعاني فيه قطاع غزة من أزمة صحية خانقة في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يجعل الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمرافق الصحية خطوة تضاعف من الأزمة الإنسانية، وتضع حياة آلاف المرضى على المحك.
وإضافة إلى الهجوم على المستشفيات، ما زالت جهات الاختصاص عاجزة عن إعادة تشغيل الكثير من المستشفيات التي تعرضت للتدمير والحرق من قبل قوات الاحتلال، من بينها مستشفيات شمال القطاع، كما أن هناك مستشفيات دُمرت تماماً مثل مستشفى الصداقة التركي، وأخرى تقع ضمن نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما هو الحال في رفح، جنوب القطاع.

 

مرضى الكلى يموتون تباعاً
دخلت معاناة مرضى الكلى في قطاع غزة فصولاً جديدة، مع اشتداد العدوان، وضعف الخدمات التي تُقدم لهم، خاصة خدمات الغسيل "الكلى الاصطناعية".
ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد توفي منذ بداية شهر آذار الماضي 11 مريضاً يخضعون لغسيل الكلى، وهو رقم كبير نسبياً مقارنة بالأشهر الماضية.
ويُعاني مرضى الكلى في غزة من عدة مشكلات، أهمها تدمير المراكز الصحية التي كانت تقدم خدماتها لهم، حيث كان عدد مرضى الفشل الكلوي قبل العدوان على قطاع غزة بين 1100 و1500 مريض، كانوا يتلقون العلاج وجلسات الغسيل الكلوي في 7 مراكز، هي مجمع الشفاء الطبي، ومركز "نورة الكعبي" في شمال غزة، ومستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى القدس، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، ومستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح.
غير أن قوات الاحتلال دمرت خلال عدوانها على غزة، جميع المراكز المتخصصة بتقديم خدمة الغسيل الكلوي، باستثناء القسم الموجود في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وهو ما ترك آثاره على نوعية وكمية الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الغسيل الكلوي، وعلى الطواقم الطبية العاملة في هذا المجال.
ولا تقتصر معاناة مرضى الكلى، خاصة كبار السن منهم، على تدمير المراكز، وشح العلاج، وغياب الرعاية، إذ إن هناك مشكلة أخرى برزت مؤخراً، تتمثل في صعوبة الوصول إلى المستشفيات ومراكز تقديم الخدمة، في ظل التدمير الواسع للبنى التحية والشوارع والطرق المؤدية إليها.
ويضطر بعض المرضى للذهاب إلى مراكز الغسيل الكلوي مشياً على الأقدام مسافات طويلة، أو دفع مبالغ مالية عالية للمواصلات المفقودة أصلاً بفعل منع الاحتلال إدخال الوقود المستخدم للمركبات، قد تصل أحياناً إلى أكثر من 70 شيكلاً للجلسة الواحدة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على المرضى.
وأشار مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، منير البرش، إلى أن "40% من مرضى الكلى في قطاع غزة، ماتوا، بسبب نقص الخدمات الصحية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما يتهدد الخطر مَن تبقى لصعوبة استمرار تقديم الخدمات الطبية لهم بعد توقف العدوان".
وطالب البرش بالتدخل العاجل وتوفير الكوادر التمريضية والفنية والطبية، إضافة إلى المستهلكات والعلاجات اللازمة لتشغيل خدمات الغسيل الكلوي بشكل أكثر فعالية، وتوفير الوقود بشكل مستمر لضمان عمل أقسام الكلى دون انقطاع.

 

البحث عن السلاحف البحرية
دفع الجوع المُستشري في قطاع غزة النازحين والمواطنين للبحث عن الطعام في كل مكان، خاصة بعد توقف غالبية المطابخ الخيرية "التكايا"، عن العمل.
وشاع خلال الفترة الماضية البحث عن السلاحف البحرية، التي تصل إلى شاطئ البحر بهدف وضع بيوضها في تلك الفترة، إذ يبحث عنها المواطنون والصيادون رغم قلتها، ويقومون بصيدها، ومن ثم ذبحها وتقطيعها، وتناول لحمها، أو بيعه.
ورغم أن لحوم السلاحف المذكورة لم يكن من الأكلات المعروفة في قطاع غزة في السابق، ولم يلتفت إليها أحد، إلا أنها أصبحت في ظل المجاعة من الأكلات المفضلة، والتي وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من لحومها إلى 100 شيكل.
وقال المواطن محمد سالم، الذي يُقيم وعائلته النازحة على شاطئ البحر جنوب مواصي خان يونس، إنهم كانوا يجلسون حين شاهدوا سلحفاة بحرية تعوم على الشاطئ، وسارعوا نحوها، ونجحوا بالإمساك بها، ثم سحبها ناحية الشاطئ، وكان وزنها يتراوح بين 30 و40 كيلوغراماً.
وبيّن أنهم نقلوها إلى خيمتهم ونحروها، ثم أزالوا قوقعتها، وقطعوا لحومها، وتقاسموها مع جيرانهم وأقاربهم، وقاموا بطهي لحمها، واصفاً مذاقها باللذيذ.
ولفت إلى أنهم كانوا مُترددين في البداية بأكلها، كونهم لم يعهدوا ذلك، لكن جدهم شجعهم، وأكد لهم أنها من الأكلات البحرية المفضلة في مصر، ويسميها السكان هناك "ترسة"، مبيناً أنه في حال صدف غيرها لن يتردد بصيدها، ففي ظل المجاعة الحالية، هم بحاجة لأي نوع من الطعام.
بينما أكد صيادون أنهم نجحوا مؤخراً بصيد عدد من السلاحف وبيعها مقطعة، واصطادوا حتى بعض الدلافين البحرية، وهم يضطرون لذلك من أجل توفير طعام للنازحين، وتوفير مصدر دخل لهم، مشيرين إلى أنه في السابق "قبل العدوان"، كانت السلاحف تقع في شباكهم، فيقومون بتحريرها وإطلاق سراحها، ولم يتخيلوا في يوم أن يصطادوها، لكن الظروف العصيبة أجبرتهم على ذلك.
وتُعتبر السلاحف البحرية، بمختلف أنواعها، خاصة "الخضراء"، من الحيوانات البحرية المهددة بالانقراض، والتي عانت خلال القرن الماضي من الصيد الجائر، وهي مُهمة للحفاظ على التوازن في البيئة البحرية، حيث تعتبر من الأعداء الطبيعيين للقناديل البحرية، إذ تأكلها، وتحدّ من انتشارها.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق