الكويت الاخباري

توافد الغزيين لشراء السُكّر يعكس واقع المجاعة المؤلم - الكويت الاخباري

 

كتب عيسى سعد الله:

 

يرفض الاحتلال حتى اللحظة إدخال أهم الأصناف والسلع الغذائية إلى قطاع غزة، سواء كمساعدات تقدمها دول ومؤسسات أجنبية، أو لصالح التجار.
فبعد منحه التجار أذونات لإدخال سلع محددة منذ نحو عشرين يوماً، يرفض الاحتلال، بشكل قاطع، إدخال اللحوم بكل أشكالها سواء الطازجة أو المجمدة، والخضراوات والفواكه وغاز الطهي والمحروقات بكل أشكالها، إضافة إلى البيض.
كما منع الاحتلال المؤسسات، التي سمح لها بإدخال كميات محدودة من المساعدات منذ نحو شهرين، من إدخال أي من الأصناف المذكورة دون مبرر.
وحتى المواد الأساسية الأخرى التي سمح بإدخالها لم تكفِ حاجة المواطنين، وظلت أسعارها مرتفعة بشكل جنوني، كالطحين الذي لم ينخفض سعر الكيلو الواحد منه عن 15 شيكلاً، وكذلك السكر الذي يبلغ سعر الكيلو الواحد منه 25 شيكلاً، وزيت الطهي وغيرها من الأصناف.
ومن أصل 500 شاحنة يحتاجها قطاع غزة يومياً من أجل كسر حدة المجاعة المميتة التي تضرب سكانه منذ خمسة أشهر، يُدخل الاحتلال أقل من مائة شاحنة، حسب تقارير محلية وأممية.
وأفادت مصادر محلية وتجار لـ"الأيام" بأن الاحتلال لا يزال يرفض طلبات متكررة يتقدم بها تجار من أجل إدخال اللحوم المجمدة وكذلك الخضراوات والفواكه والبيض وغاز الطهي والمحروقات الأخرى دون مبرر.
وبينت تلك المصادر أن الاحتلال يعد بإدخال بعض هذه الأصناف ولكنه سرعان ما يتراجع دون إبداء الأسباب، مشيرة إلى أن هناك ضغطاً وإلحاحاً كبيرَين من المواطنين على التجار لإدخال هذه الأصناف المهمة جداً في مواجهة تداعيات المجاعة والأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
وبسبب الحصار المشدد الذي فرضه جيش الاحتلال على قطاع غزة مطلع آذار الماضي، يواجه سكان القطاع مجاعة مميتة أودت بحياة المئات وأصابت عشرات الآلاف بأمراض خطيرة مرتبطة بسوء التغذية.
وذكر أحد التجار أن الاحتلال يرفض حتى اللحظة منحه الإذن لاستيراد كميات من اللحوم والدجاج المجمد؛ بحجة عدم شموله ضمن الأصناف المسموح بإدخالها لقطاع غزة.
وفي صورة تعكس حدة أزمة نقص المواد الغذائية الأساسية، اصطف أكثر من عشرة آلاف مواطن منذ ساعات صباح أمس الأولى أمام أحد مستودعات بيع المواد الغذائية، لشراء كميات قليلة من السكر بسعر منخفض، بعد أن أعلن أحد التجار عن خفض سعره بشكل لافت وكبير مقارنة بالسعر المتداول في الأسواق، حيث أعلن التاجر مداح أبو وردة عن خفض سعر كيلو السكر من 25 شيكلاً إلى 8 شواكل فقط.
وتوافد المواطنون إلى المستودع من كافة أنحاء محافظة مدينة غزة في مشهد يعكس الواقع القاسي الذي يعيشه مواطنو المحافظة والنازحون فيها.
وشهدت أبواب وشبابيك المستودع ازدحامات وتدافعاً كبيراً للحصول على بعض الكيلو غرامات من السكر، الذي وصل سعر الكيلو منه في ذروة أزمة المجاعة قبل عشرين يوماً، إلى 600 شيكل.
وقال أبو وردة لـ"الأيام": إنه قرر بيع السكر بسعر التكلفة وبالتجزئة وبمعدل عشرة كيلوغرامات للمواطن الواحد كحد أعلى، من أجل التخفيف عن المواطنين، ومنحهم الفرصة لاقتناء كمية تكفي العائلة الواحدة لشهر تقريباً.
وأكد أن الواجب والمسؤولية الوطنية يقتضيان من الجميع خفض الأسعار والاكتفاء بأرباح محدودة، معتبراً أن الظروف المادية للمواطنين لا تسمح بالمزيد من الجشع والطمع. وتعهد بالاستمرار في البيع بهذه الطريقة، داعياً التجار إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
ولاقت خطوة أبو وردة استحساناً من قبل المواطنين، الذين تمكنوا للمرة الأولى من اقتناء كمية من السكر، وبسعر منخفض جداً مقارنة بالأسعار في الأسواق.
وأوضح هؤلاء، خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام"، أنهم يتطلعون للحصول على باقي السلع والأصناف بأسعار متدنية وطبيعية بدلاً من شرائها بأسعار خيالية.

 

أخبار متعلقة :