القدس - "الأناضول": يقول المواطنون في تجمّع "جبل البابا" الواقع في قلب المخطط الاستيطاني الإسرائيلي "إي 1"، إنهم يعيشون مصيراً مجهولاً، وإن نكبة تلوح في الأفق في حال شرعت إسرائيل بتنفيذ المخطط.
ويسكن التجمع البدوي نحو 450 بدوياً في مساكن من الصفيح والخيام، ويعتمدون على تربية الأغنام في معيشتهم. ويقع التجمع على أراضي بلدة العيزرية شرق القدس، وتقابله مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة بشكل غير شرعي.
وأول من أمس، أعلن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، عن موافقته على مخطط "إي 1" الاستيطاني الذي ينذر بتقسيم وضم الضفة.
حديث سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصباً بوزارة الدفاع يشرف على شؤون الاستيطان، جاء خلال حفل مشترك مع مجلس "يشع" وما تسمى بلدية "معاليه أدوميم" الاستيطانيين.
وقال سموتريتش الذي يتزعم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، وفق ما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إنه "وافق على بناء3401 وحدة استيطانية جديدة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، و3515 وحدة في المنطقة المجاورة".
وأضاف: "سنبدأ مخطط توسيع معاليه أدوميم الأربعاء المقبل، وسنضاعف حجمها"، مبيناً أن "الخطة تربط معاليه أدوميم بمدينة القدس، وتقطع التواصل العربي بين (محافظتي) رام الله (وسط) وبيت لحم (جنوب)، ونصادر آلاف الدونمات ونستثمر المليارات لإدخال مليون مستوطن للضفة".
وقال السبعيني سالم الجهالين أحد سكان التجمع: "نعيش تحت تهديد التهجير القسري لصالح بناء تجمع استيطاني"، وأشار إلى مستوطنة "معاليه أدوميم" المقابلة لمنزله قائلاً: "نحن هنا قبل هذا البناء الاستيطاني الكبير، هجرنا من النقب ونعيش حياة البدو ونعتمد على تربية الأغنام، لا مكان لنا سوى هذا الجبل".
وأضاف: "مع قرار إسرائيل الجديد نعيش مصيراً مجهولاً، أين يمكن أن نذهب"، لافتاً إلى أن الاحتلال هدم منزله 3 مرات من قبل.
وتساءل مستهجناً: "أنا عجوز، ولكن ما هو مستقبل أحفادي وأولادهم؟"، ويرفض الرحيل، مطالباً "بتدخل دولي لوقف المخطط الإسرائيلي".
ويسير الجهالين إلى واد قريب قائلاً: "قبل نحو عام جاء مستوطن راعٍ وسكن في المنطقة، يسيطر على كل الجبال بحماية الجيش والشرطة".
من جهته، قال عطا الله الجهالين، الناطق باسم "تجمع جبل البابا" إن "80 أسرة بواقع 450 فرداً يعيشون في التجمع ومصيرهم بات مجهولاً مع قرار الحكومة الإسرائيلية تفعيل مخطط إي 1".
وأضاف الجهالين: "في حال تنفيذ المشروع فهو بمثابة المسمار الأخير في نعش الدولة الفلسطينية". وتابع: "كل هذه الجبال ستصبح مستوطنات، من شأنها فصل القدس عن المحيط الفلسطيني وفصل جنوب الضفة عن وسطها وشمالها".
ولفت إلى أن جيش الاحتلال "شرع منذ أسابيع بتوزيع إخطارات هدم شملت كافة مساكن جبل البابا، ومنشآت ومنازل فلسطينية في بلدة العيزرية". وقال: "ما نعيشه اليوم نكبة جديدة ومصير مجهول"، ورغم ذلك أكد أن المواطنين يصرون على البقاء في منازلهم ويرفضون التهجير.
ونفذت سلطات الاحتلال، خلال السنوات الماضية، نحو 80 عملية هدم في جبل البابا، حسب الناطق باسم التجمع.
وفق نشرة أصدرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير، فإن مشروع "إي1" أخطر المخططات الاستيطانية، مبينة أن "الاحتلال صادق على المخطط الهيكلي (للمشروع)، الذي يحمل رقم 4/420 عام 1999 على أراضي مساحتها 12 ألف دونم".
ولفتت إلى أن "معظم هذه الأراضي (الفلسطينية) أعلنتها سلطات الاحتلال أراضي دولة (عبر مصادرتها)، والتي أصبحت فيما بعد تابعة لمستوطنة معاليه أدوميم".
وفي العام 2012 تم إقرار المخطط الذي يتضمن إقامة منطقة صناعية شمال غربي المنطقة، وإقامة مركز شرطة، ومكب نفايات ومخططات لبناء وحدات استيطانية وغرف فندقية وحديقة توراتية وحديقة عامة.
كما يتضمن إنشاء طريق "نسيج الحياة" الذي أُنجز جزء منه قرب جدار الضم والتوسع شرق بلدة عناتا وصولاً إلى قرية الزعيم، والجزء الآخر مقترح إنشاؤه ابتداء من الزعيم وصولاً إلى بلدة العيزرية.
ويهدف الطريق إلى خدمة تنفيذ وتطوير مخطط البناء الاستيطاني في مشروع "إي 1"، إضافة لكونه مقترحاً مستقبلياً لتحويل طريق القدس العيزرية، ومنع الفلسطينيين من عبورها واستخدامها.
وخلال السنوات الماضية، أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارات عدة بشأن البناء الاستيطاني في الموقع، أحدثها في 2020، حين أعلنت بناء 3500 شقة استيطانية، لكنها جمّدت بناءها تحت ضغوط دولية.
أخبار متعلقة :