الكويت الاخباري

استهداف المنازل ليلاً يرفع أعداد الضحايا من أطفال غزة - الكويت الاخباري

 

كتب خليل الشيخ:


لم يفهم أحد ما يتمتم به الطفل محمد (عشرة أعوام) وهو ينظر باتجاه شقيقه الشهيد، قبل أن تأتي سيارة إسعاف لنقلهما إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة، حسب رواية الشاب فضل، أحد شهود العيان لـ"الأيام".
وقال فضل: "حضرت سيارة إسعاف ونقلت عدداً من الأطفال بين شهيد وجريح، ضحايا قصف جوي استهدف منزلاً لعائلة (أبو دف) في حي الزيتون بمدينة غزة، موضحاً أن نظرات الطفل وتمتماته ظلت مستمرة وهو يدقق النظر باتجاه الشهداء والأشلاء، فيما ينتظر هو من يقدم له العلاج".
ونجم عن القصف الذي وصف بمجزرة، استشهاد 12 مواطناً وإصابة عدد آخر من سكان المنزل والجيران، وغالبيتهم من الأطفال، من بينهم الطفل محمد، الذي أصيب بشظايا في مختلف أنحاء جسده، ووصفت جروحه بأنها متوسطة.
وأشار الشاب فضل، الذي شارك في نقل وإخلاء الجرحى وجثامين وأشلاء الشهداء، إلى أن غالبية الضحايا كانوا من الأطفال، حيث استشهد سبعة أطفال، بينما أصيب 17 بينهم بالغون، بجروح في قصف المنزل المكون من أربعة طوابق.
ووسعت قوات الاحتلال من عدوانها باتجاه حي الزيتون خلال الأيام القليلة الماضية، وقدّر عدد الشهداء الذين قضوا خلال الأسبوع الماضي فقط، بنحو 30 شهيداً، غالبيتهم أطفال، وإصابة نحو 50 بجروح بين طفيفة ومتوسطة، حسب مصادر محلية وطبية.
"كانوا نائمين بجوار بعضهم وهم أشقاء وأبناء عمومة، ووقع القصف على المنزل واستشهدوا جميعهم"، هكذا وصفت المواطنة "أم جهاد" في الأربعينيات من عمرها، تفاصيل استشهاد وإصابة 20 مواطناً، من عائلة "إرحيم" في حي الزيتون، غالبيتهم من الأطفال.
وشوهدت جثامين هؤلاء الأطفال وهي مسجّاة في غرف نومهم، قبل أن تنقلهم طواقم الدفاع المدني ملفوفين بأغطيتهم التي تغطوا بها أثناء نومهم، إلى ثلاجة الموتى في المستشفى.
وبينت "أم جهاد" التي كانت في وداعهم بمستشفى المعمداني، أنهم من أقربائها وأبناء أشقائها، وكانوا ينزحون معاً في منزل كبير للعائلة، الذي تعرّض للقصف الجوي المفاجئ.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها المكثف على الأجزاء الجنوبية والشرقية لحي الزيتون، منذ نحو أسبوع، وامتد هذا العدوان ليصل أجزاء من حي الصبرة المجاور.
وواصلت قوات الاحتلال استهداف السكان والنازحين في مناطق متفرقة من الحيين، فضلاً عن استهداف المنازل والبنايات العالية بصواريخ ثقيلة.
واعتبر مواطنون ومسعفون في أحاديث منفصلة لـ"الأيام"، أن الهجمات المتلاحقة التي تستهدف المنازل أثناء الليل، تسببت بارتفاع كبير في أعداد الأطفال الشهداء، الذين يقضون وهم نائمون في منازل ذويهم.
وقال المسعف أحمد أبو فول: "نتوجه إلى المنزل المقصوف فنجد غالبية الضحايا من الأطفال، والسبب أن الغارات الجوية الإسرائيلية تستهدف العائلات أثناء الليل، فيكون الضحايا هم الأب والأم وجميع الأطفال أو غالبيتهم.
وأضاف: "الوضع خطير تماماً في حي الزيتون وجزئياً في حي الصبرة بمدينة غزة، ويصعّب تماماً عمل وحركة سيارات الإسعاف والدفاع المدني".

 

أخبار متعلقة :