كتب محمد بلاص:
دخل العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، أمس، شهره الرابع، وعلى مدينة ومخيم طولكرم يومه الخامس والثمانين، وعلى مخيم نور شمس شرقاً يومه الثاني والسبعين على التوالي، وسط دوي انفجارات وإطلاق كثيف للرصاص، وتحويل أجزاء واسعة من المخيمات الثلاثة إلى مناطق تدريب لقوات الاحتلال، في ظل الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية، والقضاء على مقومات الحياة فيها.
ففي جنين، واصلت قوات الاحتلال عمليات تجريف وإحراق المزيد من المنازل في المخيم وتحويل العشرات منها إلى ثكنات عسكرية، ونشرت فرق المشاة في عدد من الأحياء المجاورة للمخيم الذي أجبر جيش الاحتلال جميع القاطنين فيه على النزوح منه قسراً، قبل الانتقال إلى عدد من الأحياء المجاورة للمخيم حيث أخلى الاحتلال عشرات المنازل.
وأفاد شهود عيان بأن جرافات الاحتلال وضعت المزيد من السواتر الترابية على المداخل الرئيسة والفرعية للمخيم، وفي محيط مسجد "طوالبة" على المدخل الشمالي، حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع صوب عدد من الصحافيين لدى محاولتهم الاقتراب من مدخل المخيم المغلق بشكل كامل ومحكم.
وقالت الصحافية راية عروق: إنها حاولت الاقتراب من المدخل الشمالي للمخيم برفقة زملاء لها، إلا أن جنود الاحتلال استهدفوهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، في محاولة منهم لمنع الصحافيين من الاقتراب وتوثيق العدوان الإسرائيلي المتصاعد على المخيم.
وأكد مواطنون يقطنون بجوار المخيم أن قوات الاحتلال دفعت بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى جانب عشرات فرق المشاة إلى داخل المخيم، وسط إطلاق نار كثيف ناجم عن تحويل أجزاء من المخيم لمناطق رماية وتدريب لجنود الاحتلال ممن يطلقون الرصاص على المنازل القائمة داخل المخيم، فيما تتولى الجرافات مهمة تدمير المزيد، وشق مزيد من الشوارع والطرق الداخلية، في محاولة من الاحتلال لتغيير معالم المخيم، بعد أن أعلن عزمه تحويل المخيم إلى أحد أحياء مدينة جنين الغربية، ومنع سكانه من العودة إليه على المدى المنظور.
واقتحمت قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية، ترافقها جرافات، قرية كفر دان غرب جنين، وسط إطلاق للرصاص الحي وقنابل الصوت، وتجريف عدد من الشوارع، وتدمير مرافق البنية التحتية، فيما اقتحمت قوات أخرى عدداً من القرى والبلدات جنوب المدينة، من بينها جبع، وعرابة، وسيريس جنوباً، وبرقين غرباً، حيث اعتقلت عدداً من الشبان بعد دهم وتفتيش منازل عائلاتهم والعبث بمحتوياتها.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب: إن الجهود تتواصل لحل أزمة النزوح المؤقت في محافظتَي جنين وطولكرم، من خلال توفير بيوت جاهزة "كرفانات" في قطع أراض قريبة من المخيمات الثلاثة.
وبحسب وزارة الأشغال والإسكان، فإن الاجتماعات والاتصالات تتواصل لتأمين مأوى مؤقت للنازحين من مخيم جنين في منطقة وادي برقين غرباً، حيث سيضم في البداية 32 بيتاً متنقلاً يتسع كل بيت منها لخمسة أفراد.
وفي محافظة طولكرم، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الخامس والثمانين، وعلى مخيم نور شمس شرقاً لليوم الثاني والسبعين على التوالي.
وقال شهود عيان: إن دوي انفجار ضخم سمع في ساعات الفجر في مخيم طولكرم، تبعه تصاعد كثيف لألسنة الدخان، دون التمكن من التحقق من طبيعة الانفجار جراء الحصار المحكم الذي يفرضه الاحتلال على المخيم والذي أجبر جميع القاطنين فيه على الهجرة منه قسراً وبقوة السلاح.
وذكر الشهود أن جرافات الاحتلال أعادت تجريف عدد من الشوارع المدمرة بالكامل في المخيم الذي أغلقت مدخله الغربي من جهة حارة "المقاطعة" بالسواتر الترابية، وسط انتشار قوات الاحتلال في جميع أحياء المخيم واستيلائها على عشرات المنازل، وإغلاق العديد من المداخل بالأسلاك الشائكة.
وأكدت مصادر محلية أن حارة "المحجر" في مخيم نور شمس شهدت، طيلة الليلة قبل الماضية، إطلاقاً كثيفاً للرصاص من قبل جنود الاحتلال، واقتحام عشرات المنازل وتخريب عدد من مركبات المواطنين.
وأفادت بأن قوات الاحتلال أجبرت نحو عشر عائلات، من منطقة "جبل النصر" في المخيم والمنطقة الغربية، على إخلاء منازلها قسراً، وهددت عائلات أخرى بإخلائها، وسط إطلاق كثيف للنار.
وشهدت مدينة طولكرم، الليلة قبل الماضية، انتشاراً مكثفاً لآليات الاحتلال العسكرية وفرق المشاة والتي تمركزت في محيط ميدان جمال عبد الناصر، وشارع الحدادين، والحي الشرقي، وسط إطلاق كثيف للقنابل الصوتية باتجاه المركبات والمواطنين.
وطاردت قوات الاحتلال عدداً من الشبان في محيط ميدان جمال عبد الناصر، وأطلقت القنابل الصوتية بكثافة، واعتقلت شاباً كان متواجداً في المكان، دون التمكن من معرفة هويته، فيما اقتحمت قوات أخرى الحي الشرقي حيث دهمت عدداً من المحال التجارية، وأخضعت المتواجدين فيها للاستجواب الميداني، بينما اقتحمت قوات أخرى ضاحية ذنابة وحارة السلام شرق المدينة، ودهمت عدداً من المنازل، وأجرت عمليات تفتيش واسعة فيها، واستجوبت أصحابها.
أخبار متعلقة :