عاجل

في شمال غزة.. لا إمكانيات للنزوح - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

غزة - "الأيام": "هينا قاعدين لحين مانشوف ايمتى بدنا نموت أو إيش بدو يصير فينا"، بهذه الكلمات اليائسة قال الشاب محمد علي (33 عاماً) معلقاً على الوضع الصعب الذي يعيشه في محل سكنه الجديد، بعدما كان قد نزح من خيمته في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، قبل عدة أيام.
لم يكن الشاب علي جالساً على كرسي أو ممدداً على فرشة عندما تحدث لـ"الأيام" عن وضعه، بل كان يجلس القرفصاء في غرفة إسمنتية تقع في مقر الجوازات والشرطة غرب مدينة غزة، ولا تزيد مساحتها على مترين مربعين.
وكانت تلك الغرفة وغيرها من الغرف صغيرة المساحة نجت من القصف الذي تعرض له مقر الجوازات في الشهور الماضية.
وأضاف: "هذه زنزانة كانت مخصصة للصوص والمجرمين أثناء احتجازهم في مقر الشرطة، وقد لجأت إليها كي أبيت فيها أنا وزوجتي فقط".
وتابع: "أرسلت طفلَي إلى خيمة أبي القريبة من هنا في مقر الجوازات لقضاء ساعات الليل والنوم، وفي النهار أجلس أنا للاحتماء من الشمس"، موضحاً أنه كان قد بحث كثيراً عن مكان أفضل لكي ينزح إليه، لكنه لم يجد.
وفيما يكتظ مقر الجوازات، واسع المساحة، بالخيام والمباني المدمرة التي صارت مأهولة بالنازحين، تزداد صعوبة يوماً بعد يوم ظروف عيش النازحين الذين بالكاد يجدون مكاناً للعيش، فجميع المناطق اكتظت بهؤلاء الفارين من هول جرائم الاحتلال شمال القطاع، فيما لم يعد أحد يجد مكاناً لإقامة خيمته.
وعبّر علي عن استيائه من تشتت أسرته الصغيرة بفعل الضيق الذي يمر به، لافتاً إلى أنه عاجز عن تحسين ظروف نزوحه.
ولجأ إلى مدينة غزة خلال الأيام الخمسة الأخيرة نحو 450 ألف مواطن ليقدر عدد النازحين في مناطق غرب غزة وحيّي الشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطئ، بنحو مليون ومائتي ألف شخص، حسب مصادر محلية متابعة.
من جهته، قال المواطن إيهاب خير الدين (43 عاماً) الذي نزح برفقة عائلته وأسرة شقيقته التي استشهد زوجها من مخيم جباليا: إنه انتقل إلى مدينة غزة، مشيراً إلى أنه قضى أياماً وليالي وهو ينام في الطرقات، وانتقل من مكان إلى آخر بحثاً عن مكان يتسع لخيمة.
وأضاف: "أخيراً وجدت لنفسي مساحة 40 متراً مربعاً على رمال بحر غزة، وقد تمكنت من إقامة خيمتي، لافتاً إلى أن الشاطئ مكتظ بالخيام وآلاف النازحين.
وتابع: "في الخيمة ينام 22 شخصاً من أطفال ونساء، والرجال ينامون في العراء عند مسافة لا تزيد على خمسة أمتار من نهاية مد الأمواج"، معرباً عن غضبه من سوء الظروف التي وصل إليها النازحون في قطاع غزة.
"أشعة الشمس تلاحقنا نهاراً، وبرد الليل يلسعنا ليلاً"، هكذا وصف المواطن إسماعيل حسونة (51 عاماً) ظروف نزوحه بعدما فشلت كل محاولاته لإيجاد مكان للنزوح، واضطر للمبيت في الشارع المقابل لمدرسة الكرمل الثانوية غرب غزة.
وقال: "معناش خيمة والخيم غاليات كتير، وبنام في العراء واحنا الرجال بنضل صاحين طول الليل، بس الأطفال بناموا وبنغطيهم بالحرامات".
وقصفت طائرات الاحتلال منزل المواطن حسونة، الذي كان مقاماً في حي تل الزعتر شرق مخيم جباليا، وسكن مع أسرته المكونة من تسعة أفراد في خيمة قماشية بالية، قبل أن يضطر للنزوح بفعل القصف والدمار الكامن في المكان.
وأضاف: "راح البيت وراحت الخيمة ولا أملك شيئاً سوى بعض الفرشات والحرامات، ولا أستطيع التعايش مع كل هذا الظلم".

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق