كتب عيسى سعد الله:
باتت ساعات الفجر الأولى الوقت المفضل لقوات الاحتلال لارتكاب المذابح بحق أُسر كاملة ومسحها من السجل المدني.
ولوحظ ارتكاب الاحتلال معظم مجازره خلال الأيام والأسابيع الأخيرة في هذا التوقيت، الذي تكون فيه المنازل ممتلئة بساكنيها ونازحيها.
ولا تكتفي قوات الاحتلال بارتكاب المجازر في منطقة واحدة في آن واحد بل في أكثر من مكان ومحافظة.
وتنفذ المجازر جميعها باستهدافات قاتلة بقنابل وصواريخ ثقيلة تلقيها طائرات مقاتلة بالعادة، لا يسمع صوتها في المنطقة.
وفي استهداف آخر بمنطقة جباليا، شمال قطاع غزة، استشهد نحو ثلاثين مواطناً غالبيتهم من عائلة القانوع، في غارة جوية استهدفت منزل المواطن ذياب القانوع، الواقع في حي الزرقا جنوب بلدة جباليا.
وفي تفاصيل الحدث، حسب ما رواه شهود عيان لـ"الأيام"، فإن المنزل الذي يؤوي أصحابه وأقارب نازحين تعرض لغارة قوية أدت إلى تدميره بالكامل، وتدمير عدد كبير من المنازل المجاورة بشكل جزئي، ما أدى إلى استشهاد جميع أفراد المنزل ومواطنين من المنازل المجاورة، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح مختلفة.
وقال أحد الشهود الذي تعرض منزله لأضرار جسيمة، إنهم تفاجؤوا في حدود الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس، بانفجار عنيف وتساقط أجزاء من المنزل، ما أدى إلى إصابة اثنين من أبنائه الصغار بجروح، ليكتشف بعد خروجه من المنزل أن المستهدف منزل جاره ذياب القانوع وقد حوله الانفجار إلى كومة من الدمار.
وأوضح أنه وبعد انقشاع الأتربة والغبار بدأ الجيران وفرق الدفاع المدني بجمع أشلاء الشهداء، التي تناثر العديد منها فوق أسطح المنازل المجاورة وفي الشوارع والطرقات، مشيراً إلى عدم نجاة أحد من أصحاب المنزل.
ولفت إلى استشهاد نحو ستة مواطنين آخرين في منازل مجاورة وإصابة العشرات بجروح مختلفة.
وأشار إلى أن القدر حال دون استشهاد العديد من أفراد أسرته الذين اعتادوا النوم في المنطقة المقابلة للمنزل المستهدف، ولكنهم ومنذ ليلتين انتقلوا للنوم في غرفة أخرى على الجهة البعيدة عن المنزل.
وبيّن جيران المنزل أن الغارة التي ضربت المنزل هي الأعنف التي يتعرض لها الحي منذ شهور طويلة، حيث بدا المربع وكأن زلزالاً عنيفاً ضربه.
وعُرف من الشهداء، وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، كل من: ذياب القانوع وزوجته إسلام أمين القانوع، وأبنائه يحيى وفاطمة وسجى وإيمان ذياب القانوع، ومؤيد القانوع وزوجته كفاح أمين القانوع وأبنائه احمد ولؤي وليان وضحى ولينا وهديل احمد القانوع، إضافة إلى محمد رفيق حسين وابنه البراء محمد رفيق حسين، وطه محمود مقاط وزوجته وابنته الوحيدة.
وبالتزامن مع الإغارة على منزل عائلة القانوع، أغارت طائرات أخرى على منزل يعود لعائلة المواطن عيد مقاط، ما أدى إلى تدميره بالكامل واستشهاده وجميع أفراد أسرته البالغ عددهم ستة أفراد.
ونوّه شهود عيان إلى أن طائرات الاحتلال ضربت منزل عائلة مقاط الذي لا يبعد سوى مئة متر عن عائلة القانوع، ما أحدث حالة من الفزع في صفوف المواطنين في المنطقة، التي تؤوي عدداً كبيراً ممن نزحوا من المناطق الشمالية لبلدة جباليا ومخيمها.
وقبل خمس ساعات من ارتكاب المجزرتين في المنزلين المجاورين، ارتكبت طائرة مسيّرة مجزرة أخرى بحق مجموعة من المواطنين خلال تواجدهم أمام منزل يعود لعائلة حلاوة، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين عرف منهم أمين حلاوة، وأسامة حلاوة وبهاء حلاوة.
وأفاد شهود عيان بأن طائرة استهدفت المواطنين خلال تواجدهم أمام المنزل في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، وقد حوّلتهم إلى أشلاء مقطعة.
0 تعليق