صوّت مجلس النواب الأمريكي، الذي يقوده الجمهوريون، الخميس على مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الضخم للإعفاءات الضريبية وتخفيضات الإنفاق والذي يحذر النقاد من أنه سيؤدي إلى تقليص الرعاية الصحية وزيادة الدين العام.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، قبيل التصويت الذي اتسم بالطابع الحزبي إلى حد كبير والذي توج نقاشاً ماراثونياً استمر طوال الليل: «تشريع بهذا الحجم يُشكل الأمة ويُغير الحياة حقاً».
وأضاف: «إنه نوع التغيير التحويلي الذي ستدرسه الأجيال القادمة يوماً ما، سينظرون إلى هذا اليوم كنقطة تحول في التاريخ الأمريكي».
وأُقرت الحزمة الضخمة على أسس حزبية، بأغلبية 215 صوتاً مقابل 214، بعد أن قمعت القيادة الجمهورية تمرداً في الجناح الأيمن للحزب كان يهدد إقرارها.
وتُعدّ هذه الحزمة حجر الزاوية في أجندة ترامب للسياسة الداخلية التي قد تُحدد معالم ولايته الثانية في البيت الأبيض.
تشكيك من صقور المالية الجمهوريين
وإلى جانب المعارضة الديمقراطية الموحدة، واجهت الحزمة تشكيكاً من صقور المالية الجمهوريين الذين يقولون إن البلاد تتجه نحو الإفلاس، حيث حذر محللون مستقلون من أنها ستزيد العجز بما يصل إلى 4 تريليونات دولار على مدى عقد من الزمن.
وتوقع مكتب الميزانية في الكونجرس (CBO) وهو جهة غير حزبية، أن الحزمة ستعزز دخل أغنى 10% من السكان بينما ستُفقر 10% من السكان، من خلال تخفيضات بمئات المليارات من الدولارات في الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية.
وقد قدّم مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض توقعات طموحة للغاية، تتجاوز بكثير الإجماع السائد، بأن الحزمة ستحفز النمو بنسبة تصل إلى 5.2% وزعمت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية لترامب، أن مشروع القانون «لا يزيد العجز»، بل سيوفر 1.6 تريليون دولار من خلال تخفيضات الإنفاق.
إلا أن المستثمرين لم يقتنعوا مع ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ فبراير يوم الأربعاء، وسط مخاوف من أن يضيف مشروع القانون، الذي يُثقل كاهل الميزانية، إلى عبء الدين الأمريكي البالغ 36 تريليون دولار.
«مُدمر»
وصف الديمقراطيون مشروع القانون بأنه «مُدمر» للطبقة المتوسطة، مشيرين إلى تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس بأن تخفيضاته على التأمين الصحي العام للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض ستحرم 8.6 مليون شخص من التغطية.
ووصف زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، مشروع القانون بأنه «أكبر تخفيض في الرعاية الصحية في تاريخ أمريكا.. بهدف سن أكبر إعفاءات ضريبية للمليارديرات في تاريخ أمريكا».
وشهد ترامب انخفاضاً حاداً في شعبيته في استطلاعات الرأي خلال الأشهر الأولى من توليه منصبه، لكن نجاح تشريعه المميز في مجلس النواب أكد استمرار نفوذه على المشرعين المشاكسين والمستقطبين بشدة في الحزب.
ضغط من ترامب
وكان الرئيس ترامب قد ضغط على الحزب لدعم الحزمة المثيرة للجدل في زيارة نادرة إلى الكابيتول هيل الثلاثاء بعد أن واجهت سلسلة من العقبات بين صقور المالية المحافظين والجمهوريين المعتدلين من المناطق الساحلية.
ولم يتمكن رئيس مجلس النواب جونسون من خسارة سوى ثلاثة أعضاء في تصويت، الخميس.
بدا العديد من المحافظين مستعدين في البداية لرفض مشروع القانون، لكن اجتماعاً تابعاً مع ترامب، الأربعاء، نُسب إليه الفضل في إقناع بعض الرافضين بالانضمام.
وكان صقور المالية غير راضين عن أن التخفيضات المقترحة التي تزيد عن 700 مليار دولار لبرنامج التأمين الصحي «ميديكيد» لم تكن أعمق - وهو خط أحمر للمعتدلين وربما لترامب، الذي طلب من الحزب بعبارات فظة عدم المساس بشبكة الأمان الاجتماعي، لتهدئة جناحه اليميني، قدّم جونسون مهلة تطبيق متطلبات العمل لمستفيدي برنامج Medicaid لمدة عامين حتى نهاية عام 2026، ووافق على إلغاء الإعفاءات الضريبية للطاقة النظيفة تدريجياً في وقت مبكر.
ولكن من المرجح أن يخضع مشروع القانون لإعادة صياغة شاملة لمدة شهر على الأقل في مجلس الشيوخ، الذي يخطط لإحالة الحزمة إلى مكتب ترامب بحلول 4 يوليو. (أ ف ب)
0 تعليق