كتب عيسى سعد الله:
لم ينجُ أحد من ست أسر من عائلة نصر الممتدة من غارة إسرائيلية استهدفت عدة منازل تؤويهم في حي النزلة ببلدة جباليا.
ففي ساعة مبكرة من فجر أمس، حولت عدة صواريخ إسرائيلية ثقيلة نحو 19 مواطناً من عائلة نصر إلى أشلاء مقطعة أخذت ساعات من جهد الأطباء والطواقم الطبية في التعرف عليها.
غالبية هؤلاء الشهداء هم من النساء والأطفال الصغار وجدت أشلاء الكثير منهم متطايرة على أسطح منازل وأراضٍ تبعد عشرات الأمتار عن مكان المنزل الذي اختفت أجزاء منه بفعل قوة الانفجار الذي أدى إلى تطاير أجزاء منه ودفن الجزء الآخر في حفرة عميقة.
وأفاد شهود عيان بأنه وفي تمام الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس، قصفت طائرات حربية إسرائيلية بعدة قنابل ضخمة منزلاً يعود لعائلة نصر الممتدة والمكونة من ست أسر، ما أدى إلى استشهادهم جميعاً وإصابة عدد من ساكني المنازل المجاورة، بالإضافة إلى إحداث دمار هائل في المنطقة التي تعرضت على مدار العدوان لدمار كبير.
وأضافت مصادر عائلية لـ"الأيام" إن الأسر كانت تعيش في منزل مكون من عدة شقق بالإضافة إلى منزل مجاور ولم تكن تعلم أنها ستتعرض لمجزرة مروعة.
وأوضح الشهود أن صعوبات كبيرة واجهتهم خلال محاولتهم المساعدة في إزالة الركام للبحث عن مصابين بسبب الدمار الهائل الذي حل بالمنزل المكون من عدة طبقات، عدا الركام الذي تناثر على مساحات واسعة من الشارع المحاذي للمنزل والذي حال دون تمكن المواطنين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المنزل الذي اختفت أجزاء كبيرة منه داخل حفرة عميقة أحدثتها القنابل.
واستغرق تجميع الأشلاء والجثث أكثر من سبع ساعات قبل أن يتم نقلها في أكياس إلى مستشفى الشفاء لعرضها على الطبيب الشرعي لتجميع كل جثة على حدة.
ووصف المواطنون المجزرة بالأكثر دموية منذ بدء العدوان بسبب استشهاد عدد كبير من الأطفال والنساء العزل.
والشهداء هم: عمران نصر وزوجته صباح نصر في الستينيات من عمرهما، بلال عمران نصر (30 عاماً)، وزوجته فرحانة نصر "سعد الله" (22 عاماً)، وابنتاهما جوري بلال نصر (عامين)، وصباح بلال نصر (شهرين)، عثمان عمران نصر (28 عاماً)، وزوجته ياسمين محمد نصر (22 عاماً)، وابناهما ليان عثمان نصر (ثلاثة أعوام) ومصعب عثمان نصر (سنتين)، محمد عمران نصر (24 عاماً)، وزوجته دلال بشير نصر (20 عاماً) وابناهما يزن محمد نصر (أربعة أعوام)، وبشير محمد نصر (سنتين)، وتسنيم عصام نصر (27 عاماً) وابناها وحيد عبد الرحمن نصر (12 عاماً)، وميمي عبد الرحمن نصر (سنة واحدة)، وماهر فارس نصر (64 عاماً) وزوجته تمام نصر (61 عاماً).
ولم تسمح الظروف الأمنية والاجتماعية بفتح بيت عزاء بسبب إبادة جميع أفراد هذه العائلات واستمرار عمليات القصف المركزة على المنطقة ذاتها والتي أدت لاحقاً إلى استشهاد سبعة مواطنين على بعد عشرات الأمتار من المكان خلال عملهم في حفر بئر مياه لصالح أبناء المنطقة والنازحين فيها.
وأفاد شهود عيان بأن طائرة مسيرة أطلقت صاروخاً على الأقل باتجاه تجمع لمواطنين وعمال خلال عملهم في حفر بئر مياه خيرية ما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين على الأقل وتحويل أجسادهم إلى أشلاء مقطعة وهم: حسن أبو وردة، محمد عوني خلة، إسماعيل محمد خلة وشقيقه إبراهيم محمد خلة، طارق زياد طنبورة، انس شنن، فوزي الدده، وكذلك إصابة عدد آخر بجروح بالغة.
0 تعليق