13 مايو 2025, 5:50 صباحاً
قبل نحو 80 عاماً وتحديداً عام 1945 وعلى متن الطراد الأمريكي "كوينسي" في البحيرات المرة بقناة السويس في مصر، التقى الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت؛ ليُرسيا بذلك علاقة شراكة وطيدة بين السعودية والولايات المتحدة.
وقبل لقاء الملك و"روزفلت" بـ7 سنوات، كان الأمريكيون يعملون جنباً إلى جنب مع السعوديين في الحفر والتنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية، إلى أن تكللت المجهودات بالنجاح باكتشاف أول حقل بترول في مدينة الظهران، ما يعني أن المصالح الاقتصادية بين البلدين ولدت قبل أن تعرف العلاقات السياسية طريقها إلى النور.
ذلك الأساس الذي بُنيت عليه العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين أخذ في النمو والتطور عبر العقود التالية؛ لتصير المملكة أحد أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في المنطقة بأسرها.
تجارة بينية مزدهرة
وبلغة الأرقام، فقد بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين في العام الماضي 2024، ما مجموعه 32 مليار دولار، إذ صدّرت المملكة إلى الولايات المتحدة سلعاً ومنتجات بقيمة 13 مليار دولار، فيما استوردت منها سلعاً ومنتجات بقيمة 19 مليار دولار.
ومقارنة بعام 2023، فقد ارتفع حجم التبادل بين الرياض وواشنطن بما قيمته مليارا دولار، إذ تسجّل التجارة البينية 30 ملياراً من السلع بين البلدين في العام قبل الماضي.
وتُصدّر الرياض إلى واشنطن مجموعة من السلع الإستراتيجية، إذ يأتي النفط الخام في مقدمة الصادرات السعودية للسوق الأمريكية، فيما تشمل الصادرات غير النفطية: الأسمدة، والمواد الكيميائيَّة العضويَّة.
وتشمل مجموعة السلع الواردة إلى السوق السعودية من الولايات المتحدة قطاعات رئيسة مثل: المعدَّات الكهربائية والميكانيكيَّة، والمنتجات الصناعية، والسلع الزراعية، والمستحضرات الصيدلانية.
وتأتي الآلات والأجهزة في مقدمة ما تستورده الرياض من واشنطن، تليها المركبات والسيارات، ثم الطائرات وأجزاؤها، والأدوات والأجهزة البصرية، وفقاً لتقرير سابق صادر عن مجلس الأعمال السعودي الأمريكي.
الاستثمار الأمريكي
ولا شك فإن السوق السعودي يُعد مصدر جذب للاستثمار الأمريكي، فقد بلغ رصيد الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة 15.3 مليار دولار عام 2024.
وينظر المستثمرون الأمريكيون بإيجابية إلى التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة خلال السنوات الأخيرة، كونها توفر فرصاً عظيمة للشركات الأمريكية في مجالات عديدة، منها: استكشاف الفضاء لأغراض تجارية، والطاقة المتجددة، إلى جانب الرعاية الصحية، والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي.
ومن المنتظر أن يصحب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض المقررة اليوم، حضوراً واسعاً من كبار المستثمرين وقادة الشركات الأمريكية العملاقة.
ووفقاً لصحيفة نيويورك بوست، فإنه من المقرر أن يتوافد إلى الرياض مجموعة من كبار رجال المال والأعمال، وقادة الشركات الأمريكية الكبرى للمشاركة في منتدى للاستثمار على هامش زيارة "ترامب".
ويشمل الحضور الملياردير إيلون ماسك، الذي يرأس وزارة الكفاءة الحكومية، والمستثمر ديفيد ساكس، الذي عيّنه "ترامب" ليكون مسؤولاً عن الذكاء الاصطناعي وسياسة العملات المشفرة، ورائد الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI" سام ألتمان، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "META" مارك زوكربيرج، والرئيس التنفيذي لشركة "بوينج" كيلي أورتبرج، والرئيس التنفيذي لشركة "سيتي جروب" جين فريزر.
وسيلتقي المستثمرون الأمريكيون عدداً من نظرائهم السعوديين؛ لمناقشة فرص استثمارية في مجالات متنوّعة، تشمل صناعة الطائرات، والسيارات، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والعملات المشفرة، والمعدات العسكرية، إضافة إلى القطاع المالي كالبنوك.
ويأمل المستثمرون الأمريكيون في التوصل إلى اتفاقيات في عديدٍ من القطاعات للاستثمار في كل من السعودية والولايات المتحدة، بما يعود بالنفع على اقتصاد البلدين.
0 تعليق