إعداد: خنساء الزبير
تشتهر ميامي بكونها مركزاً للثقافة اللاتينية وبشواطئها الخلابة وبصفتها إحدى أسرع المناطق الحضرية نمواً في البلاد فمن الواضح أن المدينة لديها المزيد لتقدمه لجميع فئات المسافرين، سواءً من كان منهم يرغب في عطلة سريعة أو قضاء وقت طويل.
وربما يكون تخصيص الوقت في ميامي صعباً بعض الشيء نظراً لكثرة الخيارات، فهناك شواطئ ومتاحف عالمية المستوى، وفعاليات أدبية ورياضات متنوعة ومسارح ومأكولات لاتينية يصعب إحصاؤها.
القهوة الكوبية
من أكثر ما يخلد في ذاكرة المسافر إلى ميامي مذاق القهوة الكوبية، أو «كافيسيتو».
ولا تقتصر مقاهي فينتانيتاس على كونها أماكن مريحة لتناول القهوة والوجبات الخفيفة بل هي أيضاً مساحات للدردشة والتواصل مع الأخبار وتفاصيل الحياة.
وعند التجول بالسيارة في ميامي بما يكفي فمن المرجح استكشاف العديد من هذه المقاهي السريعة.
والنصيحة المقدمة هنا هي التعرف إلى جميع أنواع مشروبات القهوة المختلفة مسبقاً من خلال تذوقها أولاً. فقهوة كون ليتشي تشبه لاتيه ساخناً حلو المذاق أما الكولادا فهي أشبه بجرعات من الإسبريسو المُحلى والمُعزز بالسكر وتُقدّم في كوب ورقي.
يوم على الشاطئ
لا يُمكن زيارة ميامي دون أن يغمر الشخص قدميه في مياه المحيط الأطلسي الدافئة ولو لمرة واحدة وأفضل الشواطئ المُناسبة للعائلات هي منتزه كراندون ومنتزه بيل باغز كيب فلوريدا الحكومي وكلاهما مثالي للشواء وركوب الدراجات والسباحة.
ولمزيد من الإثارة ومشاهدة الناس يمكن قضاء بعض الوقت في الاسترخاء على شاطئ ساوث بيتش، أشهر وجهة في ميامي وعادةً ما يكون الشاطئ الأوسط الممتد عبر بال هاربور أقل ارتياداً من العامة، مما يعني ازدحاماً أقل.
الطبيعة الخلابة في إيفرغليدز
تُعد منطقة إيفرغليدز أكبر منطقة برية شبه استوائية في البلاد وهي مكان ساحر يضم التماسيح والسلاحف والضفادع والثعابين وعشرات الأنواع من الطيور من الكركي والبط والأوز إلى الأنهينجا والملاعق وغيرها.
وهناك العديد من مداخل منتزه إيفرغليدز الوطني، والتي تضم مراكز طبيعية ومسارات وتجارب بقيادة حراس الغابات ويمكن أيضاً زيارة أنشطة أخرى مثل منتزه إيفرغليدز سفاري (غير تابع للمنتزه الوطني)، حيث يمكن ركوب قارب هوائي على طول نهر من الأعشاب.
وتتميز العديد من مداخل المنتزه بمراكز الطبيعة ومسارات المشي ويقع أقرب مدخل إلى ميامي الكبرى عبر مركز خدمات زوار «شارك فالي».
شارع كالي أوتشو
أشهر شارع في ميامي هو بلا شك شارع كالي أوتشو، ويُقام فيه مهرجان باسمه. وحتى في حالة عدم التمكن من حضور المهرجان ولو مرة واحدة، فلا يزال بالإمكان الاستمتاع بثقافة كوبية غنية من خلال المشي على طول شارع كالي أوتشو الذي يخترق حي هافانا الصغير.
ويوصى بزيارة لوس بينارينوس فروتيريا لتناول عصير قصب السكر (الجوارابو) ومن المشاهد المألوفة مجموعات من كبار السن يلعبون الدومينو في حديقة ماكسيمو غوميز.
ومن الأفضل حجز جولة لتتعرف إلى تاريخ المنطقة والاستمتاع بمأكولات شهية على طول الطريق.
المتاحف الفنية
ما كان في السابق بضعة أحياء من معارض فنية متعثرة أصبح الآن كتلة راقية من المباني الشاهقة والمطاعم، بجانب الكثير من الفنون.
ولا يزال بالإمكان زيارة بعض المؤسسات الثقافية والمعارض الفنية العريقة في المنطقة، مثل مجموعة مارغوليس وجدران وينوود، بالإضافة إلى مجمع بيكهاوس الفني. والأهم من ذلك أن الكثير من الأعمال الفنية يمكن مشاهدتها عند التجول في الحي، فالجداريات وفنون الجرافيتي لطالما كانتا من العناصر الأساسية في المنطقة.
ومن كان قادراً على تحمل الزحام وحركة المرور يوصى بزيارة معرض آرت بازل خلال الأسبوع الأول من ديسمبر وهو معرض فني دولي يُقام على هامشه العديد من الفعاليات ويُقام العديد منها في وينوود والمناطق المحيطة بها.
الحدائق النباتية
بفضل المناخ الاستوائي الذي تتميز به ميامي فإنها تزخر بالعديد من الحدائق التي تُوفر ملاذاً من ناطحات السحاب وصخب المدينة. ومن أفضل الأنشطة المجانية التي يُمكن القيام بها في ميامي حديقة ميامي بيتش النباتية وهي حديقة تمتد على مساحة ثلاثة أفدنة وتضم حديقة يابانية وأزهاراً ملونة ونوافير مائية هادئة.
وهناك أيضاً حديقة كامبونج الوطنية للنباتات الاستوائية وحديقة فيرتشايلد الاستوائية، التي تكرم ديفيد فيرتشايلد، عالم النبات ومستكشف النباتات الشهير الذي جلب لمزرعته التي تبلغ مساحتها 9 أفدنة مجموعة لا مثيل لها من النباتات الاستوائية النادرة إلى جنوب فلوريدا.
حي كوكونت غروف
يعتبر حي كوكونت غروف أحد أفضل الأحياء للزوار لقضاء يومٍ للانغماس في سحر فلوريدا القديمة.
وأفضل ما يمكن بدء الرحلة به زيارة منتزه بارناكل التاريخي الحكومي وهو عقار ساحلي يضم منزلاً يعود إلى حقبة الحدود بناه الرائد رالف مونرو عام 1891.وعلى الرغم من صغر مساحته فإنه يوفر فرصاً ممتازة لمشاهدة الطيور بالإضافة إلى الفعاليات.
ومن ثم المشي على طول الطريق السريع الرئيسي حتى طريق ماكفارلين، حيث توجد حديقة بيكوك التي تُطل على خليج بيسكاين من جسر الممشى الخشبي.
وأخيراً يختتم اليوم في دينر كي مارينا، حيث يمكن الاستمتاع بالمأكولات البحرية المحلية والموسيقى الحية.
0 تعليق