كلمة السر في قمة ألاسكا.. الصين ! - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
وأخيراً التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا الأمريكية بعد شد وجذب غير بسيط وترقب طال انتظاره. استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ضيفه الروسي بود ودفء لا يمكن التشكيك فيه، حرص ترمب على إظهار العلاقة الخاصة التي تربطه ببوتين بحرصه على مناداته باسمه الأول فلاديمير.

انتهت القمة بلا اتفاق علني فيما يتعلق بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وهو السبب الأساسي المعلن عن سبب انعقاد القمة بين الرئيسين، إلا أن المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء اللقاء بينهما كان ودياً، لطيفاً متفائلاً لا يشي بأي أنواع الخلاف بل أظهر انسجاماً ودياً لا يمكن إنكاره.

وصول الرئيس الروسي إلى ألاسكا مع وفد يتضمن ساسة ومستشارين واقتصاديين ورجال أعمال يؤكد أن اللقاء يتجاوز موضوع الحرب مع أوكرانيا وله ارتباط بالعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. فأمريكا ترمب تسعى بجهد مركز وباستغلال علاقة ترمب الجيدة مع بوتين على إخراج روسيا من المحور الصيني لأجل إضعاف التنين صاحب النفوذ المتزايد عالمياً. فليس خافياً أن من أهم آثار الحرب الروسية الأوكرانية هي زيادة العلاقة التجارية بين روسيا والصين ووصولها إلى مراحل غير مسبوقة باتت توصف بالإستراتيجية.

وكأن التاريخ يكرر نفسه ولكن بأبطال مختلفين. فكما حدث في السبعينات من القرن الميلادي الماضي عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستدراج الصين وإخراجها من محيط تأثير الاتحاد السوفيتي عن طريق الثنائي.

الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر، واللذان وجدا ضالتهما في الرجل الثالث في القيادة الصينية دنج زياو بنج والذي تبنى بالتدريج إدخال الصين إلى سياسة السوق المفتوح وكانت ولادة التنين الصيني العملاق في كافة المجالات الاقتصادية.

واليوم يرى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرصة في إعادة الدب الروسي إلى المعسكر الغربي المحافظ الذي تجمعه مسيرة هدفها إعلاء لقيم اجتماعية محافظة مثل محاربة التفكك الأسري وصد تيار الشذوذ الجنسي ودعم دور الكنيسة بمختلف فروعها. ويرى ترمب إمكانية تحقيق تعاون مع بوتين لأنه رجل بيده كل القرار الروسي وليس عبر مكتب سياسات للحزب الشيوعي كما كان أيام الاتحاد السوفيتي حينما كان يحكم من قبل رجال بلغوا من الكبر عتيّاً وأصبحوا عالة على بلادهم. وروسيا بالنسبة لأمريكا هي مصدر مهم لخيرات هائلة من الموارد الأولية مثل الغاز والنفط والقمح والحديد والأخشاب والنحاس والذهب والمعادن النادرة الأخرى.

ولذلك ليس من المستغرب أن تكون الصين هي الحاضر الغائب في قمة ألاسكا، الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في إغراء روسيا بالانضمام إلى معسكرها وإزالة العقوبات الاقتصادية من عليها بل حتى إعادتها لعضوية الدول السبع كما كانت قديما أيام الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. لننتظر ونرى إذا استطاع دونالد ترمب تحقيق ذلك.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق