عاجل

رواد مقهى الباقة عند بحر غزة يستذكرون شهداء المجزرة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

غزة - أ ف ب: خيّم الحزن والذكريات على رواد مقهى الباقة الشهير المطل على البحر عند شاطئ حي الرمال غرب مدينة غزة، أمس، غداة غارة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات.
وأعلن الدفاع المدني، الاثنين، أن 24 شخصا استشهدوا وأصيب عشرات آخرون في غارة جوية إسرائيلية على مقهى واستراحة الباقة. وأكد الجيش الإسرائيلي، امس، أن الغارة التي قال، إنها استهدفت "عددا من إرهابيي (حماس)"، تخضع إلى "المراجعة".
وكان من بين الشهداء إسماعيل أبو حطب وهو مصور تلفزيوني مستقل، والفنانة التشكيلية آمنة السالمي الملقبة "فرانس"، بينما أصيبت بيان أبو سلطان، الصحافية والناشطة المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحوّل المقهى المقام من الخشب والصفيح المقوى والذي كان مكونا من طبقتين، إلى خراب ودمار. وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس بقعا من الدماء على الأرض، بينما تبعثرت كراسٍ بلاستيكية محطمة في المكان.
وتعرض المقهى مرارا لأضرار خلال الحرب المتواصلة منذ أكثر من 20 شهرا، لكنّ مالكيه أعادوا ترميمه جزئيا خلال هدنة هشة شهدها القطاع في وقت سابق من هذا العام، وانهارت في آذار مع استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية.
وتفاعل كثيرون على منصات التواصل مع الغارة الإسرائيلية واستذكروا ضحاياها لتخليد ذكراهم. وانتشرت على نطاق واسع لوحة رسمتها قبل أيام آمنة السالمي وتصوّر فيها ثلاثة قتلى.
وكتبت الصحافية الفلسطينية نور الحرازين أن "أمنة لم تكن مجرد فنانة، بل كانت روحا مُشرقة".
من جهته، كتب الناشط وسيم صالح على حسابه على فيسبوك، "نجلس بجانب كافتيريا الباقة... ما زال البحر يقذف أشلاء الشهداء وندفنها".
وقبل ظهر امس، خرجت من مستشفى الشفاء في غرب غزة، جنازات للشهداء وسط مزيج من الحزن والغضب.
خلال صلاة الجنازة على جثمان أبو حطب، وُضعت سترته الواقية من الرصاص التي كتب عليها "صحافة" بالإنكليزية، على صدره، كما العادة مع عشرات الصحافيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في الحرب.
أما بيان أبو سلطان التي انتشرت صورتها والدماء تغطي وجهها بعد إصابتها في الضربة، فكتبت على فيسبوك، "نجونا لنلعن الاحتلال يوما آخر".
وكتبت علا عبد ربه، وهي ناشطة فلسطينية أصيبت في الغارة، "فجأة سمعت صوت انفجار وجدت رجلي تنزف".
وقبل اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان المقهى يستقبل يوميا مئات الزبائن من الجنسين والفئات العمرية المختلفة، ويقدم مشروبات ساخنة وعصائر والأطعمة والمأكولات الفلسطينية والغربية.
وفي ظل الحرب والنقص الحاد في المواد الغذائية جراء الحصار الإسرائيلي، لم يستطع الباقة تقديم وجبات طعام، لكنه كان يقدم بعض المشروبات الساخنة. وبدأ قبل أسابيع توفير خدمة الإنترنت شبه المفقودة في غزة، مجانا لزبائنه.
وأعرب مالك المقهى ماهر الباقة (40 عاما) عن صدمته جراء الغارة.
وقال لفرانس برس، إن "الباقة هي استراحة وكافيه (مقهى) عام ومن أشهر الكافيهات على البحر في غزة، رواده من الشباب المثقف والصحافيين والفنانين وأطباء ومهندسين وكادحين".
وأضاف، "كانوا يشعرون بحرية واطمئنان ويعتبرونه مثل بيتهم الثاني.. الاحتلال غدر الناس وقصف المكان دون أي مبرر".
وتابع، "كانوا جالسين بأمان الله، فوجئنا بقصف المكان"، مشيرا إلى أنه فقد في الغارة ثلاثة من أفراد عائلته وأربعة من العاملين في المقهى.
وشاركت الصحافية في غزة شروق العيلة صورا للمقهى عبر حسابها على انستغرام مع تعليق جاء فيه "البحر أصبح ملاذنا الوحيد".
واعتبر ماهر أن المقهى كان "متنفسا لكثير من الناس، الملاذ الأخير للناس".
وأضاف، "شعرت أن تضامن الناس مع المكان كأنهم يدافعون عما تبقى لهم من حلم في غزة".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق