28 يونيو 2025, 9:48 مساءً
دخلت أوروبا حالة تأهب قصوى هذا الأسبوع مع تصاعد درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وسط تحذيرات من موجة حر قد تبلغ 42 درجة مئوية في بعض المناطق، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ودعت السلطات المواطنين إلى البقاء في منازلهم وتجنّب الأنشطة الخارجية، في ظل تفاقم المخاطر الصحية واندلاع حرائق غابات واسعة النطاق.
وفي المملكة المتحدة، توقعت هيئة الأرصاد الجوية أن تصل درجات الحرارة إلى 36 درجة مئوية يوم الإثنين، ما قد يجعلها أشد الأيام حرارة في يونيو منذ بدء تسجيل البيانات.
وتم تفعيل تنبيه صحي حتى الثلاثاء في عدة مناطق، بينها جنوب شرق إنجلترا وساوث ويست وسومرست، بالتزامن مع انعقاد مهرجان غلاستنبري الشهير.
كما حذّرت الهيئة من موجة "قنبلة حبوب لقاح" قد تتسبّب في معاناة شديدة لـ16 مليون بريطاني من المصابين بحساسية حبوب اللقاح، حيث ستصل مستوياتها إلى "مرتفعة جدًا"، خاصة في شرق وجنوب البلاد.
إيطاليا واليونان والبرتغال في قلب العاصفة
في إيطاليا، أغلقت السلطات عدة محاور مرورية، بينما أُعلنت حالة التأهب القصوى في 21 مدينة، منها روما وميلانو والبندقية. وفرضت بعض المناطق في صقلية وشمال البلاد حظرًا على العمل في الهواء الطلق خلال ساعات الذروة.
أما في البرتغال، فقد توقعت هيئة الأرصاد أن تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية في لشبونة، مع وضع ثلثي البلاد تحت الإنذار البرتقالي. وتزايدت مخاوف اندلاع حرائق في شمال البلاد وجنوبها على السواحل السياحية.
وفي اليونان، تكافح فرق الإطفاء حرائق هائلة التهمت منازل وحقولًا قرب بلدة بالايا فوكايا الساحلية، وأخرى في جزيرة خيوس، مما استدعى عمليات إجلاء واسعة، بينما وصلت درجات الحرارة إلى 38 درجة مئوية.
ذروة الحرارة الإثنين ثم انخفاض طفيف
من المتوقع أن تصل ذروة الموجة الحارة يوم الإثنين، مع تسجيل 36 درجة مئوية في لندن، قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا اعتبارًا من الثلاثاء، لكنها ستبقى فوق المعدل السنوي الطبيعي.
الهيئات الصحية الأوروبية دعت إلى مواصلة مراقبة الأوضاع عن كثب، واتخاذ الاحتياطات الضرورية، في ظل استمرار اشتعال النيران في مناطق متعددة، وتوقعات باندلاع حرائق إضافية بفعل الجفاف والرياح الساخنة.
تحذيرات صحية ومخاوف من وفيات
أطلقت وكالة الأمن الصحي البريطانية تحذيرًا من مخاطر ارتفاع الوفيات، خصوصًا بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرة إلى أن "البيئات الداخلية قد تصبح شديدة الخطورة". كما نبّهت إلى تأثيرات الحرارة على فعالية الأدوية، ومخاطر في مرافق الرعاية الصحية.
كان العام الماضي الأكثر حرارة في التاريخ المسجّل حتى الآن، ووجدت دراسة أجرتها مجلة "لانسيت" للصحة العامة ونُشرت العام الماضي أن وفيات الحر في أوروبا قد تتضاعف ثلاث مرات بحلول نهاية القرن، مع ارتفاع الأعداد بشكل غير متناسب في الدول الجنوبية مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا.
قد تودي الوفيات الناجمة عن الطقس الحار بحياة 129 ألف شخص سنويًا إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ويبلغ عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا اليوم 44 ألف حالة.
0 تعليق