12 يوماً قد تغير الشرق الأوسط ! - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
ليس صعباً إحصاء مكاسب وخسائر طرفي حرب الأيام الـ12، والأكيد أن عقوداً من الزمن أُنفقت في الاستثمار في مشاريع الهيمنة وبناء الترسانات المدمّرة قد طُويت خلال 12 يوماً فقط، بينما كان يمكن للمنطقة أن تستثمرها في مد جسور السلام وازدهار البناء والتنمية !

تملك المنطقة الآن فرصة لتحقيق السلام بعد أن تراجع المدّ الشعبوي للشعارات الوهمية، وتضاءل نفوذ وتأثير الأدوات المحرّكة لها. لكن العقبة لم تكن يوماً في الأنظمة والتنظيمات الراديكالية وشعاراتها الجوفاء وحدها، بل إن إسرائيل بحاجة إلى إدراك أن السلام لن يتحقق دون الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولة فلسطينية يعيش فيها الفلسطينيون بأمن وسلام وكرامة !

وكما أن مشاريع الهيمنة والتوسع تسقط أمام العدالة ولو طال بها الزمن، فإن السلام لا يمكن أن يُبنى دون تحقيق العدالة، والإصرار على بنائه بالقوة وعلى أسس الظلم لم يكفل له استقراراً دائماً، كما أن البطش والقتل الذي مارسته إسرائيل منذ قيامها بحق أجيال من الفلسطينيين لم يحقق لها الأمن الذي تنشده !

لقد شهدت المنطقة الكثير من الحروب، وعانت شعوبها عبر أجيال متتالية من مغامرات وأخطاء الأنظمة الراديكالية المتعاقبة، وقسوة جبروت الاحتلال، وكلها لم تؤد سوى إلى المزيد من الدمار دون أن تحقق الغايات أو الأهداف، لأن ما بُني على الظلم والعدوان لا يمكن أن يستمر، والقوة - كما أثبتت الأحداث في السنتين الأخيرتين - ليست مستدامة، وأن رياح التغيير عندما تهب تكون عاصفة وتقتلع الأشجار مهما بدت ثابتة !

لا بد من الاستفادة من تجربة دول الخليج العربية في الاستثمار في السلام والمستقبل، وتسخير الثروات للتنمية والبناء والرفاهية، وهي تجربة عملت هذه الدول على مشاركتها مع جيرانها. لكن هناك من أصر لسنوات طويلة على تبديد ثرواته الوطنية في الحروب والقمع، والاستثمار في تجارة الشعارات الكاسدة، والبضائع المغشوشة التي تبيع الهزائم على أنها انتصارات !

باختصار.. نحن اليوم أمام فرصة ثمينة لتحقيق السلام، وجعل الشرق الأوسط حديقة للازدهار الاقتصادي بما يملكه من فرص واعدة وإمكانات هائلة !

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق