عاجل

ناجون يروون لـ"الأيام" تفاصيل مجزرة المجوّعين غرب بيت لاهيا - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

غزة - "الأيام": "بينما كنا ننتظر وصول شاحنات المساعدات عبر حاجز زيكيم على الحدود الشمالية الغربية لقطاع غزة مع إسرائيل، تسللت إحدى الدبابات الإسرائيلية تحت ستار هائل ومخيف من الغبار والأتربة الى مقربة من تجمع هائل للمواطنين على دوار السودانية، ظننا أنها شاحنة مساعدات، هرعنا لاعتراضها والحصول على المساعدات لنتفاجأ بأنها دبابة بعد أن هدأت من سرعتها وانقشعت الأتربة، وبدأ الجنود بفتح نيران الرشاشات الثقيلة بكثافة وغزارة تجاهنا، ما أدى الى سقوط العشرات ما بين شهيد وجريح".
بهذه الكلمات روى الناجي من المجزرة المواطن حاتم مصلح، فصول المجزرة التي لم تتوقف أحداثها على وصول الدبابات، بل تبعها وصول عدة طائرات مسيّرة من طراز كواد كابتر للمنطقة وشرعت بملاحقة المواطنين الفارين من جحيم نيران الدبابة، حيث قتلت العشرات الآخرين خلال محاولتهم الفرار والاحتماء على الشاطئ او خلف الدمار الذي يملأ المكان.
وأضاف مصلح ان العدد الكبير من المواطنين والذي كان ينتظر الشاحنات على طول شارع الرشيد الساحلي وبشكل خاص ما بين منتجع النورس شمالاً وحتى فندق المشتل جنوباً، أدى الى ارتقاء عدد كبير من المواطنين، وسهولة قنصهم من قبل الطائرات المسيّرة التي أجبرت المواطنين على القفز داخل البحر.
وأوضح مصلح في الثلاثينات من عمره ان الاحتلال لم يترك المواطنين يفرون في كل الاتجاهات، فسرعان ما وصل عدد من الزوارق الى مقربة من اليابسة وشرعت باطلاق النار بشكل هستيري باتجاه جموع المواطنين داخل البحر وعلى الشاطئ، ما أدى الى تطاير الجثث بشكل يعيد الى الاذهان الأفلام الهوليودية.
وأضاف ان عمليات اطلاق النار من البر والبحر والجو باتجاه منتظري المساعدات لم تتوقف لأكثر من نصف ساعة استشهد خلالها عدد هائل من المواطنين.
ولم يخفِ مصلح خلال رحلة عودته الى منزله حالة الرعب التي أصابته، حيث عكستها الرجفة وشحوب الوجه والتلعثم في الكلام رغم قيامه لاحقاً بمساعدة بعض المواطنين الآخرين في انتشال جثامين نحو عشرين مواطناً وتحميلها على متن شاحنة انبرى صاحبها في جمع ما يمكن جمعه من جثامين بعد انتهاء فصول المجزرة.
اما الشاب بلال خليل فبدا أكثر توتراً بعد تعرضه لاصابة سطحية بشظايا قذيفة اطلقها زورق حربي على مجموعة كبيرة من المواطنين كانت تحتمي خلف غرف الصيادين في منطقة السودانية.
وقال خليل الذي تلقى العلاج ميدانياً من قبل احد الممرضين ان تواجد عدد كبير من المواطنين من حوله كان سبباً في نجاته من الموت، مؤكداً ان اكثر من تسع مواطنين كانوا بالقرب منه استشهدوا.
وأوضح خليل ان ما حصل كان امراً مرعباً ولا يصدق بسبب كثافة النار واشتراك الطائرات والدبابات والبوارج الحربية في قصف المواطنين الجائعين خلال انتظارهم التقليدي لشاحنات المساعدات.
وأكد خليل لـ"الأيام" انه احتمى بين جثامين الشهداء لاكثر من نصف ساعة حتى انتهى وتوقف اطلاق النار ليغادر بسرعة باتجاه منطقة مسجد الخالدي جنوباً للبحث عن سيارة او وسيلة نقل لنقله الى المستشفى لتلقي العلاج.
فيما يصف الناجي الآخر الفتى سعيد موسى الجون الحدث بأنه أشبه بالحلم، مؤكداً ان القدر والعدد الهائل من المواطنين أسهم في نجاته من الموت المحقق بعد ان شكلوا حزاماً لصد الرصاص عنه ولكن بعد ان دفعوا حياتهم ثمناً لذلك.
وأوضح ان مشاهد تساقط المواطنين على ارض لا يزال يرعبه ويقتله كل لحظة لا سيما وان جميعهم كانوا منهكين وينتظرون لساعات طويلة للحصول على الطعام.
وقال الجون الذي تأخر في العودة بسبب صعوبة الطريق وعدم توفر المواصلات اللازمة: شهدت الكثير من المجازر في المنطقة على مدار الأسبوعين الماضيين ولكن لم تكن بهذا الحجم والقسوة.
وسيطرت على المواطنين والأسر حالة من القلق الشديد بعد ان تناهت على مسامعهم أخبار المجزرة، حيث خرجوا باكين ومذعورين من المنازل الى الشوارع للاطمئنان على أبنائهم وأقاربهم لا سيما في ظل انهيار شبكة الاتصالات في مكان المجزرة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق